طب النساء والولادة
أمراض تعرض المرأة الحامل للإجهاض
الإجهاض هو خروج محتويات الحمل قبل أن يكمل الجنين عشرين أسبوعاً، أو هو الموت الطبيعي للجنين في الرحم، ويحدث خلال المراحل الأولى من فترة الحمل، وقد يحدث خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، والأرقام تقول إن هناك20 في المائة من حالات الحمل تتعرض للإجهاض… و80 في المائة من هذه الحالات تحدث خلال الثلاثة الأشهر الأولى. عن الأمراض التي تعرض الحامل للإجهاض… وكيفية تجنبها… وعلامات الإجهاض وماذا تفعل الحامل بعد الإجهاض؟ يحدثنا الدكتور بهاء حماد استشاري طب النساء والتوليد بالجامعة.
الإجهاض قرار يتخذه الطبيب
إتمام عملية الإجهاض يمكن أن تتم حتى الأسبوع العشرين من الحمل، وفي بعض الحالات حتى الأسبوع الرابع والعشرين، لأسباب صحية مثل: أن تكون المرأة مصابة بمرض السرطان، أو إذا اكتشف الطبيب أن استمرار الحمل هو خطر متزايد على قلب الحامل المريض، وإذا تأكد بشكل قاطع أن استمرار الحمل نتيجته طفل مصاب بعاهة جسدية أو تخلف عقلي، وفي كل الحالات يكون الإجهاض المبكر أسهل ويتم في عيادة الطبيب وبدون تخدير، عكس حالات يكون الحمل فيها أطول، وهنا يحتاج الأمر إلى غرفةعمليات وتخدير عام ورعاية صحية بعد ذلك بالمستشفى…باختصار الإجهاض المبكر معناه مخاطر أقل ومشاكل أقل أيضاً.
أسباب الإجهاض كثيرة ومتنوعة
مرحلة الحمل من أهم الفترات في حياة كل امرأة؛ حيث تموج بداخلها مشاعر الأمومة ولهفة انتظار مولودها بين يديها، يقترن هذا بالخوف عليه من الإصابة بمرض ما يؤذيها ويؤثر على إتمام مسيرة حملها، فهناك أمراض تعرض المرأة للإجهاض وأسباب أخرى بيئية ترتبط بأسلوب الحامل.
ارتفاع ضغط الدم… سبب قوي لوفاة الأمهات أثناء الحمل، والمشكلة أن أعراضه لا تظهر بصورة واضحة، ولكن الحامل تصاب بصداع مستمر، زغللة في العين، ميل للقيء، ألم مضاعف في فم المعدة وألم شديد في البطن يؤدي إلى نزيف مهبلي، ويحدث للأم الصغيرة -تحت العشرين- أو للأكثر من 40 عاماً، ولصاحبات الوزن المرتفع، ومن سبق لها الإصابة بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل.
أنيميا الحمل… تبدو في صورة إرهاق مستمر على الحامل، شد في العضلات، عدم القدرة على التركيز والعمل أو القيام بالمهام الوظيفية، وهي تؤثر على حجم الجنين، وقد تؤدي إلى نزيف حاد وعدم التئام الجروح بشكل جيد، والأنيميا تنتقل إلى الجنين، ويحدث له نقص في النمو نتيجة لخلل في تكوين خلايا المخ في المستقبل.
سكر الحمل…نوعان الأول أصيبت به الحامل قبل الحمل، وعليها الكشف وضبط السكر حتى لا يحدث تشوهات للجنين مما يضطرها للإجهاض، والثاني أصيبت به الحامل أثناء الحمل «سكر الحمل» وهو يؤثر على الجنين؛ حيث يجعل حجمه صغيراً، مع صعوبة في الولادة الطبيعية، وظهور عيوب في قلب الطفل…نظراً لزيادة الوزن، تكيس المبايض، تاريخ مرضي للعائلة أو للحامل بعد سن الأربعين
الأمراض المناعية
وهي مجموعة من الأمراض تؤدي إلى لزوجة الدم وإجهاض متكرر قبل الشهر السابع، وكذلك سرطان الثدي والمبيض وعنق الرحم…من أكثر الأنواع التي تظهر في فترة الحمل، وإن أصيبت به الحامل في فترة الحمل يفضل أن تجهض الجنين ثم تبدأ العلاج ثم تعود للحمل مرة أخرى.
