قصص للأطفال: ذاكرة القطة “بوسي”

قصص للأطفال قبل النوم، عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة “ذاكرة القطة بوسي”واحدة من القصص التي تعطي الطفل معلومة عن عالم القطط  ..وتضع في قلبه الرحمة تجاه الحيوان الأليف

هويدا فتاة صغيرة بالصف الأول الإعدادي حنونة وعطوفة وتشارك أمها حب الحيوانات الأليفة وخاصة القطط؛ كثيراً ما تدخر هويدا جزءاً من طعام الغداء، أو من مصروفها اليومي لشراء وجبة صغيرة لقطة المنزل والتي أطلقت عليها اسماً بسيطاً”بوسي” حتى يسهل على كل من بالمنزل تذكر اسمها

تسعد هويدا حين تنادي على قطتها “بوسي” لتقدم لها طبقاً من فتات الخبز المغموس به القليل من قطع التونة أو السردين

 والتي تحرص هويدا على تغليف العلبة جيداً وحفظها بالبراد لتقدم بقيته لبوسي مرة ثانية كوجبة للعشاء.. تعودت على رؤية والدتها تفعل هذا

: نسيت أن أخبركم أن “بوسي” لا تعيش معنا داخل المنزل، ولكنها تمر علينا من وقت إلى وقت، وأحياناً نجدها تنتظرنا على الباب

: كبرت القطة “بوسي” ولم نعد نراها كثيراً، وها هو الشتاء قد اقترب ومازالت “بوسي” متغيبة وكأنها اختارت أن تسكن مكاناً آخر بعيداً عنا

: وفي صباح أحد الأيام فوجئت أنا وأمي وإخوتي بصوت نقر وخربشة ضعيفة على باب منزلنا، وكانت المفاجأة الحلوة رؤية القطة “بوسي”

قامت أمي بطمأنة إخوتي بأنها سوف تراعي” بوسي” حتى يعودوا من المدرسة خاصة بعدما شاهدناها تسير متثاقلة من الحمل، وتنظر إلينا برقة واستعطاف

: رجعت من المدرسة فأخبرتني أمي على الفور أن القطة “بوسي” أصبح لها 5 قطيطات صغيرات، ملامحهن وادعة وجميلة تشبه “بوسي”

 التي تجلس وسطهن ملتصقة لتمدهن بالدفء والأمان ..مطمئنة لحب والدتي وحسن رعايتها لها، والتي قدمت لها من قبل منزلاً صغيراً من ورق الكرتون

: هنا تساءلت أنا وإخوتي الصغار؛ هل تتمتع “بوسي” بذاكرة قوية تجعلها تعود إلى ذات المكان الذي شعرت فيه – من قبل- بالأمن والشبع ..لتضع صغارها ؟!

لاحظت أم هويدا الحيرة على ملامح هويدا وإخوتها وهم يبحثون عن إجابة واضحة فجمعتهم حولها وقالت: كثيرون يعتقدون أن القطط تنسى المواقف والأشخاص، ولا تملك بقلبها صفة الوفاء والإخلاص لصاحبها مثلما اشتهر الكلب

والحقيقة أن القطط كائنات حساسة تشارك صاحبها انفعالاته ومشاعره والأهم؛ أن لديها ذاكرة طويلة المدى؛ تتذكر من قدم لها الطعام والشراب، من أحسن معاملتها وقدم لها الحنان والأمان لها ولصغارها من قبل