الأبناء

كيف أواجه استقلالية طفلي…في عامه الثاني؟!

“أريد أن أفعل ذلك بمفردي” عبارة تتكرر على لسان الطفل منذ اللحظة التي يتجاوز فيها عامه الثاني، الجملة تسبب ضيقاً للأم وقلقاً للأهل؛ لكنها تعد فرصة ذهبية -كما يقول التربويون- ليتمرس الطفل على التجربة والخطأ وبعض الأعمال من دون خرق لقوانين المنزل. عن الإجراءات الوقائية، وما ينبغي للأسرة فعله تحدثنا الدكتورة نهى ياسين أستاذة طب نفس الطفل بعين شمس.

استقلالية الطفل في عامه الثاني تعد الأولى، الثانية تأتي مع بداية مرحلة المراهقة، التي تمهد له الإحساس بالثقة في نفسه والقدرة على تجربة الخطأ، والتعرف على ملامحه، وأمام هذه التجربة على الآباء أن يتسلحوا بالصبر والتوازن بين القوانين المنزلية المفروضة من جهة، وامتلاك الطفل لشيء من الاستقلالية الوظيفية من جهة ثانية.

الإجراءات الوقائية

* لا تستخفي بقدرات طفلك ولا تفرضي مسبقاً أن طفلك ليس قادراً على القيام بعمل ما، وما عليك سوى متابعة نمو استعداداته، ومنحه الفرصة ليجرب القيام ببعض الأعمال وحده قبل أن تقومي -أنت- بها.

* اشتري لطفلك ثياباً يسهل ارتداؤها وخلعها أو رفعها دون صعوبة؛ من أجل أن يتعلم النظافة، واشتري له قمصاناً يمكنه أن يرتديها بسهولة وبمفرده، ولا تعلق بكتفيه.

* رتبي الملابس في دولاب طفلك في مجموعات منتظمة بحيث يمكن وتتمكنون من تناولها بسهولة، وقومي بتسهيل المهمة لطفلك بقدر الإمكان؛ افتحي له أزرار سرواله أو سحاب معطفه بعض الشيء قبل أن يقوم بإنجاز الباقي بمفرده، مع توقع حدوث بعض الإحباط.

الحلول كثيرة

العبي مع طفلك لعبة التسابق مع عقارب الساعة، حددي له الوقت للقيام بنشاط ما؛ حتى تتجنبي القيام بالعمل بدلاً منه ومن ثمة اتهامه بالعجز، وبذلك تعلمين طفلك احترام المواعيد، وتحدين من صراع السلطة بينك وبينه؛ فالساعة هي الفيصل.

اقترحي عليه المشاركة وتقاسم المهام، طفلك لا يدرك أنه قريباً سيصبح قادراً على أداء ذلك العمل؛ لذا اقترحي عليه تقسيم العمل عند ارتدائه لثيابه -مثلاً- أو عند تناول الطعام؛ تكفلي أنت بالجزء الذي يصعب عليه القيام به بسبب صغر سنه، على أن يقوم هو بالباقي؛ اربطي له الحذاء ودعيه ينشغل برفع الجورب إلى الأعلى.

امتدحي جهود طفلك؛ لأنك تعلمين أن التكرار عنصر أساسي من عناصر التعلم، وامدحي طفلتك إن حاولت تضفير شعرها، وابحثي عن شيء جديد حتى في أسوأ ما توصل إليه ابنك أو ابنتك من نتائج.

حافظي على هدوئك بقدر الإمكان؛ طفلك في هذا العمر يعمل على تأكيد استقلاليته لا عناده، فلا تحركي ساكناً أثناء قيامه بكامل المهمة بمفرده ودعيه يحاول، وكوني فخورة بمبادراته.

امنحيه ما أمكن من الاستقلالية، أشبعي فضوله الفطري ودعيه يتدبر شؤونه قدر الإمكان.

اطلبي منه ولا تفرضي عليه؛ حتى يتعود طلب الأشياء بلطف، علميه أن يقول: “هل أستطيع أن آخذ شوكة من فضلك” على سبيل المثال.

احذري عقاب طفلك على أخطائه أو تبعات هذه الاستقلالية المبكرة وساعديه في المرة القادمة؛ فالنجاح لا يكون من المرة الأولى.

لا تنتقدي جهوده، ولا تلحي على توضيح الخطأ من الصواب..كيف يكون؟ وأشعريه بأن العائلة تُقدر طريقته في القيام بالأعمال.

اترك تعليقاً

إغلاق