السعادة الزوجية
زواج بلا جنس؟ هل يمكنكما الاستمرار؟
حدد عالم النفس الأمريكي روبرت جيفري ستيرنبرج Robert Jeffrey Sternberg في نظريته المعروفة باسم “مثلث الحب” ثلاث مكونات رئيسية يحقق التوازن بينها علاقة حب أو زواج ناجحة، هي:
1- الحميمية: وتشير إلى الصداقة والمشاركة بين الطرفين والرغبة في تمضية الوقت سوياً.
2- العشق: وهو المكون العاطفي ويشير إلى المشاعر المتأججة والجاذبية والرغبة الجنسية المتبادلة بين الطرفين.
3- الالتزام: وتتمثل في التزام الطرفين بالحفاظ على العلاقة والحرص على استمراريتها والعمل على ذلك.
ويقول ستيرنبرج إن العشق هو أسرع المكونات تطوراً، بما في ذلك جذوة الجنس واشتعال الرغبة فيه، ولكنه كذلك أسرع المكونات التي قد تتلاشى مع مرور الوقت، مقارنة بالحميميّة، والالتزام.
يكاد يكون اعتراف شخص ما بأنه طرف في زواج لم يعد للجنس وجود بداخله، من أكثر الأمور إحراجاً وصعوبة نظراً لما ينطوي ذلك عليه من أحاسيس مركبة بالتجاهل والفشل في إغراء الطرف الآخر بالحميمية و خيبة الأمل وانعدام الجاذبية الجنسية وعدم الرضا عن العلاقة بوجه عام وغير من التراكمات والتعقيدات النفسية التي تختلف طبيعتها ووطأتها من شخص إلى آخر.
ما هو الزواج بلا جنس؟
يعرف الزواج بلا جنس في معظم المصادر العلمية بأنه الزواج الذي يمارس طرفيه علاقتهما الجنسية أقل من 10 مرات سنوياً.
إذا كنت طرفاً في زواج بلا جنس، فهذا ليس نهاية المطاف، فهو عرَض يعاني منه الكثير من الأزواج حول العالم بعد سنوات متفاوتة العدد على زواجهم، وتقدر سالي فولي، مديرة مركز الصحة الجنسية بجامعة ميتشيجن بالولايات المتحدة الأمريكية، متوسط هذه الفترة بحوالي 18 شهر.
تفسر فولي ذلك بأن مشاعر الإثارة والرومانسية تهدأ ليحل محلها الحب الهادىء والتقدير للطرف الآخر.
أسباب تؤدي إلى زواج بلا جنس
هناك عدة أسباب قد تؤدي بمرور الوقت إلى قلة ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين، أهمها:
1- عدم قضاء وقت كافي سوياً بمفردهما: بسبب الانشغال بالحياة اليومية ومسئولياتها أو بأنشطة أخرى بحيث يعطيانها الأولوية ولا تترك متسع لوقت خاص وحميمي بينهما.
2- إنعدام الخصوصية: بسبب الأطفال أو مشاركة السكن مع العائلة أو أي أسباب أخرى قد تجعل الزوجين لا يشعران بعدم الارتياح لممارسة العلاقة الحميمية.
3- غياب الدافعية: بسبب قلة الرغبة الجنسية لأسباب عضوية أو نفسية، أو عدم الاستمتاع أثناء ممارسة الجنس.
4- مشكلات حياتية مع شريك الحياة: تتعلق بطريقة إدارة كل طرف لحياته أو معاملتهما لبعضهما البعض، فدرجة الرضا عن علاقة الزواج بوجه عام تنعكس كثيراً على الحياة الجنسية.
5- المبادأة: فقد يعتمد كل طرف على الآخر لدعوته للفراش، فيقع الاثنان في فخ الانتظار وخيبة الأمل.
6- عوامل متعلقة بالسن: فمع تقدم السن، غالباً ما تقل الرغبة في ممارسة الجنس.
أفكار تساعدكما على استعادة حياتكما الجنسية
– لا تأخذا الأمر على محمل شخصي: ويفترض كل منكما أن الآخر لم يعد يرغب فيه أو يحبه أو يجده جذاباً جنسياَ، ففي كثير من الأحيان يتعلق الأمر بأسباب أخرى كما ذكرنا سابقاً.
– كونا إيجابيين: ولا تستسلما للأمر الواقع، فكرا ملياً فيما قد يعكر صفو حياتكما واتخذا كل الإجراءات التي يمكن أن تساعدكما على إصلاحها، وبالتالي استعادة حياتكما الجنسية.
– تخيرا الوقت المناسب لمناقشة الأمر: بهدوء ودون إنفعال أو انطباعات مسبقة عما سيقوله الطرف الآخر. استمعا لبعض جيداً وحاولا اقتراح خطوات ايجابية للحل، وليس فقط مناقشة أسباب المشكلة وإلقاء اللوم أحدكما على الآخر.
– اعترفا بأخطاءكما أو الأمور التي تقصران بها: مثل عدم الاهتمام بالمظهر أو النظافة الشخصية أو الإفراط في زيادة الوزن، والتي ربما تبعد عنكما الطرف الآخر وتجعله ينفر من العلاقة الحميمية.
– خصصا المزيد من الوقت لكما سوياً: تقضيانه في المنزل أو خارجه، ولكن بمفردكما. ليس من الضروري أن يكون بهدف ممارسة الجنس، وإنما الأهم أن يكون وقتاً جيداً تستمتعان فيه سوياَ وتستعيدان فيه الحميمية المفقودة بينكما.
– خططا للقاءات جنسية حميمية: وحاولا خلق جو من الإثارة حولها من خلال الحديث عنها وعن المتعة التي ينوي كل طرف منكما توفيرها للآخر وشوقكما لبعضكما البعض. يمكنكما أيضاً، تغيير الأجواء المعتادة قليلاً عن طريق اختيار مكان جديد للقاء أو إضاءة الشموع أو غيرها من الأفكار التي لم تختبرانها سابقاً.
– اطلبا مساعدة متخصص: إن لم تفلحا في حل المشكلة بمفردكما.
– قررا ما إذا كانت هذه المشكلة فارقة في حياتكما سوياً أم لا: فبعض الأزواج يقررون الاستمرار في زواجهما رغم فتور علاقتهما الجنسية، والبعض الآخر يقرر الانفصال.