عندما تنوي الأم فطام طفلها الرضيع يكون التحدي أمامها كبيراً خصوصاً أنّ فطامه سيكون قاسٍ جداً عليه وعليها، فقد يتعرض هو للإصابة بالتوعكات الهضمية، وقد تصاب هي باحتقان الثدي المؤلم، مما يجعل مهمة فطام الطفل مهمة صعبة وربما مستحيلة على بعض الأمهات، ويكمن الحل لهذه المشكلة في التدرج في فطام الطفل، وإدخال وجبات تكميلية ضمن وجبات الرضاعة اليومية المخصصة له لتتجنب الأم بذلك عناء المشاكل النفسية، والصحية التي قد تتعرض لها هي وطفلها. طريقة الفطام التدريجي للمحافظة على نفسية الطفل الغذاء التكميلي يمكن إدخال الغذاء التكميلي لنظام الطفل عند بلوغه الشهر السادس، وهذا بحسب توصية منظمات الصحة العالمية بذلك، فالطفل في هذه المرحلة العمرية يكون جهازه الهضمي جاهزاً لهضم الأغذية اللينة، كالخضروات، والفواكه المسلوقة، والسيريلاك، ولبن الزبادي، لذا يمكن للأم إدخالها بحيث تصبح جزء أساسياً من وجبات الطفل اليومية، على ألا تحلّ مكان وجبات الرضاعة الطبيعية الأساسية في بداية الفطام، حتى يبدأ الطفل بالتعود عليها شيئاً فشيئاً. التدرج في الفطام من المعروف أنّ الطفل الرضيع يتعلق بثدي أمه كثيراً خصوصاً في شهور عمره الأولى، لذا تبدو حيلة التدرج في فطامه من أكثر الحيل نجاحاً للوصول للهدف المنشود، فإن حُرم الطفل من الرضاعة مرة ينعكس ذلك على صحته النفسية والجسدية كما أسلفنا، لذا على الأم أن تراعي الخطوات الآتية للنجاح في فطام طفلها: اتركي طفلك يتناول حصصه من الرضاعة الطبيعية كالمعتاد، ولا تحاولي إنقاصها أو تجزئتها، لأنّه بذلك سيشعر أنّه يجبر على ترك ثديك وينعكس الأمر عليه بطريقة سلبية. ابدئي بتحضير وجبات من الخضار أو الفواكه المسلوقة دون إضافة أي توابل، أو محليات، حتى تستطيعي تميز الأغذية التي يتقبلها طفلك دون غيرها. أطعمي طفلك نوعاً من الغذاء لمدة ثلاثة أيام على التوالي لتتأكدي من عدم تحسسه منه، كأن تجربي بالخضارالمسلوقة أولاً لمدة ثلاثة أيام، ثمّ بالفواكه وهكذا. اعرضي على طفلك الغذاء التكميلي ضمن وجبات الرضاعة، ليتمكن من تجريب نكهات مختلفة وتعرفي أي الأغذية تقبلها. ابدئي بتقليل وجبات الرضاعة الطبيعية المقررة لطفلك، وزيادة الوجبات بالتدريج لتكون في البداية مثلاً ثلاث وجبات، ثمّ خمس وجبات، ثمّ ست بحسب شهية الطفل. حافظي على وجبة الرضاعة الطبيعية الليلية في بداية الفطام، ثمّ ابدئي باستبدالها بوجبة من اللبن الزبادي لأنّها وجبات مشبعة وكفيلة بأن تجعل طفلك ينام مرتاحاً. ابدئي بإدخال أنواع أخرى من الأغذية عندما تلاحظين تغير لون وسُمك البراز عنده، فهذا دليلك على صحة الهضم، لذا يمكنك الآن إدخال البيض، ومشتقات الألبان، والحبوب بحسب عمر الطفل وتقبله لتلك الوجبات. استبدلي وجبة الرضاعة الليلية لطفلك بزجاجة من الحليب الصناعي، أو الأعشاب الطبية عندما يدخل طفلك عمر السنة، لأنّه في هذا العمر وبعد التدرج في نظام الفطام الذي ذكرناها فلن يعود يطلب الرضاعة الطبيعية كما في السابق.