السعادة الزوجية

كيف تكون زوجا سعيداً

الحياة الأسرية مليئة بالأسرار التي يجب أن تبقى أسرارا في حياتنا، فلا يجوز لأي شخص مهما كان الخوض في العلاقات التي تحدث خلف الأسوار المغلقة، وفي حقيقة الأمر، فإنّ الله قد جعل الحياة الزوجية خالية من أي تعقيدات أو مشكلات، حتى يتسنى للعائلة الوصول إلى أقصى اللحظات الجميلة التي تريدها بعيداً عن تطفل البشر التي قد تسبب المشكلات في كثير من الأوقات.
وحديثنا اليوم سيدور عن أبرز الطرق التي من شأنها أن تعزز قدرة الرجل في البقاء سعيداً في ظل كنف الزوجة والأبناء، وفي حقيقة الأمر، فإنّه ليس بالأمر الصعب، خاصة إن خاض الرجل هذا التحدي، وحاول أن يثبت لمعشر الرجال أن الكلمات الدافعة التي تنبعث من الرجل لا يمكن أن تكون دليلاً على الضعف، فكم من كلمات خرجت من أفواه رجال لتجعلهم أكثر الرجال نبلا وأخلاقا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان حنونا في بيته وبين زوجاته، وكان لين الجانب، ويحب أن يخفف عن زوجاته أي ألم أو ضعف يصيبهن، حتى أصبح النبي من أعظم الرجال الذي يذكرهم التاريخ. ومن أهم الطرق التي قد تفيد الرجل ليكون سعيداً في حياته ما يلي: قدم الهدايا لزوجتك فالهدايا التي تقدمها لزوجتك مهما بلغت من البساطة إلا أنها تعني لها الكثير، فالمرأة بصفة عامة تهوى الهدايا، والكلمات الجميلة التي ترفق مع كل هدية، فقلبها الرقيق يحاول أن يتقبل فكرة كون الرجل يفكر بها، وهذا ما يجعل الرجل من أكثر الناس سعادة، حيث إنّ المرأة تعطيه كل حبها وحنانها، ليجد نفسه محاطاً بالكم الهائل من الحب والراحة. قل لها قولاً جميلاً والمعروف أنّ المرأة تحب أن يقول لها الرجل قولاً جميلاً، فتجد قلبها قد مال على جانبه، وبدأ يرفرف في كل الاتجاهات، ولكن السؤال هنا يطرح نفسه في كيفية أن تكون الزوجة قادرة على إسعاد زوجها، فإسعاد الزوجة لزوجها يتطلب منه الخطوات الأولى، وهي خطوات الرعاية والاهتمام، فما أن تشعر المرأة باهتمام زوجها، حتى تغطيه بحبها وحنانها. تعامل معها برفق وحب فالمرأة التي تحب الرجل تكره أن ترى منه أمراً قد يعكر حياتها، فالمرأة إن كرهت فإنها تكره من أعماق قلبها، وهذا أمر لا نريد الوصول إليه بأي حال من الأحوال، ولو نظرت إلى الحياة بشكل عام لوجدت أن الزوجة هي سبيل سعادتك في كثير من الأوقات، وعليه، لا بد أن تتعامل معها من هذا المنطلق، أو تكافئها بلينك وحبك ورفق تعاملك. استقبل يومك مع زوجتك بابتسامة فأجمل اللحظات التي تجعل الرجل سعيداً أن يستيقظ كل صباح ليجد حب حياته ماثلة أمامه في نوم عميق، فما أجمل أن تقابل زوجتك الجميلة التي تنام بجوارك بابتسامة جميلة تيقظها بها، وحاول أن تكون على قدر كبير من السعادة عندما تنظر إليها، وتأكّد أن قلب المرأة من ألطف القلوب التي تستطيع أن تسيطر عليها بابتسامة أو حضن أو أي أمر آخر، وعليه، فإنّ سبيل السعادة الحقيقية يكمن في كونك قادراً على التأمل