الأبناء
أهمية اختبار ذكاء الطفل
لا شك أن معظم الآباء يرغبون دوماً بأن يكون أطفالهم أذكياء ومميزين…بل ويشار إليهم بالبنان، والأمر ليس صعباً؛ إذ إن علامات الذكاء تظهر على الطفل منذ لحظات ولادته الأولى من خلال بعض المعالم؛ كأن يستخدم الطفل بعض الحيل لأي غرض، أن يكون اجتماعياً مع أي شخص حتى وإن كان غريباً، أو يحاول حل أي مشكلة تواجهه… ولكن هناك دوراً كبيراً على الآباء القيام به لتنمية هذا الذكاء وتفعيله…معنا الدكتورة حمدية عمر أخصائية تربية خاصة وتعديل سلوك بجامعة عين شمس لتوضيح أهمية اختبارات الذكاء.
لماذا اختبارات الذكاء؟
بداية، أول من ابتكر اختبارات الذكاء هو عالم النفس الفرنسي الفريد بينيه عام 1905 كوسيلة لتحديد استعداد الطفل للتعلم، وهي اختبارات يستفاد منها في تحديد نسب ذكاء الطفل، مع تحديد أسباب عدم تركيزه في الدراسة…مما يفيد في تحديد مساره التعليمي والوظيفي فيما بعد؛ إذ إن بعض الأطفال يحبون الرياضيات
والهندسة في حين أن آخرين يحبون الكتابة الأدبية وآخرين يحبون العلوم…كما يتيح إجراء اختبار الذكاء؛ توقعاً للإنجازات الدراسية في المستقبل.
كما تتنبأ اختبارات الذكاء بالأمراض التي يمكن أن تُكتشف في الطفل وبالأبحاث الأكاديمية المستقبلية للطفل، وتساعد الآباء في فهم مدى ذكاء طفلهم، والتعرف على مهاراته، مع تقديم تقييم دقيق لصعاب التعلم لدى الطفل قبل إرساله إلى المدرسة، بما في ذلك معرفة احتياجاته التعليمية، وقياس السلوك حتى يتم التعرف على طريقة التعامل مع الأطفال مما يتيح لهم تحقيق أحسن النتائج، بما في ذلك الأطفال الذين لديهم نسبة ذكاء منخفضة في سن مبكرة.
اكتشافات صعوبة التعلم
يتعرف الوالدان والمدرسون -بعد القيام باختبار الذكاء– على انخفاض مستوى ذكاء الطفل، وما ينتج عن ذلك من صعوبات التعلم؛ مثل عسر القراءة وخلل الحساب، قد يشجعهم على تحسين مستوى الطفل والنجاح في مستقبله التعليمي والأكاديمي؛ إذ إن الإنجازات الأكاديمية الضعيفة ليست -دائماً- بسبب انخفاض الذكاء، فقد يعاني الطفل من صعوبات التعلم والتي تؤثر بدورها على مهارات تعلم الطفل.
اختبارات الذكاء تحدد هذه الإعاقات ويتم معالجتها في الوقت المناسب، ولو حددها الطبيب في وقت مبكر تضمن أيها الأب أن طفلك لن يتأخر كثيراً عن زملائه؛ إذ غالباً ما يكون الأطفال الذين يجدون صعوبة في التعلم موهوبين جداً، ولكن مواهبهم يصعب التعرف عليها، وبالاختبار يمكن تحسن حالة الطفل واكتشاف مواهبه أيضاً.
اختبارات الذكاء تسمح للأطفال بالتعرف على قدراتهم الفكرية، وتفرق بين مختلف قدرات التفكير بما في ذلك القدرات الرياضية واللفظية والمكانية، والتفاصيل التي يقدمها تساعد الطفل على اكتشاف نقاط القوة والضعف لديه؛ حتى يمكنه بعد ذلك أخذ الإجراءات المناسبة وتحسينها بشكل أكبر.
متى يمكن عمل اختبارات الذكاء؟
تقول الدكتورة حمدية عمر اختصاصية التربية وتعديل السلوك: تبدأ ما بين 4 – 8 سنوات، وقبل سن الأربعة النتائج غير موثوق بها…حيث إن سلوكه غير قابل للتنبؤ، والآباء -وحدهم- يمكن أن يتعرفوا على مواهب طفلهم خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة؛ يشمل ذلك سرعة واستجابة الطفل لتعلم الحروف والقراءة، أو استخدام الأرقام والرياضيات، أو زيارة المتاحف العلمية أو متاحف الفنون، أو من يحب الاستماع إلى الموسيقى.
اختبارات الذكاء نوعان
الأول: لقياس القدرة العقلية للطفل وهو الأكثر دقة، ويستخدم في جميع أنحاء العالم…إذا حصل الطفل على – 85 – 114 – فهو
متوسط الذكاء، وإذا حصل على أقل من 70 فلديه مشكلة وصعوبات تعلم، وإذا حصل على 115 – 129 لديه موهبة بسيطة، ومن 130 – 144 لديه موهبة معتدلة، ومن 145 – 159 موهبته عالية وفائق الذكاء، كما تم تعريف العبقري في اختبارات الذكاء تاريخياً بمن وصل معدل ذكائه فوق 60 في المائة.
