صحة الرجل
17 نصيحة لمنع شجار الأطفال
كيف تصبحين حكماً عادلاً على حلبة الصراع ؟!
حين يجتمع الأطفال تظهر مشاريعهم الصغيرة والبريئة على شكل فوضى أو شجار يستعرضون فيه قدراتهم اللفظية والمادية بطريقة عشوائية قد تصل حد الاشتباك والبكاء والخروج عن دائرة اللعب والمرح ، وهذا أمر طبيعي جداً، إذ أن الفروق الفردية ، والتنشئة الأسرية، والعوامل الوراثية، تلعب دورها البارز في تشكيل شخصية الطفل وإبراز سلوكياته، وحين يحدث ذلك الشجار بين الأبناء سواءً كانوا من أسرة واحدة أو أقرباء وجيران فلا داعي للتعامل معهم بقسوة، كما لا يجب أخذ الأمر على محمل الجد وتحميله ما لا يستحق من القلق ، فالأمور ستكون طبيعية بعد فترة بسيطة من الوقت ، لأن الضغينة ليست من فطرة الأطفال أبداً .
لكن ، وفي نفس الوقت ـ علينا أن لا نهمل هذا الشجار أو نهمل نتائجه على نفسية الأطفال وسلوكياتهم، والأمر لا يخلو من الحاجة إلى مهارة عالية للسيطرة على هذا الصراع البريء، بحيث لا نتجاهل حساسية الطفل من الانتقاد أو التوبيخ أو الاضطهاد الذي يتعرض له من أقران آخرين ، مع العلم أن التدخل من قبل الكبار لا يجب أن يحدث إلاّ في حالات قصوى، لأن للأطفال مهارة خاصة أيضاً في حل مشاكلهم الصغيرة تلك .
آلية أمان
ولكي تكوني حكماً عادلاً في حلبة هذا الصراع البريء يجب أن تتخذي بعض الخطوات التي من شأنها تخفيف حدة الشجار ، وإعادة الاعتبار للطفل الذي يعاني من قصور في ردود الأفعال المناسبة تجاه الحدث ، وفي نفس الوقت يردع الأطفال الذين يتمتعون بنشاط مفرط أو سلوك عدواني تجاه الآخرين .
وإليك الآلية التي تقودك إلى الوصول بهؤلاء الصغار إلى بر الأمان دون عناء :
1- اشغلي أوقات فراغهم بكل ما يمكن أن يعود عليهم بالفائدة، لأن بقاءهم دون ممارسة أي نشاط فكري أو يدوي سيعطي لاختلاف وجهات النظر بينهم فرصة كبيرة للظهور، ومن هنا ينشأ الشجار بين الأطفال .
2- لابد أن تتمتعي بالحزم ، وأن تكون أوامرك واضحة بالكف عن النزاع فوراً ، دون أن تظهري الخوف من نتائجه ، أو الملل من تكرار إيقافه، لذلك اجعلي نبرة صوتك قوية وحازمة دون أن تصرخي ، لأن ذلك قد يربك الطفل ويعزز قيامه بردات فعل معاكسة لرغبتك في التوقف عن تلك الفوضى، وأثناء قيامك بإصدار تلك الأوامر كوني واثقة أنه ينصت لصوتك ويستوعب أوامرك .
3- كوني هادئة في طرحك، وثقي أن الطفل يتمتع بذكاء عالٍ جداً ، ويعلم تماماً أنه قادر على إثارة الفوضى من جديد ، بل وقادر أيضاً على تقديم نفسه كضحية، وتحديداً حين تكون ردة فعلك تجاه الشجار سريعة وعشوائية وغير منصفة ، لهذا حاولي أن تفهمي تفاصيل الحدث قبل أن تتخذي الموقف المناسب منه .
4- مبدأ الثواب والعقاب ضرورة تربوية لابد أن تجيدي استخدامها في الوقت المناسب ، حتى يعلم الطفل أنه، وعند الخروج عن دائرة اللعب والمرح والهدوء إلى دائرة الفوضى والشجار، سيجد مالا يسره منك ، ولا أنصح أن تستخدمي العنف أو العقاب الجسدي كطريقة للتربية، لأن ذلك لايفعل ما يفعله حرمانه من لعبة أو برنامج أو وجبة طعام أو حلوى يحبها .
5- هذّبي ردود أفعاله تجاه ما لا يحب من سلوك أقرانه، بحيث يمتنع عن اللعب معهم ، مثلاً حين يرى أن ردود أفعالهم قوية، أو أنهم يميلون إلى الشجار أكثر من اللعب .
