صحة الأطفال
أسباب الحساسية عند الأطفال
تُشكّل حساسية الأطفال أو كما تُسمى علمياً أكزيما الأطفال أحد أكثر المشكلات شيوعاً بين فئة الأطفال منذ الولادة وحتى مراحل متقدّمة من حياتهم الأولى، وتعاني الأمهات بشكل خاصّ من هذه المشكلة مع أطفالهن، حيث يرافقها العديد من الأعراض المزعجة للطفل، وتتمثّل هذه المشكلة في كونها التهاب مزمن يُصيب الجلد، ويتسبّب في شعور بالحكّة الشديدة المزعجة، والذي يرافقه قشور وتجمّع للسوائل وطفح جلدي، وتتحوّل في الحالات المستعصية إلى طبقة سميكة من الجلد. الأسباب تعود حساسية الأطفال إلى أسباب وراثية بالدرجة الأولى، ويطلق علمياً على هذا السبب اسم التهاب الجلد التأتبي أو atopic dermatitis. وجود الطفل في بيئة ذات طابع جافّ جداً يزيد من احتماليه الإصابة بهذه المشكلة، بحيث يحول ذلك دون احتفاظ جسمه بكمّية مناسبة من الماء، ممّا يتسبّب في جفافه بشكل حادّ، ويزيد من تبخّر الماء منه خلال وقت قياسيّ. درجة الحرارة العالية في المحيط الذي يعيش فيه الطفل. وضع الطفل في مياه شديدة الحرارة وبشكل متكرّر. الأجواء المتطرفية الباردة جداً، كالثلج. ارتداء الطفل ملابس كثيرة. اقتراب الطفل من بعض الحيوانات أو الصوف والشعر الخاصّ بها. حساسية من أنواع معيّنة من الطعام. وجود الطفل في محيط مليء بالمدخنين. الأعراض تعتبر الحكّة الشديدة إحدى أبرز الأعراض التي تدلّ على الإصابة بحساسية الأطفال، علماً أنّ ذلك يعد السبّب الأهم للتشخيص، ويجب أن تكون مدّة الحكة طويلة. الاحمرار الشديد، وظهور الطفح الجلديّ. ظهور قشور وإفرازات من الجلد، في الحالات المستعصية. يُصيب الأطفال الرضع في كافة أنحاء الجسم، بما في ذلك الوجه والرأس. كلّما تقدم الطفل في السن قلّت حدّة المشكلة لديه. يزيد ظهور هذه الأعراض في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل، بحيث تصل نسبة الإصابة بهذه الحالة المرضية في سنّ الستة أشهر إلى خمسين بالمئة، وفي السنة الأولى إلى ثمانين بالمئة، أمّا في السنة الخامسة فتصل إلى تسعين بالمئة، ويجدر الإشارة إلى أنّه كلّما ظهرت هذه المشكلة للطفل مبكراً زادت احتمالية استمرارها معه حتى سن أكبر. في النهاية يجب الوقوف السليم على الأسباب التي أدّت إلى إصابة الطفل بالحساسية، وتحديد العلاج الأنسب لحالته حسب هذه الأسباب، للحيلولة دون تفاقم المشكلة مستقبلاً، واستمرارها معه حتى فترة المراهقة أو حتى الذهاب إلى المدرسة، لما في ذلك من إحراج كبير وتأثير سلبي على صحته النفسية وثقته بنفسه، علماً أن التوتر، والقلق، والاضطرابات النفسيّة المرافقة لعدم تقبّل محيط المريض له تزيد من حدّة المشكلة.