صحة الرجل
انتشار ظاهرة الأطفال المشاهير
يحرص بعض الآباء على جعل أطفالهم من “المشاهير”، وفي سبيل ذلك، يدفعونهم إلى المشاركة في الإعلانات التجارية، وعروض الأزياء، بل وحتى في برامج الغناء، والتمثيل في الدراما أو السينما.
على أن بعض هؤلاء الأطفال لا يتمتعون بالموهبة الكافية للبروز في المجال الذي اختاره له أهله، فيعاني كثيراً لإثبات نفسه.
ما يلفت الانتباه في هذا الموضوع، أن كثيراً من الأطفال الذين وصلوا إلى مرحلة الشهرة، ندموا فيما بعد على ذلك بسبب افتقادهم العيش بشكل طبيعي، نظراً لتهافت الناس على التصوير معهم، والتدخل في كل ما يخص حياتهم.
لمناقشة القضية التقت “سيدتي”، كل من وفاء غيبة، الاختصاصية التربوية، وشوق المحنشي، مستشارة أسرية وتربوية وخرجت بالنتائج الآتية:
هاجس كبير
بدايةً، تطرقت وفاء غيبة إلى قيام بعض الآباء باستغلال أطفالهم عبر جعلهم مشاهير حتى يستفيدوا منهم مالياً وإعلامياً بالظهور أمام الناس بصفتهم مَن اكتشف هذه الموهبة، وحرصاً على تنميتها،
وأضافت : ومن جهتي، لا أرى مشكلةً في أن يصبح طفلٌ ما مشهوراً، لكنني ضد الهوس بالشهرة، لأنه يُبعد الإنسان عن الطريق الصحيح، والشهرة تؤثر سلباً على الطفل، نفسياً واجتماعياً، ومن الصعب عليه وهو في هذه السن الصغيرة إدراك ذلك، خاصةً أنه مسيَّر من قِبل أهله، مصدر ثقته، لكنه حينما يكبر، ويتمكَّن من فهم الأمور على حقيقتها، يشعر بالآثار السلبية للشهرة، لاسيما في سلوكياته، وطريقة تعامله مع الناس، إضافة إلى انعدام التوازن في شخصيته، وقلة ثقته في نفسه”.
وحول مصير هؤلاء الأطفال، قالت: “هناك أمر مهم جداً، وهو أن أغلب الأطفال الذين يدفعهم آباؤهم للغناء، أو التمثيل، ينجحون في ذلك، ويصبحون من المشاهير، لكنهم في هذه الحالة لا يحققون رغباتهم وأحلامهم، بل رغبات أهلهم الذين يسيل لعابهم للعائد المادي، والمكانة الاجتماعية بعد أن يصبح ابنهم مشهوراً”.
ورأت أن هناك فرقاً شاسعاً بين استغلال الطفل من أجل المال، وبين تنمية موهبته حتى يستفيد منها مستقبلاً، لذا طلبت من الأهل الاهتمام بمواهب أطفالهم منذ الصغر، وعدم إهمالها.
خطوات تطوير مهارات الطفل
1:مراقبة الطفل من أجل التعرُّف على ميوله وقدراته ومواهبه، وإشراكه في أنشطة ودورات تدريبية
2:التخطيط لعددٍ من الأنشطة التي تتعلَّق بنقاط قوته وموهبته بشكل متكرر لدعمها وتنميتها وإبرازها.
3:هناك بعض المهارات العامة التي أصبحت أساسية للجميع، ومن المفيد التركيز عليها من الآن، منها: تعلم اللغات، برمجة الحاسب، الرياضة، الخطابة.
نصائح لدعم الموهبة
قدَّمت شوق المحنشي، مستشارة أسرية وتربوية، نصائح للآباء حول كيفية التعامل مع أطفالهم الموهوبين، قائلةً: الاهتمامُ بتربيتهم التربية السليمة الصحيحة، واحتواؤهم، وإظهار محبتنا لهم، وأن نتعامل معهم بوصفهم أصدقاءً، وألَّا نقارنهم بمَن هم أفضل منهم، كذلك علينا أن نحترم قراراتهم،ونحرص على تنمية مواهبهم، ونجيب عن أسئلتهم لإشباع فضولهم، وأن ندفعهم إلى اكتشاف جوهر المسألة بأنفسهم لتعزيز انتباههم، وتقوية إدراكهم،ما يعود إيجاباً عليهم أكاديمياً في المستقبل، إضافة إلى زيادة ثقتهم في أنفسهم،ودعمهم في المجالات التي يبرزون فيها، فالطفل الموهوب يستطيع اكتساب عديد من المهارات عبر موهبته، مع العلم أن الوصول بسرعة إلى الشهرة ومن دون أسس ثابتة أمرٌ غير جيد، إذ يشبه فقاعةً سرعان ما ستتبخر”.