مقالات وبحوث

فئة دم طفلي: هل تتغير مع الوقت؟

نسمع أحياناً بحالات غريبة لأشخاص فوجئوا بنتائج فحوصات الدم لديهم، إذ تبيّن أنّ فئة الدم مختلفة تماماً عن تلك الظاهرة في فحوصات سابقة أجريت لهم منذ أيام الطفولة… هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل: هل من المحتمل أن تتغيّر فئة الدم مع الوقت لدى الأطفال؟

ترتكز الإجابة على هذا السؤال على المفهوم الرئيسي لتحديد فئة الدم؛ فالعوامل التي تستند عليها الفحوصات المخبرية في هذا السياق هي فعلياً مجموعة من العناصر “الأنتيجينية” الموروثة، والموجودة على أسطح خلايا الدم الحمراء. هذه العناصر قد تتكوّن من البروتينات، الكربوهيدرات، وحتى البروتينات السكرية لتختلف بين فئة دم وأخرى، في حين أنّ إنعدام وجودها يحدّد فئة الدم O.

هذه التركيبة والتي تتقسّم إجمالاً عند مختلف البشر إلى 4 أشكال (A,B,AB,O) تنجم عن تركيبة جينيّة يحملها الفرد منذ ولادته، وبالتالي، فهي ثابتة لا تتغيّر منذ اللحظات الأولى لجريان الدم في عروق الجنين، وحتى اللحظة الأخيرة من حياة الفرد. وبالتالي، فإن الإجابة المباشرة هي بالتأكيد “كلا”، فمن المستحيل أن تتغيّر فئة دم الطفل مع العمر.

تجدر الإشارة إلى أنّ هناك طريقة واحدة فقط لتغيير فئة الدم، ولكن في شكل مقصود، وتتطلب إجراءً طبياً معقّداً يُعرف بتسمية “زرع النخاع العظمي”.

لذلك، يبقى التفسير الوحيد المنطقي لنتيجة فحوصات الدم المتضاربة ما بين مرحلتين عمريتين مختلفتين هو عدم الدقّة في نتائج إحدى الفحوصات. في تلك الحالة، من الضروري إعادة إجراء فحص الدم المطلوب، وفي مختبر موثوق للتأكّد من النتيجة الصحيحة.

اترك تعليقاً

إغلاق