الأبناء
الطفل الذي لا تتوافر له رعاية أسرية
إن الأسر هي خط الحماية الأول للأطفال. ومع ذلك في كل يوم ينفصل أطفال عن أسرهم إما نتيجة للاعتقاد بأن هذا هو أفضل خيار أمامهم أو الخيار الوحيد أمامهم بالنظر إلى فقر الأسرة، أو إعاقة الطفل، أو وضع الأب أو الأم التعليمي، أو لعدم توافر فرص تعليمية، أو نتيجة لحالة طوارئ، من قبيل أزمة التسونامي التي شهدتها منطقة جنوب آسيا مؤخراً. وتساهم الصراعات المسلحة والعنف المنزلي أيضاً في انفصال الأطفال عن أسرهم.
والأطفال الذين يحتاجون فعلاً إلى رعاية بديلة، وكذلك الأطفال الذين يمكن أن ترعاهم أسرهم، ينتهي بهم الأمر في كثير من الأحيان بالعيش في مؤسسات للرعاية نادراً ماتوفر البيئة التي يحتاج إليها الأطفال من أجل نمائهم بطريقة صحية. وقد تتوافر لغيرهم الرعاية في أسر حاضنة، وهذه ترتيبات تحقق أقصى درجات نجاحها عند دعمها على النحو السليم. والأطفال الذين يعيشون في ظل رعاية حاضنة لا تُرصد رصداً كافياً أو الذين يعيشون في مؤسسات للرعاية قد يكونون عرضة بوجه خاص للإيذاء الجسدي والجنسي والنفسي. وينبغي أن تكون إعادة الأطفال إلى أسرهم أو إيجاد خيارات أخرى دائمة وأسرية لهم هما الأولوية العليا بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في ظل رعاية عامة، ولكن من دواعي الأسف أن هذه الأهداف كثيراً ما لا يُسعى إلى تحقيقها.
ولكل طفل الحق في أن يعرف والديه وأن يرعاه والداه، كلما أمكن. وتؤمن اليونيسف بأن الأسر التي تحتاج إلى دعم لكي ترعى أطفالها ينبغي أن تحصل على ذلك الدعم. وفيما يتعلق بالأطفال الذين لا يمكن أن تتولى أسرهم تنشئتهم، ينبغي السعي إلى تهيئة بيئة أسرية بديلة مناسبة لهم بدلاً من الرعاية المؤسسية التي ينبغي عدم اللجوء إليها إلا كملاذ أخير وكتدبير مؤقت، إلى أن يتمكن الطفل من العودة إلى البيئة الأسرية.
وتعمل اليونيسف مع الشركاء على تهيئة بيئة حامية للأطفال تساعد على إبقاء أسرهم بغير مساس وتُحصِّنهم ضد الإيذاء والاستغلال، بنفس الطريقة التي تحصنهم بها التغذية الجيدة والرعاية الصحية الجيدة ضد الأمراض، وتركز على لم شمل الأسرة في حالة انفصال الأسر. وتُبذل جهود من أجل:
ـ تشجيع وضع سياسات للحد من الفقر والرعاية الاجتماعية تدعم الأسر المكافحة؛
ـ إتاحة خدمات رعاية الطفل والدعم النفسي ـ الاجتماعي على الصعيد المجتمعي؛
ـ المساعدة على وضع أنظمة واضحة بشأن رعاية الطفل يمكن سنها ورصدها لكفالة أن الأطفال الذين يحتاجون فعلاً إلى رعاية بديلة هم الذين يجري إلحاقهم بنظام تلك الرعاية، وتكفل توافر رعاية أسرية جيدة لجميع الأطفال الذين يحتاجون إليها؛
ـ مكافحة وصمة العار والتمييز الناجمين عن الإعاقة أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو الانتماء إلى جنس الأنثى، أو عوامل أخرى؛
ـ دعم اقتفاء أثر الأسرة، ولم شملها وإعادة إدماجها أثناء حالات الطوارئ، لتشجيع الرعاية الأسرية البديلة في غضون ذلك.
انظر المثالين المقدمين من رومانيا و رواندا للكيفية التي تعمل بها اليونيسف مع الأطفال الذين يعيشون بدون رعاية أسرهم.
(.unicef)