مقالات وبحوث
العصبية الزائدة لدى الأطفال… هل هي مرض نفسي؟
تختلف وتتعدّد شخصيات الاطفال، فمنهم من يميل إلى الهدوء والعزلة وعدم الاختلاط وتحاشي الصلات الاجتماعية، ومنهم من يتميز بالنشاط والميل إلى مشاركة أقرانه في نشاطاتهم واعمالهم. ولكن اكثر ما يقلق الامهات هو العصبية الزائدة عند الطفل، فكيف يجب التعامل مع هذا الامر؟ اليكِ نصائحنا.
توتر الجهاز العصبي
هناك بعض الاطفال الذين يتميزون بعدم الاستقرار بصورة بارزة، وتظهر عليهم بعض الاعراض العصبية الواضحة في صورة حركة لا شعورية تلقائية غير إرادية مثل قضم الاظافر، رمش العين، هز الكتف من وقت لآخر، مصّ الاصابع او عض الاقلام وغير ذلك من الحركات التي لا تقرّها البيئة الاجتماعية.
هذه الحركات هي في الواقع حركات عصبية لا إرادية، مرجعها التوتر النفسي الشديد الذي يعاني منه الطفل. ذلك التوتر الذي يؤدي إلى توتر في الجهاز العصبي يتخلص منه الطفل بتلك الحركات.
أسباب عصبية الاطفال وأعراضها
يرى بعض العلماء أنّ أهم أسباب عصبية الاطفال وقلقهم النفسي، ترجع إلى الشعور بالعجز والشعور بالعزلة، كنتيجة لحرمانهم من الدفء العاطفي في الاسرة وسيطرة الاباء التسلطية وعدم إشعار الطفل بالتقدير. على سبيل المثال، قسوة الآباء وتفرقتهم بين الاخوة وبين الولد والبنت. كما ترجع عصبية الاطفال إلى تعقيدات البيئة وتناقضاتها، كعدم وفاء الاباء بوعودهم للاطفال وحرمانهم من الحاجات الضرورية.
أمّا أهم أعراض عصبية الاطفال، هي انعدام الاستقرار والحركات العصبية وأحلام اليقظة وسهولة الاستثارة. بالإضافة إلى البكاء، الثورة، الغضب، لأقل الاسباب، والتشنجات العصبية الهستيرية، غير الصرعية، وعض إخوته أو من يتشاجر معهم أو ضربهم.
التعامل مع الطفل العصبي
على الوالدين تكوين بيئة خالية من العصبية والتوتر والقلق الأسري. ولا يجب التدخل في كل شؤون الابناء، بحيث يشعر الطفل بالحرية وبذاته وينشأ استقلالياً معتمداً على نفسه. وذلك إلى جانب تشجيع الطفل على الاختلاط وتنمية شخصيته اجتماعياً، وألا يكون قلق الوالدين النفسي، حاجزاً في تربية الطفل في هذا الامر، ومن ثمّ يصاب بالخوف من الاختلاط الاجتماعي. ومن المهمّ الابتعاد عن أسلوب القسوة والضرب والتحقير.
بالإضافة إلى ضرورة إشباع الحاجات النفسية للابناء، كإشعار الطفل بأنه محبوب، بالأمان والطمأنينة والتقدير، بشرط ألا تصل الى مرحلة التدليل. وإدراك أهمية الهوايات والرياضة البدنية والترويح عن النفس بالتنزه للطفل، واشراكه في النشاط المدرسي والتربية الفنية والرحلات المدرسية. كل هذه الأشياء تساعد على تنمية شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً، وهي ليست مضيعة للوقت كما يظن بعض الآباء.