صحة الأطفال
مشكلات الأطفال النفسية تبدأ داخل الأسرة
كم من الوقت تقضوا مع طفلكم للعب أو الحديث أو حتى القصص؟ كم مرة دعيتم أطفالكم بأحب الأسماء إليهم و أعطيتوهم حضن عميق؟ كم مرة عبرتم فيها عن حبكم لطفلكم؟ كم مرة رأيتم فيها أم أو أب يشتكي من الأبن أو الإبنه في سن المراهقة؟ أعرف أن الإجابات على مثل هذه الأسئلة مؤلمة جدا عند معرفتها فالكثير من الأباء والأمهات يعرفون الإجابة والتى من الممكن أن ينكروها حتى بينهم و بين أنفسهم و هذا حقا مؤلم.
على النقيض : كم مرة وبختم فيها طفلكم؟ كم مرة عاقبتوه؟ كم مرة غضبتم منه ؟ أعتقد أن الإجابات ستكون مؤلمة أكثر و هذا ليس بجيد و لا منطقي أن تكون هذه هي علاقتكم بأطفالك و هذا سيسبب مشكلات كثيرة لدى الطفل و ربما لن تعرفوا تأثيرها إلا عندما يكبروا أطفالكم قليلا و يصبحوا في مرحلة المراهقة , فهيا لنتعرف على جوانب هذه المشكلة و نخوض في غمارها لنصل لحل يقيكم و يجنبكم مشاكل عديدة في المستقبل.
الأسباب:
1- الضغوط و الظروف:
أتعجب من أم أو أب لا يتحاوروا مع طفلهم بل إن كل علاقتهم به أوامر و طلبات و نواهي و احتياجات مادية فقط و لكن هذه العلاقة لا يمكن أن تكون سوية و سليمة بين أفراد الأسرة أو على الأقل بين الوالدين و الأبناء و الكثير سيرجع هذا إلى الظروف و الضغوط و العمل و …. و ……. و ………..
لكن هل لأطفالكم أي ذنب في هذه الضغوط و الظروف و الإرهاق أو حتى المرض؟ بالطبع لا لكن الأبوين لا يجدوا سوى هذا الكائن الضعيف لتفريغ شحنات غضبهم فيه و هذا بالطبع أسوء شئ يمكن أن تقوموا به مع أطفالكم.
3- عدم دراية الوالدين بالطرق التربوية الصحيحة في التعامل مع الأبناء:
وهذه مشكلة كبيرة جدا و تأثيراتها أيضا كبيرة فلابد أن يعرف الوالدين كيف يتعاملوا مع أبناءهم فكما تتعرف الأم على كل ما هو جديد في عالم الطبخ أو الموضة عليها أيضا أن تتعرف و تتطلع كثيرا على أساليب التربية و التعامل مع اطفالها في أعمارهم المختلفة و هذا كان لابد أن يحدث قبل الوقوع في المشكلات و ليس بعد حدوث مشكلة و فجوة بينها و بين أبناءها تبدأ في البحث و السؤال فتعلم الأباء و الأمهات يحل مشكلات كبيرة و لا نلقي باللوم على الأم فقط بل علينا الحديث بإستفاضة عن مفهوم هام جدا وهو:
4- الأب البنك:
وهذا للأسف مفهوم معظم الأباء في مجتمعاتنا فالأب يرى أنه إن وفر الإحتياجات المادية للأسرة فقد أدى كل ما عليه وهذا بالتأكيد خطأ فادح له تأثيراته السلبية على الأسرة في عدة جوانب : فنجد إن الزوجة ستشعر بأنها بمفردها المسئوله عن عملية التربية , و الأبناء سيتعلمون أن كل شئ في العالم يحل بالماديات و سيقدسون المال أكثر مما يجب و ربما تعلموا أيضا معاملة أسرتهم في المستقبل بنفس الطريقة و تكرار الكثير من المشكلات التربوية و النفسية و بعد فترة نجد نفس الأب يسأل عن طبيب نفسي لطفله لانه عدواني أو كذاب أو يسرق أو … أو …… أو …… فالغريب أنه مازال يتعامل بنفس طريقته و يقول ” لا أعرف السبب فيما يحدث فقد وفرت لهم كل ما يحتاجونه؟” و ينسى أو يتناسى أنه كأب و ليس كبنك له دور كبيييييييييير في تربية الأبناء.
وبالطبع لا أقصد هنا إلقاء اللوم على الأب الكادح الذي يعمل بالليل و النهار كي يوفر لأسرته حياة كريمة لكن أود الإشارة لأهمية وجود الأب كأب في العملية التربوية و ننصح هذا الأب الكادح أيضا بتوفير بعض الوقت يقضيه مع أطفاله لأن هذا مهم جدا لإنشاء أطفال أسوياء و ليس بعد كل هذا التعب و الجهد يحصل على أطفال غير أسوياء بل عليه أن يحاول الموازنة بين العمل و الأطفال.
