الأبناءسلايد 1مقالات وبحوث

أنماط في التربية تؤثر على مستقبل طفلك

الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي التي ينشأ فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يكبر ويستطيع الاعتماد على نفسه، بعدها يلتحق بالمدرسة الرافد الثاني للتربية..وفي المقابل والمعروف طبيا وتربويا..أن شخصية الطفل تتكون خلال الخمس السنوات الأولى،  لذا كان م الضروري ان تُلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية متميزة ومتكيفة وفاعلة في المجتمع..معنا الدكتورة ابتسام الخولي أستاذة التربية والمناهج بمعهد الطفولة للشرح والتوضيح

 1-أسلوب السيطرة والتسلط

أسلوب السيطرة يخلق طفل عدواني يخرب ويكسر 

ويعني تحكم الأب أو الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق ما يريد حتى ولو كانت مشروعة

 أو إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان

ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع وإتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع أو لا يمتلك القدرة على إبداء الرأي والمناقشة
كما يساعد إتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة
معها يفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز
وقد ينتج عن إتباع هذا الأسلوب أيضا طفل عدواني يخرب ويكسر ؛ لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها

2- أسلوب الرعاية والإهتمام الزائد

أسلوب الاهتمام الزائد..يخلق طفلا لا يتحمل مسئولية نفسه

..يعني قيام احد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يجب ان يقوم بها الطفل وحده

حيث يحرص الوالدان أو احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه

مع عدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره كحل الواجبات المدرسية عن الطفل أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال

وقد يرجع ذلك الإهتمام إلى خوف الوالدين على الطفل لاسيما إذا كان الطفل الأول أو الوحيد أو إذا كان ولد وسط عديد من البنات أو العكس
وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة

يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط
وهذا النوع من الأطفال لا يثق في قراراته التي يصدرها ، إنما يثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة
وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من إشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما

3-أسلوب الإهمال وعدم المتابعة

أسلوب الإهمال..يخلق طفلا..لا يكترث بأوامر ونواهي والديه

.يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب

 وقد ينتهج الوالدان أو احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم

والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي
ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل كذلك ..حال حصوله  على درجة  منخفضة ..فيوبخ ويسخر منه

 وهذا بلا شك يحرم الطفل من حاجته إلى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه

ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف أو الاعتداء على الآخرين

 أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين

4- أسلوب التذبذب وعدم الثبات

أسلوب التذبذب يخلق طفلا مزدوجا في التعامل

..ويعني عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى
وغالبا ما يترتب على إتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين

 وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر

وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته، ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص أخر كريم متسامح ضاحك مبتسم

5- أسلوب التفرقة في المعاملة

التفرقة في المعاملة تشعر الطفل بالحقد والحسد

..ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولود أو السن أو غيرها

 نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث أو تفضيل الأصغر على الأكبر أو تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق أو جميل أو ذكي وغيرها

وهذا بلا شك يؤثر على نفسيات الأبناء وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية

يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين

ويصبح لا يرى إلا ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ،  شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها ،تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها

6- أسلوب التدليل وعدم الحسم

التدليل الزائد..تجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات ناجحة

هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة ، حيث ان..المغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين

 أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة … لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها

إرشادات خاصة على الوالدين تفهمها وإدراكها

خصصوا وقتا لأطفالكم ..بشكل يومي

اهتمي بطفلك وامنحيه حبًّا غير مشروط: يحتاج الطفل إلى الشعور بالقبول والحب والأمان، لينمو واثقًا بنفسه. 

خصصي وقتًا له بشكل يومي، وشاركيه أنشطته المفضلة، وعبري له عن حبكِ بطرق مختلفة. 

ولا تربطي هذا العطاء بأفعاله أبدًا، فأنتِ تحبينه في جميع الأحوال، عندما ينجح أو يرسب، وعندما يتناول طعامه كله أو يرفضه… وهكذا.

 راقبي ردود فعلك مع طفلك: جميعنا نُخطئ في التعامل مع أطفالنا نتيجة للضغوط اليومية والمسؤوليات الهائلة، ولكن المهم أن نتعلم من أخطائنا، ونتفادى تكرارها

من الضروري أن تتعرفي على تأثير تصرفاتكِ في نفسية طفلك وشخصيته المستقبلية فالمبالغة في ردود الفعل مع الطفل تؤثر سلبًا في نموه الذهني، وأنظمة جسمه المتعددة

تعرفي على طبيعة شخصية طفلك..لتحديد طريقة التعامل

ابحثي عن طرق مختلفة لتخفيف التوتر لديكِ، فإن أغلب التصرفات السيئة مع الأطفال، يحدث نتيجة للتوتر والضغوط والأعباء الأخرى التي تتحملها الأم.

 خصصي وقتًا ثابتًا في يومكِ للاسترخاء وتدليل نفسكِ، وتخفيف توترك مهما كنتِ مشغولة.

لكل طفل طبيعة مختلفة، وأسلوب مناسب للتعامل معه، فلا يوجد أسلوب موحد في التربية يناسب جميع الأطفال..

ابحثي دائمًا عن الطرق السليمة للتعامل مع طفلكِ حسب طبيعته، واقرئي كثيرًا في علم التربية، لكي تعرفي كيفية التصرف في المواقف المختلفة

إذا شعرتِ بأنكِ غير قادرة على تغيير طريقة تعاملكِ مع طفلكِ، أو واجهت صعوبة في ذلك، فلا تترددي في الاستعانة بمتخصصين، والانضمام إلى دورات تربوية

هناك دائما فرصة للتغيير، فليس هناك وقت محدد للبدء في تصحيح علاقتكِ بطفلك مهما كان عمره. 

اترك تعليقاً

إغلاق