المراهقين
كيف تتعاملين مع عصبية وعناد ابنتك المراهقة ؟
العصبية والإكتئاب والعناد وتقلب المزاج يظل من المشاكل التي تؤرق الكثير من الأمهات بالنظر لخصوصية مرحلة المراهقة ، ويقول المتخصصون إن المخ يبدأ في هذه المرحلة السنية عملية يطلق ليها اسم “التهذيب العصبي”بهدف اعداده لمرحلة النضج فالمعروف أن المخ يتكون من مليارات الخلايا والألياف العصبية التي تمر بتغيرات خلال مراحل العمر المختلفة تبدأ بتكوين وصلات ودوائر عصبية في مرحلة الطفولة، ثم تبدأ مرحلة التهذيب العصبي في مرحلة المراهقة وتتميز بالتخلص من أي زوائد خلوية أو ليفية لا يحتاجها المخ حتي لا تؤثر علي سلامة جهازه العصبي.
وحدوث تغيرات مخية عصبية في المخ لدى البنات تصاحبها زيادة في القدرات العقلية مثل القدرة الفائقة علي التذكر وحفظ المعلومات والانتباه والتفكير الابتكاري وزيادة القدرة علي التأمل الذاتي مما يؤهل المراهق بصفة عامة الي الوصول الي مرحلة النضج. وبما أن هذه التغيرات تحدث في سن مبكرة للفتيات بالمقارنة بالفتيان فإن ذلك يفسر سبب تفوقهن الدراسي في هذه المرحلة.
إن مرحلة المراهقة بذلك تعتبر من أهم وأخطر المراحل العمرية على الإطلاق والتي تحتاج إلى عناية خاصة ، ولعل أبرز ما تتميز به هذه المرحلة محاولة المراهق أو المراهقة جلب انتباه المحيطين به إليه بشتى الوسائل فإن استطاع المراهق أن يتميز بشيء جيد مثل التميز في الدراسة أو في نشاط واضح مثل الشعر أو الإلقاء أو التمثيل أو غير ذلك مما يستهوي المراهقين
وإذا لم يستطع مثل ذلك فقد يعمد المراهق أحياناً إلى لفت انتباه الآخرين ولو بعمل سيئ مثل المشاجرات، كما قد يصل الأمر حد الإيذاء الجسدي لنفسه ومن ذلك ما يحدث داخل المنزل من افتعال الخصومات مع الوالدين والأخوة أو ما شابه ذلك وإذا لم يفلح المراهق في لفت انتباه من حوله إليه ربما عمد إلى ما يسمى في علم التربية بالجنوح وهو نوع من الانحراف السلوكي لنفسه أو لغيره مثل الجرائم الأخلاقية أو السرقة أو غير ذلك
نصائح هامة للأمهات للتعامل مع المراهقات
1- حاولي القراءة حول مرحلة المراهقة بشيء من التفصيل ومعرفة خصائص هذه المرحلة وطبيعتها حتى تستطيعي التعامل مع أبنتك في ضوء ذلك.
2- حاولي التعامل مع ابنتك بالهدوء التام وعدم الغضب وتعاملي معها ضمن ما يسمى بسياسة الاحتواء واحذري أن ينفذ صبرك، وقد لا تظهر نتائج هذا التعامل الهادئ بشكل سريع لكنه فعال بحسب المتخصصين.
3- حاولي مع باقي أخواتها في البيت ذكوراً وإناثاً ووالدها إعطائها حيزاً كبيراً من التقدير والاحترام وهو ما يسعى إليه المراهق لتحقيق ذاته ، ومن ذلك إسناد بعض المهام إليها في المنزل مثل المشاركة في تقدير ميزانية المنزل وشراء بعض الحاجيات الخاصة بالعائلة .
4- شغل وقت فراغها بما يفيد حتى لا يبقى لها وقت فراغ كبير مثل الإنخراط في الأندية الرياضة والثقافية والإنشغال بهواياتها المفضلة.
5- حاولي إيجاد رفقة صالحة لها لأن المراهق يسعى إلى تكوين ما يسمى في علم النفس بالشللية وقد ثبت في كثير من الدراسات أن المراهق يتأثر بأقرانه أكثر مما يتأثر بوالديه ويمكن لك أن توجدي لها صديقات من خلال زيارة مدرستها والتعاون مع مديرة المدرسة أو بعض المعلمات الناصحات في هذا الصدد أو من خلال بناء علاقات طيبة مع بنات عمها أو بنات خالها أو محيط الأسرة بشكل عام ولا مانع من إخبارهم سلفاً بوضعها والتعاون معهم لحل قضيتها والتأثير عليها.
6- يتوجب على الأن تقبل هذه المرحلة باعتبارها مرحلة نمو طبيعية لكنها هامة في حياة ابنتها، فتتحلي بالصبر وهي تناقشها ولا تتشبث برأيها وتستمع الي وجهة نظرها وتحاول أن تجعلها تفهم وجهة النظر المخالفة لأن عناد الطرفين لن يفيد.
7- ينح المتخصصون الأم أن تكون صديقة لابنتها تحاول أن تفهم ما تمر به الابنة من تقلبات وتغيرات نفسية وأن تحترم مشاعرها مع وضع حدود واضحة وصريحة ومرنة في نفس الوقت حتي تمر هذه المرحلة بسلام.