السعادة الزوجية

مخاطر إهمال الرجل مشاعر زوجته

يعد الإهمال والفتور في الحياة الزوجية من أصعب الأمور التي يعاني منها أغلب الأزواج حاليًا، وذلك بحكم الاستمرارية، واستقرار أحوال الأسرة، لكن إذا زاد ذلك، وشعرت المرأة بإهمال زوجها لها، خاصةً عاطفيًا، فقد يؤثر ذلك بشكل بالغ في حالتها النفسية، ويمتد ليشمل جميع جوانب حياتها، ما يشكِّل خطرًا على علاقتها بزوجها في المستقبل.
وحول ذلك، كشف أسامة النعيمي، استشاري أول الطب النفسي، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أن الإهمال إحدى علامات الخلل في العلاقة الزوجية، وهنا يجب على الطرفين أن يقفا وقفة جادة، ويبحثا عن السبب وراء الوصول إلى هذه المرحلة.

أسباب الإهمال
وقال النعيمي: «الإهمال قد يحدث بسبب مواقف يتخذها أحد الزوجين، أو نتيجة عوامل خارجية، مثل ضعف الحالة المادية، أو حصول مشكلات في العمل مع أحدهما، أو تدهور الأوضاع الاجتماعية، أو السياسية، أو الصحية، ما يؤدي إلى فقدان العلاقة بينهما أهميتها، أو تراجعها من أولوية إلى مستويات أدنى، خاصةً إذا كانت هذه العلاقة تسير وفق نسق مستقر، دون سعي من الزوجين إلى منحها جرعة حيوية كل فترة».

ما هو الإهمال؟
هو «شعور أحد الأطراف، أو جميعها، أو شعور بعض المحيطين بانخفاض الاهتمام بمستوى العلاقة». ولا يُقصد بالاهتمام هنا الاهتمام بالعموميات، مثل الأكل والشرب واللبس والفواتير، بل الاهتمام بالخصوصيات، والأمور الدقيقة.

وهذا هو الفرق بين الانشغال والإهمال
مثلًا قد ينسى الرجل تاريخ ميلاد زوجته؛ بسبب ضغوط العمل، لكن عليه ألا ينسى أهميتها بالنسبة إليه، بوصفها الإنسانة الأولى في حياته، وأن يتذكر الأمور التي تُسعدها ويفعلها، حتى لو كانت صغيرة، مثل السلام عليها صباحًا، وتقبيلها قبل الخروج من المنزل، والسؤال بين الحين والآخر عن أحوالها، والاتصال بها في منتصف النهار، تأكيدًا على عمق وقوة العلاقة التي تجمعهما.
الانشغال يختلف تمامًا عن الإهمال، مثلًا تنشغل الزوجة بتربية أبنائها، ومسؤولياتها في البيت، وقد ترى أن هذا الأمر أولوية بالنسبة إليها على إثبات أهميتها لزوجها؛ لأنها لا تستطيع فعل أمرين في وقت واحد، فهي تجد صعوبة كبيرة في أن تكون أمًا ومسؤولةً عن البيت وموظفةً، وحبيبةً في الوقت نفسه، أما الرجل فيكون موظفًا، وفي البيت أبًا وزوجًا، ولأن المرأة أكثر حساسيةً، لذا تشعر بالضيق إذا أحسَّت بأن زوجها لا يقدِّر عملها وتضحياتها.

المرأة أكثر شعورًا بالإهمال
وقال: «المرأة أكثر ذكاءً من الرجل من هذه الناحية، وتشعر بالإهمال في مرحلته الأولى، لكنها في الوقت نفسه قد تخطئ التقدير؛ بسبب حساسيتها المفرطة، مثلًا قد تخطئ تفسير الحالة النفسية لزوجها، فقد يكون منشغلًا وظيفيًا، أو اجتماعيًا، أو ماديًا، أو حتى سياسيًا فتظن أنه يهملها».
وأشار النعيمي إلى أن المرأة تعتقد، وهي صادقة، أنها تقدم الكثير لإنجاح العلاقة الزوجية، وتثبيت قواعد منزل العائلة، والعلاقة العاطفية مع زوجها، لذا يؤدي أي تغيير في مستوى العلاقة بينهما إلى تسرُّب الشك إلى نفسها بأن زوجها يهملها، وأوضح أن المرأة عامةً، تعدُّ بعض «المسلَّمات» دليلًا على اهتمام زوجها بها، منها قُبلة الصباح، وشكرها دائمًا، وتذكيرها بفضل الله عليه بالزواج منها، ووجودها في حياته، لذا يدخل الشك إلى نفسها إذا ما شعرت بأن إحدى تلك المسلَّمات لم تعد كالسابق، على الرغم من أن السبب يكون انشغال الزوج بما سبق ذكره.
وبيَّن النعيمي أن الزوج قد يصل إلى نقطة معينة، يعتقد فيها أنه يكفيه أدلةً على حبه زوجته، فينشغل بهموم الحياة، ويتناسى تقديم الأدلة لها على أهمية علاقتهما كما السابق.

محاولات الزوج لإثبات نفسه
وكشف أن الزوج قد يحاول إثبات نفسه، وتجديد طريقة عيشه؛ لكيلا تتحول حياته إلى حياة نمطية، لذا يتجه إلى أمور مختلفة، مثل عشق الرياضة، أو الاهتمام بالإلكترونيات، أو تقوية علاقاته الاجتماعية؛ ليثبت لنفسه بأنه شخص مهم، ما يؤدي إلى شعور الزوجة بابتعاده عنها، وإهمال علاقتهما الزوجية.
وقال النعيمي: «في هذه الحالة، يقلّ اهتمام الزوجة بنفسها، أو إثبات وجودها في حياة زوجها، فتنشغل بالأولاد، أو تسعى إلى تحسين وضعها الوظيفي، وكأنها تعكس نظرة جديدة لحياتها المستقبلية لا تشمل وجود أهم شخص فيها، وهو زوجها».

نتائج الإهمال الزوجي
نتائج الإهمال مفزعة، خاصةً بين شخصين قرَّرا العيش تحت سقف واحد، وخلق حياة مشتركة، ولعل أبرزها الانفصال العاطفي، ثم الروحي، وأخيرًا القانوني والشرعي؛ أي الطلاق، وإذا قرَّرا الإبقاء على هذه العلاقة، فستصبح علاقةً هشة دون روح، يكون أحد طرفيها حزينًا دائمًا؛ لأنه مجبر على الاستمرار فيها، وقد يبحث في هذه الحالة عن طرف خارجي لتعويض تلك المشاعر، وإقامة علاقة صداقة معه، وليس شرطًا أن تتحول هذه الصداقة إلى علاقة غير شرعية.

اترك تعليقاً

إغلاق