الطلاق
ما أسباب بعد الزوج عن زوجته
قال تعالى في مُحكمِ تنزيله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فالعلاقة الزوجية تكون مبنية في الأساس على المودة والرحمة من الطرفين، وهذا المقصود من قوله تعالى (بينكم)، فلم يخص الرجل وحده بالحديث ، فالمرأة تحتاج إلى المودة والرحمة من زوجها؛ وكذلك الزوج يحتاج إليهما، ويحتاج أن يراهما من زوجته لتستمر حياتهما على الأساس الذي جعله الله سبحانه وتعالى للعلاقة الزوجية. في بداية كل العلاقات الزوجية؛ تكون الحياة بين الزوجين جميلة؛ ويكونان قريبين من بعضهما البعض، يكون كلٌّ منهما شغوفٌ لرؤية الآخر، ولا يتركان لحظة تفوتهما وبالإمكان استغلالها في البقاء معاً، ولكن مع مرور الزمن نجد أن المسافة قد تباعدت بين هذين الحبيبين، وأن لحظات الشوق بدأ تقِل عما سبق. الحياة الزوجية مثل وعاء الماء، في بداية الحياة تكون هذه المياه ساخنة جداً، ومع مرور الوقت يبدأ هذا الماء بالبرود التدريجي، فيجب أن يكون هناك عِلاجٌ لرفع درجة حررة الماء حتى لا تتجمد. وفي بعض الأحيان ترى الزوجة أن زوجها يبتعد عنها، فلم تعد تشعر معه بالحرارة التي كانت تشعر بها في بداية حياتهما الزوجية، وهذه اللحظة مُقلِقة جداً لجميع النساء، فهي تخشى أن تفقِدَ زوجها؛ أو أن تكون امرأةً أُخرى قد دخلت حياته وبدأت في إبعاده عنها. ولكن قد يكون الموضوع أبسطُ من ذلك بكثير، فابتعاد الزوج عن زوجته له أسبابٌ عديدة لا دخل للخيانة فيها، ومن هذه الأسباب ما تكون الزوجة أحدها إن لم تكن أهمها. يبتعد الزوج عن زوجته إذا لاحظ كثرة عِنادها، فالرجل يعتزُّ برجولته ولا يرغب في أن تكون زوجته رجلاً معه في المنزل، فعنادها وخصوصاً الغير مبرر سببٌ وجيه يدفع الرجل للإبتعاد، حيث أنه يريد أُنثى في حياته وليس آلة عناد. قلة اهتمام الزوجة بزوجها بعد فترة من الزمن تدفعه للإبتعاد عنها، فإن هي بدأت في فقد الرابط بينهما؛ فلا تتوقع منه أن يُحافِظ عليه سريعاً، فالرجل سريع الملل في مثل هذه الأمور، وخصوصاً إذا كان عندهما أطفال؛ ووجد الزوج أن زوجته تهتم بالأطفال أكثر من اهتمامها به، ليس غيرة منهم، ولكن ليترك لها المجال لتقوم بالأهم لديها، حيث أنها جعلته آخر اهتماماتها. عمل الزوجة قد يكون سبباً لبُعد الزوجِ عن زوجته، فهي تُعطي كل وقتها وجهدها لعملها؛ ولا يجد الزوج له مكاناً في دائرتها المُغلقة. يجب على المرأة أن تُراعي الضغوط التي يتعرَّض لها زوجها سواء في العمل أو في أمور حياته الأخرى، فقد يكون مشغول البال في عمله وليس مبتعداً عنها، ومن واجبها في هذه الحالة أن تُراعيه لا أن تبدأ في توجيه الإتهامات له بابتعاده عنها، فالرجل يحتاج إلى امرأة تراعي شعوره. مهما كبُر الرجل فسيبقى في داخله طفلٌ صغير يحيا، يحتاج إلى الحب والرعاية والإهتمام، يحتاج أن يجدَ كتِفاً يسنِدُ عليه رأسه بعد يوم عملٍ شاقٍ وطويل، يحتاجُ إلى صدرٍ حنونٍ ينسى عليه كل همومه وآلامه، الرجل لا يحتاج إلى عتابٍ وتوبيخ، فهذه الأمور ستبعده عن زوجته لأنها لا تريدُ أن تُعطي بقدر اهتمامها بأن تأخذ. عزيزتي الزوجة، أعطي زوجك ما يريد؛ فيعطيكِ أكثر مما تحتاجين.