الطلاق
خطوات تهيئة الأطفال لقرار الطلاق
كشفت الدكتورة سميرة علي الغامدي، الخطوات التي تساعد في تهيئة الأطفال قبل الطلاق؛ موضحة أنه “إذا كانت هناك صعوبة في تطبيقها؛ فلا تخجلوا من استشارة شخص مختص”.
وقالت الغامدي: لا اختلاف على أن الأفضل للطفل أن يعيش مع والديه، بشرط أن تكون حياته الأسرية سعيدة، وبعيدة عن العنف والإهمال، لكن يحدث ألا ينسجم والداه مع بعضهما عاطفيًا، ويسود العنف علاقتهما؛ مما يسبِّب التعاسة لأفراد الأسرة كلهم؛ لذا يصبح الطلاق هنا الحل الأمثل، والأفضل لحالة الأطفال النفسية؛ لإبعادهم عن حالة القلق والعنف الأسري التي يعيشونها.
وبيَّنت الغامدي، أن اتخاذ قرار الطلاق ليس بالأمر السهل، وقد يسبب كثيرًا من التوتر والقلق لصاحبه والطرف الآخر، وينعكس سلبًا على الأطفال؛ لذا يجب تهيئتهم لذلك، على أن تبدأ هذه التهيئة بالزوجين أولاً؛ فقد يحتاجان إلى بعض الوقت ليتكيَّفا مع فكرة الانفصال وتبعاتها عليهما وعلى الأسرة بشكل عام، وفي حال اتخاذ أحدهما القرار، من المتوقَّع أن يرفضه الطرف الآخر؛ مما ينتج عنه حالة غضب وردة فعل تعبِّر عن الألم.
وأضافت: “من المفترض إعطاء وقت كافٍ للطرفين لتقبُّل الأمر والتعايش معه، وقد يحتاجان إلى الاستعانة بشخص مختص لمساعدتهما على مواجهة الأمر؛ أي أن يتكيَّفا ويسيطرا على حالة القلق لديهما قبل نقل الأمر إلى أبنائهما؛ فحالتهما النفسية وقوتهما ستساعدان أطفالهما على تقبُّل الأمر، وفي الأغلب تجد طرفًا غاضبًا أكثر من الآخر؛ لذا يجب احتواؤه، وتحمُّله حتى يتجاوز مرحلة الغضب لكيلا يؤثر على الأطفال”.
وقالت الغامدي: إن الشريكين فقط مَن يجب عليهما أن يتخذا القرار ويناقشاه؛ فإقحام أهلهما قد يزيد الأمر تعقيدًا؛ لذا من الأفضل اللجوء إلى طرف محايد، وبعد أن يتهيأ الزوجان لذلك، عليهما أن يتفقا على آلية معينة لإخبار أطفالهما بالأمر، ويفضَّل أن يكونا معًا، وأن يُقال القرار بشكل شفاف ومبسَّط بحسب عمر الأطفال، على أن يشرحا ذلك دون توبيخ، أو إساءة لأحد الأبوين؛ بل بالعكس تمامًا يجب إظهار الاحترام، وعدم الطلب من الأطفال اتخاذ جانب أحدهما.
وتابعت: “كما يجب على الوالدين إظهار كثير من الحب والوعد باستمرار الرعاية والاهتمام بهم مثل السابق، وأنهما سيظلان قريبين منهم مدى الحياة، وقد يُظهر بعض الأبناء مشاعر غضب وحزن واكتئاب بسيط، وهذا أمر طبيعي، وهنا يجب حثهم على التعبير عن مشاعرهم بشفافية، ومن الضروري التوضيح لهم أن قرار الطلاق ليس لهم علاقة به؛ لتجنيبهم الإحساس بالذنب”.
واختتمت الغامدي حديثها بالقول: من الأفضل بعد الطلاق، عمل روتين منظم في الزيارة بين الوالدين، وعدم حرمان الأطفال في حال طلبهم رؤية أحدهما من فعل ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن أحد الطرفين قد يشعر أحيانًا بالغضب والرغبة في الانتقام من الطرف الآخر؛ لذا تأكدا أن أطفالكما سيكونون الخط الأول والمنصب عليه آثار انتقامكم.
(سيدتي نت)