صحة الأطفال
وسائل التربية الحديثة للأطفال
من أهمِّ المسؤوليّات المُلقاة على عاتق الوالديْن وأصعبها هي مسؤوليّة تربية الطفل وتنشئتِه تنشئةً صحيحة، وإنّ العناية بالأطفال هي بمثابة استشرافِ المستقبل، فهم الجيل القادم الذي نأمل منه السيرَ بالمجتمع نحو التقدّم والازدهار. كما أنّ التربية الصحيحة الصالحة سببٌ في برّ الولد لوالديه عند الكِبر، وسببٌ في إدخالهما الجنّة، لذلك كلّه كان على الآباء اتبّاعُ منهج محدد لتربية أطفالهم. سنعرض في هذا المقال بعض وسائل التربية الحديثة للطفل التي تساعد الآباء في هذا الخصوص.
وسائل التربية الحديثة للأطفال
اتبّع طريق التوازن والوسطيّة في أي أمر يخصّ تربية طفلك، فلا تكن متشدداً أو متساهلاً بشكل مفرط. استخدم أسلوب التحفيز والتشجيع له؛ وذلك لاستخراج مواهبه وقدراته المخبّأة، ولتعزيز ثقته بنفسه. اعتمد أسلوب النقاش الديمقراطيّ، وهو الأسلوب الذي يتيحُ لطفلك التعبيرَ عن نفسه وأفكاره وآرائه دونَ خوف، مع التزامه حدودَ الاحترام والأدب. وهذا يُساعد في بناء شخصيّة طفلك، وإفهامه أسلوب المشاركة الإيجابية. ضع قانوناً محدداً للعقاب، بحيث يكون واضحاً ومنطقياً وهادفاً، وتاركاً أثراً في سلوك الطفل وتصرّفاته وليس في نفسه، فلا يكون شديد القسوة أو الهدف منه هو الانتقام. فإذا امتنع طفلك عن تنظيف أسنانه، بإمكانك منعه عن تناول الحلوى، بعد أن توضّح له أنّ الهدف هو حماية أسنانه من التسوّس الناتج عن السكريّات والحلوى مثلاً. امنح طفلك فرصةً ثانية قبل أن تعاقبه؛ فهذا من شأنه تشجيع طفلك على إصلاح خطئه وعدم تكراره مجدّداً. استخدم أدواتٍ متطوّرة لتربية طفلك على سلوك معيّن، مثل استخدام الحاسوب وغيره؛ نظراً لتجاوب الأطفال مع هذه التقنيات.
نصائح للتعامل مع الطفل
تواصلْ مع ابنك بصريّاً بالنظر إلى عينيْه أثناءَ حديثه إليك، وتجنّب إزاحة وجهك عنه؛ لأنّه سيشعر بقلّة اهتمامك به وبما يقوله. وطّد العلاقة بينكما بالاحتكاك الجسديّ، عن طريق معانقته، أو إمساك يده أو وضع يدك على كتفه؛ فهذا من شأنه تيسير التفاهم بينكما. علّق على حديث ابنك أثناء تكلّمه، وذلك بالشكل الذي يُظهر له إنصاتك له واهتمامك، كقول: نعم نعم، أو بهزّ الرأس موافقاً، أو عن طريق الابتسام في وجهه. وبالمقابل، تجنّب إشعاره أنّك مللتَ من حديثه، كالنظر إلى ساعتك مثلاً أو التأفف. يميل الأطفال لعرض المواقف بتفاصيل مطوّلة، بإمكانك تعريفه بمفهوم اختصار الحديث، عن طريق قطع كلامه بشكل لائق بعد أن توضّح له أنّك فهمت الفكرة وما يودّ إيصاله لك. علّم طفلك السلوكيّات السليمة والقيم الأخلاقية الأساسيّة، وذلك ليس بالتلقين فقط، إنّما بالمشاهدة، فالطفل يكتسب هذه الصفات من خلال مشاهدتها في والديه، ثمّ تقليدهما. اجعله يُشاهد آثارَ ونتائجَ تصرّفاتِه بنفسه؛ وذلك كي يفهم لماذا يجب عليه أن يتصرّف بهذه الطريقة. اجعل علاقتك مع طفلك على أساس أنّكما واحد، وليس بينكما صراعٌ أو تنافس؛ وذلك كي يلجأ إليك في حلّ مشاكله.