سلايد 1صحة الأطفال

عمى الألوان عند الأطفال

قد لا يكون عمى الألوان مرضاً شائعاً لكنه موجود ويحتاج لمعرفة تامة؛ كي يسهل على الأهل التعامل مع الطفل المصاب به، ومساعدة الطفل على تقبل هذا الواقع الذي لم يكشف الطب بعدُ حلاً له. الاستشاري في طب العيون والاختصاصي في علاج الأخطاء البصرية وجراحة القرنية، الدكتور أسامة الجليدي، من مستشفى مور فيلدز للعيون. يشرح للأهل عن هذا العيب الخلقي، وما عليهم فعله في حال اكتشفوا أن طفلهم مصاب به.

د. أسامة الجليدي

ما هو عمى الألوان؟

ما هو عمى الألوان؟

هو أن يتعذر على العين رؤية الألوان بطريقة اعتيادية مثل عدم القدرة على رؤية اللون أو الاختلافات في اللون، وذلك بسبب وجود خلل في الصبغة الموجودة في المخاريط بشبكية العين، فيطلق عليه خلل الألوان أو عمى الألوان.
وقد تعاني العين من مشكلة رؤية ألوان محددة لمجرد فقدان صبغة واحدة. ويعد عمى اللونين الأحمر والأخضر، هما الشائعان، حيث يبدوان متشابهين، ويليه عمى اللونين الأزرق والأصفر. كما يعاني مرضى عمى اللونين الأزرق والأحمر دائماً تقريباً من عمى اللونين الأحمر والأخضر أيضاً.
وفي حالات نادرة جداً ينعدم وجود أي صبغيات في المخاريط ولذلك لا ترى العين الألوان نهائياً. وتعرف هذه الحالة الأكثر شدة من عمى الألوان باسم عمى الألوان الكامل.
وإذا كان طفلك يعاني من عمى الألوان، فقد يرى ألوانًا مثل الأحمر والأخضر والبني والبرتقالي كما هي.
عمى الألوان ليس خطيراً. عادة ما تكون المشاكل بسيطة، ومعظم المصابين بعمى الألوان يتكيفون معها. وسوف يتعلم طفلك الألوان من خلال ارتباطه بكل ما حوله، ومن المهم أن يعرف معلم طفلك عن عمى الألوان لدى طفلك.

أسباب عمى الألوان

أسباب وراثية

السبب الأكثر شيوعًا لعمى الألوان هو مشكلة وراثية في تطوير مجموعة واحدة أو أكثر من المجموعات الثلاث من الخلايا المخروطية الطبيعية للعين اللازمة لرؤية الألوان. عمى الأولان الوراثى يصيب الكروموسوم إكس X؛ لذلك يحدث غالباً في الرجال. الإصابة للنساء نادرة؛ لأنهن لديهن اثنين إكس كرموسوم.
ويعاني حوالي 8٪ من الأولاد، و 0.5٪ من الإناث من أصل شمال أوروبا من عمى الألوان الأحمر والأخضر. عادة ما يرث الأولاد عمى الألوان من جانب والدتهم في الأسرة.
حيث تساعدنا الخلايا المخروطية في شبكية العين على رؤية الاختلافات بين الألوان. وهناك ثلاثة أنواع من الخلايا يستجيب كل نوع إلى لون مختلف: أحمر وأخضر وأزرق.
يمكن أن ينتج عمى الألوان أيضًا لأمراض العصب البصري أو أجزاء من الدماغ.

تشخيص عمى الألوان عند الأطفال

لوحة إيشيهارا

ويتم تشخيص عمى الألوان، باستعمال لوحة اختبار لون إيشيهارا وهي أكثر طريقة مستعملة لتشخيص نوع عمى الألوان
يجب أن يرى الأشخاص ذوو الرؤية العادية الرقم “74”. يرى العديد من الأشخاص المصابين بعمى الألوان أنه رقم “71” ، وقد لا يرى الأشخاص المصابون بعمى ألوان كلي أي أرقام.

أعراض عمى الألوان

أعراض عمى الألوان

إذا كان طفلك يعاني من عمى الألوان، فقد يواجه صعوبة في معرفة الفرق بين الأحمر والأخضر والبني والبرتقالي بعد سن الرابعة تقريبًا. وعادة ما يبذل جهداً لفصل الأشياء وفقًا للون.
وقد يصبح عمى الألوان واضحًا في المدرسة: مرحلة الحضانة أو المدرسة، خاصةً عندما يقوم طفلك بأنشطة مثل فرز الأشياء أو التلوين أو رسم لوحة ملونة.
ورغم أن الأطفال المصابين بعمى الألوان يخلطون بين بعض الألوان، لكن رؤيتهم واضحة.
كما أن عمى الألوان يبقى كما هو مع مرور الوقت. لا تسوء أعراضه ولا تتحسن.

هل يحتاج الطفل لرؤية طبيب حول عمى الألوان؟

اختبارات خاصة

إذا كنتِ تعتقدين أن طفلك قد يكون مصابًا بعمى الألوان، فاستشيري طبيب العيون، الذي يمكنه تنظيم اختبارات خاصة.
وليعرف إذا كان هناك أشخاص آخرون في العائلة مصابون بعمى الألوان.

علاج عمى الألوان

نظارات شمسية خاصة

لا يوجد علاج لعمى الألوان. لكنها حالة ليست خطيرة؛ لأن الأطفال يتعلمون الألوان بالترابط.
لكن من الضروري شرح حالة الطفل لمعلمه ليعرف أن الطفل يعاني من مشاكل في رؤية الألوان؛ حتى يتمكن المعلمون من اختيار الأنشطة التعليمية التي لا تتضمن اكتشاف اختلافات الألوان أو بتغيير طريقة التدريس لاستيعاب الإعاقة.
لكن عندما يكبر الأطفال المصابون بعمى الألوان الشديد، قد يكون من غير الآمن أو الصعب عليهم القيام بوظائف يكون فيها تحديد اللون أمرًا مهمًا. على سبيل المثال، الطيار، سائق، التعامل مع الأسلاك الكهربائية، أو فصل أضواء التحذير عن بعضها.
يمكن للعدسات التي ترشح أطوالاً موجية معينة من الضوء أن تسمح للأشخاص الذين يعانون من شذوذ مخروطي، ولكن ليس ثنائي اللون، برؤية فصل أفضل للألوان، خاصة تلك التي لديها عمى ألوان كلاسيكي “أحمر / أخضر. الآن أصبحت النظارات الشمسية ذات الأطوال الموجية اللونية متاحة تجارياً.
تم تطوير العديد من تطبيقات الهاتف المحمول والكمبيوتر لمساعدة الأشخاص المصابين بعمى الألوان على التمييز بشكل أفضل بين الألوان.

هل يسبب عمى الألوان مشاكل صحية أخرى؟

هل يسبب مشاكل صحية؟ 

إن عمى الألوان الذي يظهر عند الولادة لا يؤدي إلى قصور بصر إضافي أو إلى العمى التام. لكن ونظراً إلى أن الخلايا المخروطية في الشبكية مسؤولة عن رؤية التفاصيل الدقيقة فإن الرؤية تصبح أقل حدة لدى الأشخاص المصابين بعمى الألوان. من جهتها تتعرض الخلايا العصوية للتحميل المُفْرط نتيجة الضوء الساطع ولذلك فإن النظارات الملونة تساعد عادة الأطفال المصابين بعمى الألوان على الإبصار بطريقة أفضل.

اترك تعليقاً

إغلاق