الثاني: اختبار ذكاء يقيس ما يعرفه الطفل بالفعل، والموهوبون من الأطفال ليس من الضروري أن يكونوا منجزين مرتفعي الذكاء على أساس الدرجات في المدرسة، ولكنهم في العادة يقومون بعمل جيد في الاختبارات المعيارية مع درجات تتراوح بين 95 في المائة، 90 في المائة
الذكاء الموروث والمكتسب ودور الآباء
أثبت العلماء أن كل الأطفال يمتلكون نسبة ذكاء متساوية عند الولادة، وهذا الذكاء الموروث يمثل 50 في المائة من ذكاء الطفل، والنسب المتبقية تعود للتدريب والاكتساب من البيئة المحيطة، والهدف من محاولة التنمية زيادة الذكاء حتى لا يقل عن المستوى الطبيعي؛ إذ إن عدم تنميته عند البعض يؤدي إلى ضمور خلايا الذكاء في الدماغ فيصبح ذكاء الطفل دون المعدل الطبيعي لأقرانه.
على الآباء أن يعرفوا أن الطفل لا يخضع لاختبارات الذكاء مباشرة إلا بعد تتبع أفعاله ومدى إدراكه للأمور وملاحظتها، والتي تظهر على الطفل في عمر أربع سنوات، بعدها يمكن للآباء الذهاب إلىالعيادات الطبية المخصصة لاختبارات الذكاء؛ لقياس القدرات العقلية للأطفال من مهارات لفظية، استدلال بصري خاص بأي مكان، قياس مدى الذاكرة عند الطفل وسرعة المعالجة، فيتعرف الأهل إذا ما كان أطفالهم موهوبين أو متوسطي الذكاء أو معرضين لخطر التعلم والقضايا السلوكية.
وهذه الاختبارات تساعد على تعزيز هذا الذكاء مهما كان نوعه؛ بتوجيه الآباء لإدخال الطفل إلى المراكز المتخصصة التي تدعم المواهب المميزة عقلياً، أو من خلال تركيز الوالدين على تعليم الطفل وإخضاعه لإختبارات الذكاء أخرى خاصة بالتعرف على مستوى الإعاقة الذهنية أو فرط الحركة ونقص الانتباه وضعف القدرة على التحصيل… والكشف على الأطفال المصابين بمرض التوحد.
مؤشرات الذكاء العالية
لها علامات كثيرة مثل: سرعة الطفل في اكتساب المعلومة مما يدل على امتلاكه ذاكرة قوية، تعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة، امتلاك الطفل حب الفضول والرغبة الكثيرة والظاهرة في الاكتشاف والمعرفة، ظهور روح موسيقية، حب الكلام مع الآخرين، قوة الملاحظة وتظهر من خلال نظرات عينيه…فيحصل الطفل بعدها على مجموع درجات يحدد من خلالها مقياس ذكائه.
حين يحصل الطفل على أقل من 70 في المائة يعد منخفض الذكاء، ولديه مشاكل في فهم الأسئلة ولديه إعاقة عقلية، وإن تراوحت درجاته بين 85 – 115 درجة يكون متفوقاً، وحين يحصل على أكثر من 100 درجة يكون شديد الذكاء، ويكون موهوباً حين يحصل على 140 درجة، وإن حصل على 145 درجة فهي قيمة استثنائية يحصل عليها طفل واحد من كل 1000 طفل وهو فائق الذكاء.
الهدف من اختبارات الذكاء ليس في إجرائها فقط، إنما في تنبيه قوة التركيز والتمييز وقوة اتخاذ القرار عند الطفل، لذلك ليت الآباء يستمرون في هذه الاختبارات دورياً مع متابعتهم للتمرينات الرياضية النشيطة مع أطفالهم، إضافة إلى تمرينات تركيب الأشكال والرسومات لتطوير ودعم ذكاء الطفل.
قواعد لتنمية عضلات الدماغ
الذكاء اللغوي ويعني القدرة العالية على استخدام الكلمات بمهارة كبيرة والتعبير عن الأفكار التي تدور بالرأس بطلاقة ودون أي تعقيد، الذكاء المنطقي الحسابي ويعني القدرة على فهم وتمييز الأرقام وفهم العلاقة بينهما، والذكاء البصري الفراغي ويعني القدرة على التفكير بصورة ما، أو نقل العالم الذي يدور حول الطفل إلى صورة، وهناك الذكاء الموسيقي، ويقصد به القدرة على سماع الإيقاعات والألحان الموسيقية، والتآلف بين الأصوات مع بعضها وانسجامها، والذكاء الحسي الحركي ويعني الذكاء الرياضي واستطاعة الطفل التحكم بجسمه بعدة حركات رياضية وبمنتهى البراعة والدقة.
ولتنمية هذا الذكاء بعامة هناك خطوات: بالقراءة لتنمية الذكاء اللفظي واللغوي وحتى تبقى العقول مزدهرة وتزيد القدرات المعرفية، اللعب بالمجسمات لتحسين الذكاء المكاني، فتخيل الصور في العقل قبل البدء في كيفية صنع هذه المجسمات، مع استخدام اللعب والمجسمات لتوضيح الأرقام، ولا ننسى تنمية مهارات التواصل اللفظي، والتواصل غير اللفظي، ومهارات الإصغاء والتفاوض وحل المشاكل.