سلايد 1قصص وحكايات
قصص للأطفال: “عمّار” وشجرة التفاح
قصص للأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، و”عمار” وشجرة التفاح واحدة من القصص التي توضح أن الأم هي الحضن الدافئ الذي لا يغيره الزمن
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك طفل صغير -8 سنوات- يتيما لا أب له ولا أم، يعيش وحيدا في كوخ صغير، وبجانبه ترقد شجرة تفاح عملاقة، يذهب إليها “عمّار” كل صباح ليلعب بجوارها مستظلاً بغصونها، يسقيها الماء إن عطشت، ويسند رأسه إلى أحد جذوعها إن أحس بالتعب، ويتكلم معها إن شعر بالوحدة
ويمر الزمان ويكبر “عمّار”، وتشغله همومه عن مراعاة الشجرة.. فتحزن، وفي يوم ما احتاج “عمّار” شراء بعض حاجاته ولم يكن لديه المال، فذهب إلى الشجرة..صديقته وطلب مساعدتها، فاقترحت عليه أن يبيع بعض ثمارها ..وقد فعل
ومرت سنون وأصبح “عمّار” شاباً يافعاً ، وانشغل من جديد عن الشجرة، وعندما أراد بناء بيت جديد، وكان في حاجة لبعض الأغصان كي يضعها في البناء،قدمت له من أغصانها الكثير، وفعل “عمّار” ما أراد، وترك الشجرة..لتحزن من جديد على غيابه
هذه المرة نوى “عمّار” السفر عبر البحر طلبا للرزق.. باتجاه إحدى المدن البعيدة ، ولكنه لا يملك وسيلة تنقله، فعاد إلى الشجرة وطلب المساعدة، فاقترحت عليه – بكل حب- أن يأخذ جزءاً من جزعها ليصنع منه قارباً ينقله عبر البحر، وفعل “عمّار” ؛ قطع جزءاً من شجرة التفاح.. رغم ألمها.. وصنع القارب
ومرت سنوات طوال، وعاد “عمّار” كأحد الأثرياء.. استقبلته الشجرة بالحب والترحاب، وطلبت منه أن يستريح على ما تبقى من جذعها؛ لأنه لن يشعر بالراحة إلا معها
وأخيراً سأل “عمّار” الشجرة عن سر تضحيتها، ولماذا كل هذا الحب؟
فأخبرته: أردت أن أكون مثل أمك التي توفيت حين كنت طفلا
: أردت أن أغمُرك بالرعاية والحنان
: أعطيتك ماتتمناه ولم ابخل عليك بشيء.. لم احزن لبعادك وانشغالك عني..مادمت في أحسن حال
أفاق “عمّار” من حلمه..وأوقف خياله الذي صور له الشجرة تحكي وتتكلم معه
وأكمل مشواره في الحياة..حاملا جميل الشجرة فوق رأسه