الأبناءسلايد 1مقالات وبحوث
العدل بين الأبناء
“كان أبوه يحبه حبّاً جمّاً، وكان يفضله على أخوته الأحد عشر، الأمر الذي جعل أخوته يغتاظون منه ويحملون له في قلوبهم كرهاً كبيراً، متناسين رابطة الأخوة، أمر دعاهم ليفكروا في قتله والتخلص منه، فقاموا جميعاً بالتآمر، وقرروا أن يطلبوا من أبيهم أن يأخذوا أخاهم في نزهة، ورغم خوف الوالد على ابنه من الذئاب أن تنهش لحمه دون انتباه أخوته له، إلا أنهم استطاعوا إقناعه، فخرج مع أخوته الذين قاموا بإلقائه بالبئر، وعادوا لأبيهم بقميصه الملطخ بدم كاذب ليقنعوه بأن أخيهم أكله الذئب ولن يعود ثانية”، إنه سيدنا يوسف عليه السلام، وهذه قصته مع أخوته، لنا فيه خير مثال على عواقب عدم العدل بين الأبناء وإيثار أحدهم على الآخر.
لابد أننا جميعاً نسعى للعدل بين أبنائنا، فنعدل في المأكل والمشرب والملبس، ونظن أننا بذلك عدلنا بينهم، ولا نعلم بأن العدل تندرج تحته بنود عديدة ربما لم نلتفت لها بعد، والتي سنقدمها لكم مع اخصائية التربية والسلوك نهى العديل عن هذه المشكلة من خلال السطور التالية، كما سنتحدث عن آثار عدم العدل بين الأبناء، ونقدم لك عدة نصائح تساعدك على حل المشكلة:
أمور على الوالدين النظر لها بعين العدل
على الوالدين المساواة بين أبنائهم في العديد من الأمور، ومنها:
– الحاجات الأساسية، وتوزيع الكلام والانتباه والاهتمام.
– توزيع النظرات والضحك والمداعبات والهدايا والعطايا.
– المساواة باتخاذ القرارات من خلال استشارة الجميع بدون استثناء، وأخذ القرارات بالأغلبية فيما يخصهم.
– المساواة بالمشاركة باللعب وفي كلمات المحبة.
– المساواة في الإصغاء والاستماع، إذ يجب تخصيص وقت للأحاديث الخاصة، ومن الضروري أن يشعر الأبناء بأن هناك وقتاً مخصصاً لكل منهم تُحترم فيه خصوصيّاتهم.
آثار عدم العدل بين الأبناء
إن التمييز بين الأبناء يؤدي إلى عدة مشاكل تؤثر عليهم بشكل واضح، ومنها:
– الانكماش والعزلة والانطواء.
– النزاع والاصطدام والشِّجار.
– يبدأ الطفل الذي عانى من إيثار أخيه عليه بكره هذا الأخ والغيرة منه وحسده على الحنان والرعاية، الأمر الذي يؤدي إلى أن يتمنى مكروهاً لأخيه المفضل لدى والديه، وتنشأ نظرة عدائية ضده وكره ممارس عليه بشكل يومي.
– الكثير من حالات التمييز وعدم العدل تنتقل مع الأطفال حتى سن البلوغ، وقد تنعكس على معاملتهم مع أبنائهم مستقبلاً.
– كذلك يؤدي الإحساس بالظلم والتمييز إلى الإصابة بأمراض نفسية عديدة، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والوقوع في صراع نفسي.
علاج المشكلة
لخصت الاخصائية نهى العديل فيما يلي عدة نصائح تساعدك على حل هذه المشكلة في حال وقعتِ بها:
– يجب على الوالدين معرفة نفسية الأبناء وما يحتاجون إليه، وذلك من خلال إظهار المحبة لجميع الأبناء.
– يجب الاستماع لهم جميعاً دون التمييز بينهم حين يعبروا عن مشاعرهم وحاجاتهم.
– يجب عدم الاهتمام كثيراً بالطفل الصغير أمام أخيه الذي يكبره مباشرة، وذلك حتى لا يُفسّر الأمر بأنه نوع من التمييز بينه وبين إخوته.
– اعملي على بث روح التعاون والمحبة بين الأطفال، وتكليفهم بمهام جماعية.
– ناقشي طفلك في السلبيات التي يقوم بها على انفراد، ولا تقومي بتجريحه أمام أشقائه عند قيامه بخطأ ما.
– لا تفاضلي بين أبنائك على أساس الجنس، إذ يجب إعطاء البنت حقها في الدفاع عن نفسها أمام أخيها، وإظهار قدراتها وتشجيعها وعدم إهمالها.
– كما يجب عدم المقارنة بين الأبناء في أي شيء سواء من حيث الذكاء أو القوة أو الجمال أو غير ذلك.