سلايد 1قصص وحكاياتمقالات وبحوث
احكي لطفلك: هكذا كان يحتفل رسولنا الكريم بعيد الفطر
عيد الفطرمظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة، والنفوس تتوق إلى الفرحة والسعادة وحب الأعياد والاحتفال بها، وقد جاءت سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمشروعية عيدي الفطر والأضحى، والعيد فرصتك لتحكي مع طفلك عن سنن النبي في عيد الفطر وكيف كان يمضيه؛ حيث تحدثنا كتب التاريخ والأحاديث النبوية بأن النبي -صلى الله عليه وسلم – كان يعطي لجوانب الحياة حقها؛ فيفرح وقت الفرح ويحزن وقت الحزن، و كان يحرص على إدخال الفرح والسرور على أهل بيته ومن حوله من الصحابة والفقراء ..ويرحب بنشر البسمة والسرور على وجوه الناس في كل عيد إسلامي، عن سبل احتفال الرسول بعيد الفطر يحدثنا الدكتور عبد العظيم محمد أستاذ الفقه بكلية الشريعة
أروع أمثلة الاحتفال
وقد ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم – أروع الأمثلة في بيوته الكريمة، حيث كانت زاخرة بمظاهر الإحسان والتودد والوفاء لزوجاته أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ في أيام العيد
وقد نقل عن ابن القيم عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم، أن الرسول كان يلبس لهما أجمل ثيابه، (أي للعيدين)، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة، مما يدفعنا للاغتسال والتجمل ليوم العيد اقتداء بالنبي الكريم
وفي عيد الفطر يُشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة؛ حيث ثبت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير
ومن السُّنة إظهار التكبير ليلتي العيد مقيمين وسفراً، وفي منازلهم ومساجدهم وأسواقهم، وبعد الغدو في الطريق وبالمصلى، إلى أن يحضر الإمام
تناول التمر من سنن الخروج للصلاة
وإذا أراد المسلم الخروج للصلاة في عيد الفطر فالمُستحب له أن يأكل تمرات، (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم-لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ ويأكلهن وِتراً)، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على تناول شيء من التمر أو اللبن أو الماء قبل الذهاب لصلاة العيد، حتى لا يشبه الصيام
وكان يَستحب كذلك الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من آخر، لحديث: “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا كان يوم العيد خالف الطريق”
وقد تأكد من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرصه على صلاة العيد، فلم يتركها في عيد من الأعياد منذ شُرِعَت حتى مات عليه ـ الصلاة والسلام ـ ومن تأكدها أنه صلى الله عليه وسلم وأمر بها النساء
العيد فرصة لإدخال السرور
العيد في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب
كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى ومسمع من النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان الجميع يعبر عن فرحته بالعيد، ويحرص أن تكون احتفاليته تلك بمشهد من النبيِّ الكريم، حباً وشوقاً وتكريماً له عليه الصلاة والسلام
كما كان حال داره الشريفة يعمّ بمظاهر الاحتفال بالعيد، فتحدثنا عن ذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فتقول: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه
ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “دعهما” فلما غفل غمزتهما فخرجتا
وفي رواية أخرى قال: “يا أبا بكر، إن لكل قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا “، وفي رواية في المسند: أنه صلى الله عليه وسلم قال يومئذ: “لِتَعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنفية سمحة”
كما كان يهتم النبي بالفقراء والمساكين في العيد، فكان يقدم لهم المساعدات ويعطف عليهم، ويقدم كل ما يحتاجونه في هذا اليوم، فقال: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم”
النساء يشهدن الصلاة
وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بإخراج النساء يشهدن الصلاة، ويسمعن الذكر حتى الحيض منهن، فقد جاء في الحديث عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (أمرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلتُ يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: لتلبسها أختها من جلبابها) رواه البخاري ومسلم
وعن أنس – رضي الله عنه – قال: (قَدِم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى) رواه أبو داود
وهكذا يتضح أن العيد في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب في بيت النبي. “إني أرسلت بحنيفية سمحة”
الغناء يوم العيد
يقول العلماء إن إباحة الغناء في يوم العيد، إنما هو للبنات الجواري الصغيرات، وهو جائز بالدُّف دون غيره من آلات الطرب
وأضاف العلماء أنه في مكان قريب من الحجرة الشريفة كانت هنالك احتفالية أخرى تحدثنا عنها عائشة ـ رضي الله عنها ـ (وكان يوم عيد يلعب السودان بالدّرق (الدرع من الجلد) والحراب، فإمّا سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – وإمّا قال: تشتهين تنظرين؟، فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدّي على خدّه، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتّى إذا مللت، قال: حسبك؟، قلت: نعم، قال: فاذهبي) رواه البخاري