مقالات وبحوث

فكرة ذكية وفعالة في “معاقبة الأطفال”

هل فكرتم يوما في إستخدام طرق وأفكار متنوعة لعقاب أطفالكم؟، ألم يصبح العقاب في بعض الأسر شئ عادي وطبيعي على الأقل بالنسبة للصغار ولم يعد يؤثر معهم؟، لماذا لا تجدي بعض أنواع العقاب التقليدية في تقويم سلوك أطفالنا؟، كم مرة سمعتم شكاوى من الأمهات والآباء عن عدم إيجادهم حل مع أطفالهم الذين يتصرفون بأسلوب خاطئ؟، إن معاقبة الأطفال تعتبر فن، ولابد من إيجاد طرق فعالة معهم، فأطفالنا ليسوا نسخ متماثلة، وهذه هي طبيعة البشر، لذا على الوالدين البحث دائما في موضوع التربية والإطلاع على أساليبه المختلفة ومن ضمن ذلك أساليب العقاب.

الطرق التقليدية في معاقبة الأطفال وعيوبها:

طفل

عندما نذكر كلمة عقاب أو معاقبة الأطفال أول ما يتبادر لأذهاننا هو الضرب، فهو أسلوب منتشر جدا بين الأسر ولعل من فوائده الكبرى إحداث خلل في نفسية الطفل وثقته بنفسه، وله أيضا آثار جسدية مثل التبول اللاإرادي والتهتهة في الكلام وغيرها، وتوجد أيضا طرق أخرى للعقاب مثل الحرمان والخصام والجلوس في ركن العقاب وغيرها من الطرق المعمول بها في مختلف الأسر وأيضا المدارس والحضانات، لكن مشكلة مثل هذه الطرق أنها لا تنفع مع كل المراحل العمرية، ويوجد عليها بعض التحفظات من علماء ومختصين التربية، أما الطرق الغير أدمية والغير إنسانية للعقاب فلن نتحدث عنها لأن كلنا يعرف إنها أشياء مرفوضة تماما وغير مقبولة لا مع الأطفال ولا مع غيرهم مثل الكي بالنار والربط بالسرير – لا تتعجبوا هذه طرق يتبعها بعض الأباء وتتبعها بعض الأمهات في معاقبة الأطفال – وغيرها من الطرق المؤلمة.

والشكوى المنتشرة من بعض الأسر هي أنهم جربوا كل الطرق المتاحة وغير المتاحة مع بعض أطفالهم ولم تعد أي طريقة تجدي، فالطفل أصبح عنيدا ومتمردا وغير مطيع، حتى إن أسلوب العقاب لم يعد يهمه ويكرر نفس الخطأ حتى بعد العقاب مباشرة، هنا تأتي الفكرة الجديدة والطريقة الذكية للعقاب وهي:”أسلوب إختيار العقوبة”.

“أسلوب إختيار العقوبة”:

بنت

يحدثنا عنه د. جاسم المطوع فيقول: “(أسلوب الإختيار بالعقوبة) يصلح لجميع الأعمار ونتائجه إيجابية وقبل أن نعمل بهذا الأسلوب لابد أن نتأكد إذا كان الطفل جاهلا أم متعمدا عند إرتكاب الخطأ حتى يكون التأديب نافعا، فلو كان جاهلا أو إرتكب خطأ غير متعمد ففي هذه الحالة لا داعي للتأديب والعقوبة وإنما يكفي أن ننبهه على خطئه، أما لو كرر الخطأ أو إرتكب خطأ متعمدا ففي هذه الحالة يمكننا أن نؤدبه بأساليب كثيرة منها الحرمان من الإمتيازات أو الغضب عليه من غير إنتقام أو تشفٍ أو ضرب، كما يمكننا إستخدام (أسلوب الإختيار بالعقوبة) وفكرة هذا الأسلوب أن نطلب منه الجلوس وحده فيفكر في ثلاث عقوبات يقترحها علينا مثل (الحرمان من المصروف أو عدم زيارة صديقه هذا الأسبوع أو أخذ الهاتف منه لمدة يوم) ونحن نختار واحدة منها لينفذها على نفسه وفي حالة إختيار ثلاثة عقوبات لا تناسب الوالدين مثل (يذهب للنوم أو يصمت لمدة ساعة أو يرتب غرفته) ففي هذه الحالة نطلب منه إقتراح ثلاث عقوبات غيرها”.

“علينا أن نفرق بين التأديب والتعذيب فالهدف من التأديب هو تقويم السلوك وهذا يحتاج إلى صبر ومتابعة وحوار وإستمرار في التوجيه أما أن نصرخ في وجهه أو أن نضربه ضربا شديدا فهذا (تعذيب وليس تأديبا)، إننا عندما نعاقب أبناءنا فإننا لا نعاقبهم بمستوى الخطأ الذي إرتكبوه وإنما نزيد عليهم في العقوبة لأنها ممزوجة بالغضب وذلك بسبب كثرة الضغوط علينا فيكون أبناؤنا ضحية توترنا وعصبيتنا من الحياة ولهذا نحن نندم بعد عقابهم على تعجلنا أو عدم ضبط أعصابنا، وأضيف أمرا مهما وهو أنكم عندما تقولوا لإبنكم: (اذهب واجلس لوحدك وفكر بثلاث عقوبات لأختار أنا واحدة منها لأنفذها عليك)، فإن هذا الموقف هو تأديب في حد ذاته لأن فيه حوارا نفسيا بين المخطئ وهو الطفل وذاته وهذا تصرف جيد لتقويم السلوك ومراجعة الخطأ الذي إرتكبه، وهو وقفة تربوية مؤثرة”.

اترك تعليقاً

إغلاق