الحلول:
من الصعب إيجاد حلول سحرية لهذا ولكن كما حاولنا تلخيص الأسباب سنحاول تلخيص بعض الحلول و التي تبدأ من معرفة الأبوين بالأسباب الحقيقية للمشكلة و أن يحاول كل فرد البدأ بنفسه لحل المشكلة حل حقيقي و ليس لتسكين الألم دون معالجة السبب:
- إدراك الأبوين أن الضغوط و الظروف الصعبة التي ربما يمرون بها ليس للأطفال أي سبب فيها و عليهم إيجاد أساليب أخرى لتفريغ شحنات الغضب بعيدا عن الأطفال , ويمكن أيضا مصارحة الأطفال ببعض مشاعر الحزن و الغضب لدى الوالدين فمثلا لو يشعر الأب ببعض الضغط في العمل يمكنه أن يرفض اللعب مع الطفل بهدوء و يخبره أنه اليوم لديه مشكلة بالعمل و أنه مضغوط و يشعر بالتعب و لا يمكنه اللعب الآن و هذا جيد جدا لكليهما فالاب شرح للطفل سبب توتره و غضبه جتى لا يعتقد الطفل أنه سبب هذا التوتر و كذلك تعلم الطفل أن كل إنسان معرض لضغط و غضب و حزن و كل شخص له أسبابه فيما يشعر به و ربما أيضا يجد الأب بعض الراحة و التسلية عندما يصارح طفله بسبب ضيقه.
- معرفة طريقة التعامل السليمة مع المشكلات بين الأب و الأم فنحن لسنا في الجنة و وجود مشكلات و خلافات بيننا ليس أمر غريب بل وارد و على الزوجين حتى قبل إنجاب أطفال الإتفاق على نظام يتعاملوا به أثناء المشكلات و الخلافات و على كل واحد منهم الإلتزام بالهدوء و احترام الآخر و عدم إشراك الأطفال في أي خلاف بينهم , و تقبلهم لأي اختلاف بينهم في وجهات النظر و هذا سيقلل بعض من التوتر أثناء المشكلات بين الزوجين و من شأنه تقليل التأثير على الأطفال و ننصح بسرعة حل أي خلاف حتى لا يتفاقم و يزداد.
- التحلي بالصبر: وهذا حل جميل جدا فلو إلتزم كل مربي بالتحلي بالصبر لانتهت مشكلات كثيرة قبل أن تبدأ فعلى الوالدين أن يحاولوا التحلي بالصبر على أطفالهم لتجنب بعض المشكلات التي سببها عدم الصبر و التسرع.
- تخصيص بعض الوقت مع كل طفل بمفرده و هذا يوطد العلاقة بين الوالدين و كل طفل على حدى و هذا الوقت سيحدث فارق كبير جدا في سلوك الأطفال ويمكن جعل الطفل هو القائد في هذا الوقت لكما معا و دعوه يحدد كيفية قضاء هذا الوقت هل في التحدث أم اللعب أم القصة و هذه المدة حتى لو قصيرة لها مفعول جيد جدا في المستقبل على العلاقة بينكم و بين الطفل.
- اشتراك الأبوين معا في عملية التربية: ولا يلقي كلا منهم العبء التربوي على الأخر فالاب و الأم كلاهما شريك هام في عملية تربية الأبناء و وجدهما معا و اتفاقهما على الأسلوب التربوي المتبع في تربية الطفل سيجنب اللأسرة الكثير من المشكلات التربوية مستقبلا.
فقبل الذهاب بالطفل للطبيب النفسي أو خبير التخاطب أو المعاناة من سوء خلق الطفل و تصرفاته الغير مبررة عليكم النظر داخل الأسرة نفسها و ستجدوا الأسباب و الأجابات التي تبحثون عنها و على كل أسرة محاولة معرفة أسباب المشكلة و سرعة معالجتها قبل فوات الآوان فالإعتراف بالمشكلة أول خطوة في طريق الحل. ألا توافقوني الرأي؟
2- بعض المشكلات بين الأب والأم:
بالتأكيد أي توتر في العلاقة بين الزوجين سيكون له أثاره السلبية على الاطفال سواء في المعاملة أو الكلام او بأي طريقة و نحن هنا لا نتحدث عن المشكلات التى تعرض أمام الأطفال لا لأن هذا لا يجب أن يحدث بأي حال من الأحوال لكن نقصد أن الزوج و الزوجة يتأثرون بأي توتر بينهما و يظهر هذا على علاقتهم بأبناءهم .