6- لا تتخلفي عن المراقبة لأنها تسهل عليك السيطرة على الشجار مبكراً قبل أن تتسع دائرته .
7- استخدام دمية جميلة تتصرف بهدوء ولباقة عند حدوث المشاجرات أمر سيخفف عنك العناء كثيراً ، من أجل ذلك حاولي الحصول على دمية قريبة من قلوب الأطفال، واجعليها تتحدث بصوتك الطفولي عن سلوكها حين حاولت دمية أخرى أن تؤذيها أو تستأثر بألعابها .. باختصار: مسرح الحكايات يُعلّم الكثير فاحرصي على أن يكون لأطفالك نصيب منه .
8- لا تعلِّميه الأنانية فربما حدث هذا دون أن تشعري، وللتغلب على ذلك علميه أن يكون كريماً، وامدحي كرمه وعطفه على الأطفال الآخرين، وهذا سيوفر عليك الكثير من الجهد والتعب، فالعطاء غير المشروط يؤطر علاقات الأطفال بالإيثار والتعاون ، وهذا بالضبط ما نريد التوصل إليه .
9- اجعلي خبراتك في متناول أيديهم، وحاولي أن لا تقعي في ذات المطب الذي يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات حين يؤكدون أنهم كانوا يحملون ذات السلوك السيئ عندما كانوا صغاراً ، بل حاولي باستمرار أن تكوني قدوة جيدة لهم، واستعرضي شيئاً من طفولتك أمامهم، وكيف كنتِ ودودة مع الصغار ومهذبة مع الكبار بأسلوبك الجذاب الذي يُثبّت المعلومة ويغرسها في أذهانهم بعمق .
10- ابقي أمورك دائماً تحت السيطرة، وكوني مراقبة جيدة لحركات طفلك وتفاعله مع محيطه، ولا تتدخلي إلا في اللحظة المناسبة، وتذكري أن الطفل بحاجة إلى خوض التجارب السلوكية والاجتماعية، حتى يستطيع أن يُكوِّن شخصيته المتكاملة .
11- الحب يصنع المستحيل .. ولهذا عوّدي طفلك على احتضان الآخرين وتقبيلهم عند اللقاء أو العودة إلى المنزل ، كما يجب أن تعوديه على تقديم الهدية ، كالحلوى والشوكولاتة ، لاكتساب الود بينه وبين سواه من الأطفال .
12- حتى يكون طفلك سوياً يجب أن يكون واثقاً من نفسه، وهذا يتأتى عن طريق تكليفه بالمهام التي تناسب سنه، مع تدعيم سلوكه الإيجابي، والثناء باستمرار على تصرفاته السوية، دون الوصول إلى درجة الغرور ، فالاعتدال مطلوب في كل شيء .
13- حين يتصرف طفلك بهدوء كافئيه بلعبة أو حكاية أو نزهة، حتى يتعلم أنه حين يلتزم بالهدوء ولا يكون سبباً في وقوع الشجار سيحصل على هدية جميلة، بينما سيفقد كل ذلك إذا تعمد إحداث الفوضى والشجار .
14- عودِّيه سماع القرآن الكريم في المنزل دائماُ ، فالقرآن يخفف من حدة التوتر، وسيسوقه إلى استيعاب مبادئ إنسانية كثيرة مع تكرار سماعه والحث على الإنصات له .
15- انسي تماماً موضوع العنف مع الأطفال ، فأنت تعلمين أن العنف يولد العنف ، واعلمي بأنك حين تكونين عنيفة مع طفلك فأنت تقتلين فيه براءته وبهجته وإحساسه بالحياة ، لذا التزمي الهدوء، وتعلمي كيف تحصلين على نتائج سريعة وصحيحة بخطوات بسيطة وهادئة مع الطفل .
16- اصطحاب الأطفال في نزهة خارج المنزل كل أسبوع يشجعهم على التزام السلوك السوي ويخفف من حدة توترهم، ويعزز علاقتك بهم.. فلمَ لا تجربين ذلك ؟ ولن تخسري شيئاً .
17- إذا لم يتم تفريغ طاقة الأطفال في كل شيء مفيد فسيتم تفريغها فيما لا يفيد، إذ أن تلك الطاقة لابد أن تجد لها مخرجاً للظهور على السطح فـ ” الرسم ، الرياضة ، القراءة ، استخدام الصلصال ، اللعب بالدمى ” كل ذلك يمكن أن يفرغ طاقة الطفل ويخفف من حدة سلوكه، فاشركيه في مثل تلك الأنشطة، وأحسني تقييم إنجازاته مهما كانت صغيرة .
المصدر : مجلة الأسرة والتنمية