مقالات وبحوث
مهارات الأمومة: نصائح لتربية الطفل
يمكن لفترة المراهقة أن تكون فترة تغيير محيرة لكل من المراهقين والاباء على حد سواء. لكن على الرغم من أن سنوات المراهقة قد تكون صعبة، إلا أن ثمة أشياء كثيرة يمكنك فعلها لرعاية ابنك المراهق وتشجيعه على التصرف بمسؤولية. استخدم مهارات التربية التالية لمواجهة تحديات تربية ابنك مراهق.
أظهر حبك
إن أكثر مهارات التربية أهمية لتنشئة مراهقين يتمتعون بالصحة تتمثل في الاهتمام الإيجابي. فاحرص على قضاء وقت مع ابنك المراهق لتظهر اهتمامك به. واستمع إليه عندما يتحدث، واحترم مشاعره. بالإضافة إلى ذلك، ضع في اعتبارك أن الاقتصار على تأنيب المراهق وعدم الثناء عليه مطلقًا بما يستحقه قد يكون محبطًا للغاية. وفي كل مرة تقوم فيها بتأديب ابنك المراهق أو تصحيح سلوكه، حاول أن تمدحه أضعاف ذلك.
إذا بدا ابنك المراهق غير مكترث بالترابط الأسري، فلا تيأس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة. ومن الوسائل المفيدة لزيادة الترابط الأسري الحرص على تناول الوجبات معًا دوريًا بانتظام. والأفضل من ذلك، احرص على تشجيع المراهق ليشارك في إعداد وجبة الطعام معكم. وفي الأيام التي تجد فيها صعوبة في التحدث إلى ابنك المراهق، يمكنك أداء ما تريد من مهام أو أنشطة في نفس المكان الذي يوجد به. فكونك قريبًا من ابنك المراهق قد يؤدي إلى بدء فتح باب الحوار. ويمكنك أيضًا تشجيع ابنك المراهق على التحدث إلى أشخاص ناضجين آخرين يدعمونه، مثل عمه أو خاله أو ابن عمه أو ابن خاله،، للحصول على التوجيه.
تخفيف الضغط
لا تضغط على ابنك المراهق ليتصرف كما كنت تتصرف وأنت في سنه بل أظهر له كم تتمنى لو كنت في مثل عمره الآن. امنح ابنك المراهق بعض الحرية عند اختيار ملابسه وتصفيف شعره. من الطبيعي أن يتمرد المراهقون ويعبرون عن أنفسهم بطرق غير مألوفة للوالدين.
إذا أظهر ابنك المراهق اهتمامًا بما يطلق عليه فنون الجسد؛ مثل الوشم والثقب؛ فتأكد من أنه يفهم المخاطر الصحية المحتملة، مثل عدوى الجلد، وتفاعلات الحساسية، والالتهاب الكبدي الوبائي “ب” و”ج”. وتحدث أيضًا عن احتمال بقاء هذه الأشياء أو التندب.
وفي الوقت الذي تتيح فيه بعض الحرية لابنك المراهق للتعبير عن نفسه، تذكر أنك ما تزال تحافظ على توقعاتك الكبيرة تجاهه ونوع الشخصية التي يحب أن يتمثلها.
احرص على أمان الكمبيوتر والإنترنت
تعرف على التقنيات التي يستخدمها ابنك المراهق ومواقع الويب التي يزورها. ضع الكمبيوتر في منطقة مشتركة من منزلك. ذكر ابنك المراهق بممارسة قواعد الأمان الأساسية التالية:
- لا تشارك معلوماتك الشخصية على الإنترنت.
- لا تشارك كلمات المرور.
- لا تلتقِ شخصًا تعرفت عليه من خلال الإنترنت.
- لا تستخدم النصوص أو الأدوات الأخرى للقيل والقال أو التنمر على الآخرين أو الإضرار بسمعة شخص ما.
- تجنب كتابة شيء ما أو التحدث عبر الهاتف أثناء القيادة.
- لا تسرق أعمال الآخرين الأدبية أو الفكرية.
- تحدث إلى أحد الوالدين أو شخص تثق فيه إذا شعرت بعدم الارتياح من سلوك أو رسالة معينة.
وضع الحدود
لتشجيع ابنك المراهق على أن يكون حسن التصرف، احرص على أن تناقش السلوكيات المقبولة وغير المقبولة في المنزل وفي المدرسة وفي كل مكان. ضع قائمة بالآثار التي قد تترتب على سلوك ابنك المراهق. عند وضع الحدود:
- تجنب الترهيب: فقد يفسر ابنك المراهق لغة الترهيب بأنها تحدٍ.
- كن واضحًا ومحددًا: فبدلاً من أن تقول لابنك المراهق لا تمكث خارج البيت إلى ساعة متأخرة، حدد موعدًا معينًا. واحرص على أن تكون القواعد التي تمليها على المراهق قصيرة ومحددة.
- اكتب القواعد: استخدم هذا الأسلوب لعدم النسيان.
