الأبناء
ألعاب بسيطة للرضع خلال الشهر الأول من العمر
تعد الأوقات التي يقوم فيها الوالدان باللعب مع أطفالهم الصغار من أمتع اللحظات بالنسبة للطفل والأم والأب على السواء، كما يعد اللعب ذا أهمية كبرى بالنسبة لتطور نمو الطفل العقلي والجسدي، وكذلك تقوية الرابطة بين الطفل والأم أو الأب، ولا يقتصر اللعب على الأطفال بعمر عدة أشهر فحسب، حيث يمكن ممارسة الألعاب مع الرضع منذ لحظة الولادة. وذلك ما تتناوله هذه المقالة من ألعاب بسيطة للأطفال الرضع خلال الأسابيع الأربعة الأولى من العمر.
* الأسبوع الأول
– دمى الأصابع
تتم ممارسة تلك اللعبة عبر ارتداء دمية صغيرة – والتي يمكن الحصول عليها عبر شرائها أو حياكتها بالمنزل – بإصبع السبابة بكل يد، ثم يتم تقريب دمى الأصابع ببطء من وجه الرضيع لتصبح على مسافة 20-40 سم، وعندما تقوم أعين الطفل بالتركيز على الدمى، يمكن تحريك الأصابع ببطء والتكلم باسم الدمية لإجراء محادثة مع الطفل.
تكمن أهمية تلك اللعبة البسيطة في أنها تساعد في نمو الرؤية لدى الطفل، حيث إن حديثي الولادة لا يمكنهم رؤية الأشياء البعيدة عنهم، إذ يمكنهم الرؤية في مدى 20-40 سم فقط، لذا فإن تقريب الدمى الصغيرة من وجوههم يساعدهم على تحسين رؤيتهم، وبجانب هذا، فإن حديث الدمى يساعد الرضيع على التفاعل بشكل أفضل.
– لعبة الوجوه
لا تتطلب تلك اللعبة السهلة سوى النظر إلى الرضيع حتى يقوم بالتركيز على وجه الأم أو الأب ثم تغيير تعبيرات الوجه لإبراز مشاعر مختلفة، حيث يمكن البدء بالابتسام للرضيع، ثم إبداء تعبير الاندهاش بالوجه، ثم إخراج اللسان خارج الفم، وهكذا، ثم يتم تكرار تلك التعبيرات مرة بعد أخرى مع التوقف لبرهة لملاحظة رد فعل الطفل.
تساعد تلك اللعبة الرضع في أسبوعهم الأول على تطوير رؤيتهم وقدرتهم على التعرف على الوجوه؛ حيث بينت الدراسات أن الأطفال مفطورون على التركيز على الوجوه، خاصة وجهي الأم والأب، ما يساعد على تقوية الرابطة مع الوالدين مبكراً.
* الأسبوع الثاني
– لعبة اللمس
يمكن ممارسة تلك اللعبة عبر إحضار أشياء مختلفة ذات ملمس ناعم، مثل وشاح حريري، وريشة ناعمة، وقطعة من القماش المخملي، وقطعة من الفراء الناعم، وهكذا، ثم القيام باستخدام تلك الأشياء للمس بطن الطفل بكل منها على حدة، مع وصف ذاك الملمس للطفل.
يحتاج الرضع بعمر مبكر إلى تطوير حواسهم الخمس ومن بينها اللمس، إذ يقومون بمحاولة لمس أو إمساك كافة الأشياء التي تقع في محيطهم، لذا فإن هذه اللعبة تساعد الرضيع على تطوير قدرات اللمس لديه بجانب التنسيق بين العين واليد وإذكاء حس الفضول والاكتشاف.
– التدليك البسيط
يمكن للتدليك أو المساج البسيط أن يكون نشاطاً محبباً للطفل من الأسبوع الثاني، ويتم القيام بالتدليك في غرفة دافئة، ووضع قليل من زيت التدليك في اليدين وتدفئتهما، ثم البدء بتدليك أرجل الرضيع برفق شديد خاصة الربلتين عدة مرات، ثم الانتقال بهدوء إلى الصدر والبطن ثم اليدين، مع النقر اللطيف بالأصابع في صورة دوائر، وفي حال أظهر الطفل عدم رغبته في التدليك يتم إيقافه واحتضان الرضيع حتى يهدأ.
