تظل الأم هي رمز الأسرة وكل ما يمثلها، لكن الأب هو الخط الأخير الذي تلجأ إليه حينما تعجز عن التصرف وتحتاج لبعض الحزم والحسم، إلا أن توافق الأب والأم في أسلوب تربية الاطفال هو أمر أساسي كي لا يهدم أحدهما ما يبنيه الآخر، وحتى لا يخلق الاختلاف في الأسلوب تضارباً في أذهان الأبناء وبالتالي اختلال مفهوم الصواب والخطأ لديهم. ولكن إذا كان الأب يهدم ما تربيه الأم، فكيف عليها أن تتصرف؟
تخبرنا عن ذلك مستشارة الطفولة والمدرب الذاتي لمرحلة المراهقة نجلاء ساعاتي:
تؤكد “ساعاتي” بأن تربية الاطفال هي مسؤولية مشتركة يقوم بها كلاً من الوالدين، المربين والمعلمين في المدارس، وذلك ضمن أطر يفرضها المجتمع ويتشارك فيها.
هل تربية الاطفال حكراً على الأم؟ وما دور الأب؟
تقول “ساعاتي” ليست تربية الاطفال حكراً على الأم، فتقسيم الأدوار وتوزيع المهام التربوية والاجتماعية بين الأم والأب ينعكس بشكل إيجابي على نفسية وسلوك أطفالهم وتكوين شخصياتهم، فوجود الأب داخل المنزل يحقق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وبالتالي مشاركتهم في كل شيء.
ما أثر اختلاف الأبوين في طريقة تربية الاطفال؟
إن الاختلاف في التربية والشخصية ووجهات النظر أمر طبيعي ومتواجد، ولكن المهم هو أسلوب وطريقة الاختلاف فإن تم عن طريق الصراخ والمشاجرة فمن الممكن أن يُصاب الطفل بما يلي:
• شعور الطفل بحالات من الخوف، القلق والتوتر حيث انه يتوقع ثورات والديه وغضبهم من وقت لآخر.
• ظهور بعض الأعراض الجسدية على الطفل تتمثل في، الاحساس بالصداع المتكرر، فقدان الشهية أو الوزن، الشعور بألأم في البطن أو المعاناة من التبول اللا إرادي، ومن الممكن أن تتفاقم الأعراض الى حد الإحساس بالإغماء.
إذا كان الأب يهدم ما تربيه الأم، فكيف عليها أن تتصرف؟
تشدد “ساعاتي” أنه على الوالدين العمل على حل الخلافات الموجودة بينهم وتقريب وجهات النظر بينهم، وأن يفكروا في صحة أولادهم النفسية، والعمل على أن تكون طريقة تربية الاطفال واحدة بينهم وغير متناقضة.
• على ألام أن تحرص ألاّ يلاحظ أبناءها الخلاف بينها وبين الأب ومعارضته لقوانينها، وعليها أن تحتوي الأبناء وتحاول إقناعهم بالحوار الهاديء وليس بالزجر والنهر.
• يجب أن تحرص الأم على الاتفاق المسبق بينها وبين الأب على أسلوب التربية وقيمها وحدودها، عندها ستصغر دائرة الخلاف ويبقى تقسيم المسؤليات.
• العمل على تقسيم المسؤوليات بين الأم والأب عن طريق التفاهم بينهم من خلال الحوار الإيجابي والبناء، واختيار سُبل التعامل مع بعضهما البعض في حال الخلاف حول موقف معين مع الأبناء والذي ينبغي أن يكون الاحترام هو أساسها.