- كن مستعدًا لتفسير قراراتك: فمن المرجح أن يلتزم ابنك المراهق بالقواعد عندما يكون على دراية بالغرض منها.
- كن منطقيًا: تجنب وضع قواعد يصعب على ابنك المراهق الالتزام بها. فقد يكون من الصعب على المراهق الذي اعتاد الفوضوية الحفاظ على غرفة نوم مرتبة ونظيفة بمجرد أن يُطلب منه ذلك.
- تحل بالمرونة: كلما أثبت ابنك المراهق تحليه بقدر زائد من المسؤولية، امنحه مزيدًا من الحرية. وإذا ظهرت في سلوكيات المراهق عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، فافرض مزيدًا من القيود.
هل ينتابك شك فيما إذا كانت حدودك معقولة أم لا؟ تحدث إلى ابنك المراهق، وإلى آباء آخرين وإلى طبيب المراهق. وكلما أمكن، امنح ابنك المراهق فرصة أن يدلي برأيه عند وضع القواعد التي من المتوقع أن يلتزم بها.
ترتيب القواعد حسب الأولوية
مما لا شك فيه أن إرساء القواعد بشكل متناسق أمر مهم، ومع ذلك يمكنك أحيانًا وضع استثناءات عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل عادات أداء الواجب المنزلي، ومشاهدة التليفزيون ووقت النوم. وترتيب القواعد حسب الأولوية من شأنه أن يمنحك وابنك المراهق في آن واحد فرصة للتدرب على التفاوض والوصول إلى حل وسط. ومع ذلك، حدد مسبقًا القدر الذي ترغب في التجاوز عنه قبل التفاوض مع ابنك المراهق. فلا تتفاوض عندما يتعلق الأمر بالقيود المفروضة لتوفير سلامة ابنك المراهق، مثل إدمان المواد المخدرة والنشاط الجنسي والقيادة المتهورة. تأكد من أن ابنك المراهق على معرفة مسبقة بأنك لن تتسامح في تعاطي التبغ أو الكحول أو المخدرات.
تنفيذ العواقب
تنفيذ العواقب والعقاب قد يكون صعبًا؛ ولكن ابنك المراهق بحاجة إلى أن تكون له والدًا، وليس صديقًا. فالتساهل المبالغ فيه قد يكون بمثابة رسالة تفيد أنك لا تأخذ سلوكيات ابنك المراهق بمأخذ الجد، بينما قد تتسبب القسوة المفرطة في شعوره بالاستياء.
ففكر في الوسائل التالية عندما يتطلب الأمر القيام بإجراء تصحيحي:
- تجنب الانفعالات الزائدة: اشرح بهدوء لابنك المراهق ما هو السلوك غير المقبول وما هي عواقبه. وإذا بدأ المراهق في إظهار الضجر أو الانهيار، فأرجأ الحوار ووضح له السبب. وأخبره أنك ستتحدث إليه عندما يتوقف عن النحيب أو العبوس أو الصراخ. وحاول أن تغض الطرف عنه في هذا الوقت.
- صحح بدون توبيخ: تأكد دائمًا من توبيخ سلوك ابنك المراهق، وليس المراهق نفسه. تجنب استخدام لهجة ساخرة، أو مهينة أو مسيئة. بالإضافة إلى ذلك، تجنب توبيخ ابنك المراهق في حضرة أصدقائه.
- حدد له مزيدًا من الأعمال ليقوم بها: خصص لابنك المراهق أداء بعض المهام المنزلية الإضافية.
- ضع مزيدًا من القيود: احرم ابنك المراهق من ميزة أو شيئًا من مقتنياته التي تمثل أهمية له، مثل وقت الكمبيوتر أو الهاتف المحمول.
- واطلب من ابنك أن يقترح عقوبة: فقد يكون من الأسهل على ابنك المراهق أن يتقبل عقوبة معينة إذا كان له دور في تحديدها.
كن ثابتًا على مبادئك عند تنفيذ الحدود. أيًا كان الأسلوب الانضباطي الذي تختاره، اربط العقوبات بكسر قاعدة من القواعد وقم بتنفيذها على الفور. وحدد العقوبات ببضع ساعات أو أيام لتكون أكثر تأثيرًا.
إضافة إلى ذلك، تجنب عقاب ابنك المراهق عندما تكون غاضبًا. وبالمثل، لا تفرض عقوبات عندما لا تكون مستعدًا لتنفيذها؛ وقم بعقاب الطرف المخطئ فقط، وليس كل أفراد الأسرة. تجنب مطلقًا الإيذاء الجسدي لتأديب ابنك المراهق.
كن قدوة صالحة
تذكر أن المراهقين يتعلمون كيفية التصرف من خلال مشاهدة سلوك والديهم. فتصرفاتك أبلغ في التأديب بشكل عام من الكلمات. فكن مثلاً يحتذى به وسيقتفي ابنك المراهق أثرك.