يقوم التدليك البسيط بتطوير اللمس لدى الرضيع، ويساعد في نمو إدراكه الحسي للعالم الخارجي.
* الأسبوع الثالث
– المحادثة السعيدة
يبدأ الأطفال في اكتشاف قدراتهم على إصدار الأصوات المختلفة مبكراً، الأمر الذي يمكن استغلاله في اللعب معهم، إذ يمكن إجراء محادثة مع الطفل باستخدام مفرداته من الأصوات التي يمكنه القيام بها مثل: “عااااااااا أو غغغغغغغغ أو ببببببب، أو تحريك اللسان مع فتح الفم، أو نفخ الهواء من الفم بأشكال مختلفة، أو إصدار أصوات من الشفتين كالتقبيل وهكذا”، مع إعطاء الفرصة للطفل للاستجابة ليصبح الأمر محادثة سعيدة بين الطفل والأم أو الأب،
وبرغم أن قيام الطفل بنطق كلمته الأولى يستغرق الكثير من الوقت، إلا أنه يبدأ في إدراك الحديث واللغة مبكراً للغاية، لذا فإن تلك اللعبة تساعد الطفل على إدراك مفهوم التواصل، ودور الأصوات في إجراء محادثة، كما تقوم بتنمية مهاراته اللفظية.
– رقصة الديناصور
يمكن ممارسة تلك اللعبة السهلة عبر ضم أصابع اليد نحو الإصبع الأوسط لتشكيل ما يشبه رأس الديناصور، وتقريب ذلك الديناصور من وجه الطفل حتى يراه، ثم القيام بتحريكه على جسم الرضيع من أقدامه عبر بطنه، ثم وجهه، مع الدغدغة برفق في كل مكان، وبمرور الوقت سيدرك الطفل العلاقة بين حركة الديناصور والدغدغة؛ ما يجعله ينتظرها بشغف واضح.
تكمن أهمية تلك اللعبة السهلة في أنها تعلم الطفل مبدأ السببية، والعلاقة بين السبب والنتيجة، الأمر الذي له أهمية كبيرة في نموه العقلي، بالإضافة إلى هذا فإنها تساهم في تطوير حاسة اللمس والإدراك الحسي للرضيع.
– الحديث الهامس
باستخدام أسطوانة من الورق المقوى – كتلك الموجودة ببكرة المناديل – ويمكن اللعب مع الرضيع لتنمية سمعه، حيث يمكن تقريب طرف الأسطوانة من إحدى أذني الطفل، والتحدث بصوت هامس من طرفها الآخر بكلمات بسيطة مثل “أحبك أو مناداة الرضيع باسمه”، ثم يتم تحريك الأسطوانة، ووضع طرفها بالقرب من الأذن الأخرى للطفل وتكرار الأمر.
تعمل تلك اللعبة على تنمية حاسة السمع لدى الطفل، وإدراكه لسماع الأصوات عبر الأذنين، كما أنها تلعب دوراً في تنمية قدرات الطفل اللغوية لمساعدته على الحديث في ما بعد عبر السمع والإنصات.
– العطور الساحرة
لا يتطلب الأمر سوى إحضار أشياء ذات روائح طبيعية – يحبذ الابتعاد عن الروائح الاصطناعية والنفاذة – مثل عود من القرفة، أو ثمرة برتقال، أو غصن الخزامى (اللافندر)، ثم القيام بتمريرها بالقرب من أنف الرضيع، ومشاهدة ردة الفعل التي يظهرها تعبير وجهه.
وينصح بتكرار تلك اللعبة كل عدة أسابيع لملاحظة تغير ردة فعل الرضيع مع نموه، ويتميز حديث الولادة بأنف حساسة للروائح، حيث تشير الدراسات إلى أن الرضيع يمكنه معرفة وتمييز رائحة حليب الأم منذ الأسبوع الأول من العمر، لذلك تلعب تلك اللعبة دوراً في تنمية حاسة الشم لدى الطفل، وتنمية قدراته للتعرف على الروائح المختلفة.