الأبناءالأمصحة الأطفال

طُرقُ التّعاملِ مع الطّفلِ في مرحلةِ التّسنين

 

تُعدُّ مرحلةُ التّسنين من أصعبِ المراحلِ التي يمرُّ بها الطفل، كما أنّها من أصعبِ الفتراتِ على الأُم، وتختلفُ هذه الأعراضُ في شدّتِها من طفلٍ لآخر، ويحتاجُ الطفلُ خلالَ هذه المرحلةِ إلى رعايةٍ خاصّة، وعلى الأُمِّ أنْ تكونَ على معرفةٍ تامّةٍ بكيفيّةِ التعاملِ مع هذه المرحلة.

وتتراوحُ الأعراضُ التي تُصيبُ الأطفالَ ما بين الاضطراباتِ الطّفيفةِ مثل بعضِ البكاءِ أو الألمِ أو الأعراضِ الشّديدةِ كالقيء والإسهالِ والتشنّجاتِ واضطراباتِ النوم وكثرة البكاء، كما يُصابُ بعضهم بالتهابٍ في الحنجرةِ أو الأنف، بالإضافةِ إلى النزلاتِ الشّعبيّة في التوقيتِ نفسه.

ويبدأُ التّسنينُ بعد الشّهرِ الخامس وربّما بعد السّابع ويختلفُ توقيتهُ من طفلٍ إلى آخر، ويكتملُ ظهورُ الأسنانِ اللّبنيّة (20 سناً) خلالَ السّنواتِ الثلاث الأُولى من عُمْرِ الطفل، وقد يتأخّرُ نموّ أسنان الطفلِ لأسبابٍ عدّة؛ منها الوراثةُ ومنها مشكلةٌ عضويّةٌ في اللّثة أو غيرها.

وهناك مجموعةٌ من العلاماتِ التي تظهرُ على الطفلِ أثناء مرحلةِ التّسنين وقبلها، ومن أهمّ هذهِ الأعراض؛ أنّه يبدأُ بإسالةِ اللّعابِ بكمّياتٍ كبيرةٍ، في وقتٍ يسبقُ وقت ظهورِ الأسنانِ بشهرٍ إلى شهرين تقريباً.

كما يشعرُ الطفلُ في فترةِ التّسنين بآلامٍ شديدة، ويقومُ بفركِ لثّتهِ بالأشياءِ الصّعبة، وعضِّ الأشياءِ التي يُمسكها، وذلك لتخفيفِ الألمِ الذي يشعرُ به، ويُصابُ بالحمّى وارتفاعِ درجةِ الحرارة ، كما يُصابُ بالإسهالِ، وتتورّمُ لثتهُ وتؤدّي إلى تورّمِ خديه واحمرارهما، ويبقى عابساً، وسيء المزاجِ في هذهِ الفترة.

ويمرُّ الطّفلُ في مرحلةِ التّسنينِ بمراحلَ عدّة، وهي القواطعُ الأماميّة السّفليّة، التي تظهرُ في المرحلةِ العمريّة المحصورةِ بين الشهورِ الخمسة إلى السّبعة الأُولى من عمرِ الطّفل، ومرحلةِ القواطع الأماميّة العلويّة، وتظهرُ هذه القواطع بعدَ ظهورِ القواطع السّفليّة بفترةٍ قصيرة، وتتراوحُ فترةُ ظهورِها من الشّهرِ السّادس وحتّى الشّهر الثامن من عُمرِ الطّفل.

بينما تظهرُ القواطعُ الجانبيّةُ العلويّةُ في سنِّ الشّهر الحادي عشر للطفل، أمّا القواطعُ الجانبيّةُ السّفليّة فتظهرُ في سنِّ الشّهر العاشر، وحتّى الشّهر الثاني عشر من عمرِ الطفلِ، ليبدأَ ظهورُ الأضراسِ بعد السنةِ الأُولى، ويليها الأنياب، ثمّ الأضراسُ الثانية.

وآلامُ التّسنينِ تجعلُ الأطفالَ متقلّبي المزاجِ ودائمي البكاء، بالإضافةِ إلى انتكاسِ نظامِ نومِهم تماماً، فهي مرحلةُ مُرهِقة وصعبة على الأُمّ والطفل معاً، وحتّى تمرّ بسلام، هناك بعضُ الوصفاتِ المجرّبةِ لتخفيفِ آلامِ الطّفلِ الجسديّةِ والنفسيّة خلالَ مرحلةِ التّسنين، التي تبدأُ غالباً من سنِّ أربعة أو خمسة شهور وتستمرُّ حتّى عامين.

ولتخفيفِ آلام طفلكِ عند بدايةِ ظهورِ أسنانه، حُكّي لثّتهُ بإصبعٍ نظيفٍ لوضعِ القليلِ من الضغطِ المريحِ على موقعِ الألم، ويمكنكِ الاستعانة بالجل المسكّن إذا وصفه الطبيب لتهدئةِ لثّةِ طفلِكِ، أو استخدمي العضّاضة بعد أنْ تغسليها جيّداً.

وهدّئي من ألمِ التّسنينِ عندَ طفلكِ بقطعةِ قماشةٍ نظيفةٍ مُجمّدةٍ، بلّلي نصفَ قماشةٍ وجمّدِيها لمدّةِ 30 دقيقة على الأقلّ، بإمكانِ طفلكِ أنْ يعضّ على الجزءِ المجمّدِ مع الإمساكِ بالجزءِ الجاف، فمزيجُ البرودةِ على اللّثةِ وأمانُ التمسّك بالقماش، يبعثُ الراحةَ على الأطفالِ الرُّضّع، ويقلّلُ من توترِهم خلالَ فترةِ التّسنين.

وضُمّي طفلكِ وقبّليهِ واشعريهِ بالحنان، فالطفلُ نفسيّاً في هذه المرحلةِ يحتاجُ لمزيدٍ من الاهتمامِ والشّعورِ بالأمانِ من الأُم، والهي طفلكِ بالألعابِ والأنشطةِ في المنزلِ أو خُذي طفلكِ في رحلاتٍ إلى حديقةِ الألعابِ والأنشطةِ لإلهائهِ عن آلامه.

وحاولي إعطاء طفلكِ في حالِ فِطامهِ عن الحليب، شرائح الخيار أو الجزر أو التفاح أو الكمثري المثلّجة التي ستخدّر برودتها لثّة الطّفل، وتمنحهُ فوائد الفاكهةِ والخضروات من ترطيبٍ وفيتامينات.

وقدّمي له العصائرَ الطّازجةَ والأعشابَ الطّبيعيّة، فربّما تساعدُ في تسكينِ ألمِ طفلكِ، وهناك أيضاً بسكويت مُخصّص للتّسنين يُساعدُ الأطفالَ في هذه الفترةِ ويُباعُ في الصيدليات.

وبحسبِ دراساتٍ طبيّةٍ، فلا يوجدُ وقتٌ محدّد لانتهاءِ آلامِ التّسنين، فقد يستمرُّ ذلكَ بضعةَ أيّام وقد تستمرُّ لشهرٍ كامل، لِذا عليكِ الصّبرُ على ألمِ الصّغيرِ ورعايتهِ بقدرِ ما يمكنك، وعادةً ما تكونُ هذه الآلامُ مُرتبطةً بالأسنانِ الأُولى، خاصّةً القواطع وتهدأُ بعدها أو ربّما يكبرُ الصّغيرُ فيصبحُ أكثر قدرةً على تحمّل الألم، حتّى في تسنينِ الأضراس.

اترك تعليقاً

إغلاق