التهاب الكبد الوبائي مرض يصيب الكبد حيث يدخل الفيروس في وظائف الكبد ويسبب أضراراً مرضية وينتقل إلى الأم عن طريق ملامسة الدم أو سوائل الجسم لشخص مصاب بالعدوى، ويكتشف بالتحاليل التي تقوم بها الأم أثناء فترة الحمل، والمشكلة أن هذا الالتهاب ينتقل للجنين أثناء الولادة… ولذا يفضل مراجعة الطبيب لاتخاذ قرار الإجهاض.
انسداد الكر وموسومات…نتيجة لخطأ في أي كروم وسوم لأي من الوالدين، مما يؤدي إلى خلل كروموسومات الجنين، وفي النهاية يصل الأمر إلى الإجهاض.
تشوهات الرحم أو عنق الرحم؛ أحياناً يكون شكل الرحم غير طبيعي مما يجعل من الصعب على الجنين أن يزرع نفسه، أو قد يقاوم لزرع نفسه، ولكنه قد لا يحصل على التغذية اللازمة لنموه…فيصعب عليه الاستمرار فيحدث الإجهاض.
الاضطراب المناعي
ويعني أن يتعامل جسم الحامل مع الجنين على أنه جسم غريب ويقوم بتطوير أجسام مضادة لمحاربته مما يؤدي إلى الإجهاض وهناك. عدم التوازن أو الخلل الهرموني بمعنى أن يكون الجسم قادراً على تكوين مستوى عال من هرمون البروج سترون من أجل الحفاظ على الجنين ونموه، وفي حالة هبوط هذا الهرمون فإنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض…
علامات الإجهاض وأعراضه
المعاناة من نزيف مهبلي تتفاوت كميته من أول أعراض الإجهاض وأهمها، يصاحبه تقلصات حادة في منطقة الرحم وآلام أسفل الظهر وضعف عام بالجسم؛ مع إحساس بانخفاض نشاط الطفل خلال الأشهر الثلاث الأخيرة… والنزيف قوامه أثقل من نزيف الحيض العادي، إضافة إلى التوقف الفجائي لأعراض الحمل مثل التهاب الثدي أو التعب أو كثرة التبول.
نصائح لتجنب الإجهاض
التغذية السليمة والصحية، الامتناع عن التدخين، تناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3. تجنب الأنشطة البدنية المحظورة على الحوامل، عدم تناول أي أدوية بدون استشارة الطبيب، لا للتعرض للإشعاع أو العلاج الكيماوي، أو تناول أدوية يحظر استخدامها أثناء الحمل، ألا يكون هناك اضطرابات في جهاز المناعة أو الغدد الصماء أو قصور أو التهابات بالغدة الدرقية، أو وجود اضطرابات تخثر أو تجلط بالدم.
ماذا تفعل الحامل بعد الإجهاض؟
لا ينصح بممارسة العلاقة الحميمة إلا بعد أسبوع على الأقل، وانتظار من 1 – 3 أشهر قبل التفكير في الحمل مرة أخرى، ولمقاومة الرغبة في الغثيان عليك بتناول الخبز المحمص وشاي الزنجبيل، وتناول كمية من الحديد، ووجبات غنية بفيتامين «ج»، مثل عصير البرتقال والطماطم لتعويض الدم المفقود، وتجنب الأطعمة الدهنية أو السكرية واستبدال الصحية بها، مع عدم القيام
بأي حركة صعبة أو قاسية، وتجنب ممارسة التمارين الرياضية، والمشي لفترة صغيرة أو ممارسة اليوجا، كما يمكن تدليك البطن وأسفل الظهر بالزيوت العطرية لمقاومة الشعور بالتوتر ولتهدئة الأعصاب واسترخائها.
مضاعفات عملية الإجهاض
النزف قد يستمر من عدة أيام إلى أسبوع، التهاب قد يصيب الجدار الداخلي للرحم، أو يصيب الأنابيب أو المبيضين، ثقب في الرحم من خلال استعمال الطبيب لأي آلة خلال إتمام الإجهاض، تمزق عنق الرحم إذا تم توسعته بعنف، تأثر خصوبة المرأة والحمل قد يحدث بصعوبة بعد ذلك، حساسية الدم، ويحدث ذلك إذا كان دم الزوجة سلبياً والزوج دمه كان إيجابياً، إضافة إلى المتاعب النفسية التي قد تستمر لسنوات بعد ذلك.