في حياتك، والتعامل معها بإيجابية وروح معنوية عالية، وعندما تكون حزينا أو بك أذى فلا تؤذي مشاعر من حولك، وحاول أن تترك حياتك تسير وفق ما هو مخطط لها. لا تحمّل عائلتك فوق طاقتها فالكبت والظلم قد يولّد الضجر والموت السريري، وعليه، فلا تحمل أحد من أفراد أسرتك بما لا طاقة له به، وحاول أن تتفادى فرض العقاب على الأطفال داخل الأسرة، وكن أنت الرجل المخلص لأسرتك، والذي يفديهم بروحه، ويحاول تحمل المشاق والمتاعب في سبيل أن تكون أسرته خالية من أي تعقيدات، وتأكّد أنّ أسرتك قد تعيش حالة من التعاسة إن رأتك تعيساً أو غير مبتهج، وهذا ما لا نريده على الإطلاق. كن متفائلاً تجاه المستقبل فما أجمل التفاؤل عندما ينبعث من رب الأسرة، فيكون بمقدوره أن يقدم للعائلة مصدراً ملهما من مصادر الأمل، فحاول أن تتجنب الوصول إلى أي اشكالية بهذا الخصوص، وكن على إيجابية بشكل دائم، وتعامل مع الحياة على أنها زائلة في يوم من الأيام، ولا بدّ من الاستمتاع بها في كل لحظة من لحظاتها، ولا تيأس عند الوقوع في المشكلات، فلا بدّ من وجود زوجة حنون تقف بجانبك، وتمدّ لك يد المساعدة في كل أمر قد تقع عليه، وتعامل مع من تحب على أنك الأمل المخلص له، ووفر لهم سبل الحياة الكريمة التي يجب أن يتنعموا بها في ظل وجودك معهم. قدّم العون لمن يحتاج إليه في العائلة لتكن زوجاً سعيداً قادراً على إبهاج من حولك، فحاول أن تصل بأفراد أسرتك إلى الراحة والأمان، ووفّر لهم كل سبل الراحة، وحاول أن تكون بجانبهم على الدوام، وتقدّم لهم العون في الحاجات التي قد يحتاجونها في يوم ما، ولا تبخل على أحدهم بالمساعدة مهما بلغ الأمر حد السهولة، ولا تنظر لأحدهم بسخافة حتى لا تجرح مشاعره. فاجئ عائلتك بالخروج للعشاء مثلاً فالمفاجآت التي يصنعها الرجل قد تجعل منه أكثر سعادة من أي شخص آخر في المنزل؛ لأنه وجد نفسه قادراً على إبهاج أسرة بأكملها، ولو عليه لكرّر هذا الأمر كل يوم، ولكن الظروف المحيطة به قد تجعله غير قادر على ذلك في كل الأوقات. سيطر على نفسك عند الغضب لا تتبع أساليب العقاب الشديدة أو الضرب العنيف، فهي تؤثر فيك أكثر من غيرك، وحاول أن تتفاهم مع أفراد أسرتك بما يحقق لك الراحة والانسجام، واجعل زوجتك الرجل الثاني في بيتك، ولتكن كلمتها مسموعة، وحاول أن تستمع منها في حال وقعت في الخطأ، ولا تعاقبها لمجرد أنك تريد العقاب فحسب، وانتظر حتى تكون بمفردك معها حتى لا تقلل من شأنها أمام الأبناء. كن رجلاً لأهل بيتك لا يكون الرجل رجلاً بحق إلّا عندما يحمي عائلته يكون عوناً لهم، ويكون بالنسبة لهم شخصا كبيراً وعظيماً في نظرهم، ولا يمكن أن ننسى أنّ الأب قد يعرض حياته للخطر في سبيل أن يكون كل فرد في أسرته بصحة جيدة، ويتمتع بالحياة الكاملة التي لا عيوب فيها، وهنا تكمن سعادة الرجل في قدرته على تحقيق الأمن والأمان والراحة للأسرة التي تحمل اسمه. وفّق بين عملك وأسرتك استمر في جعل أسرتك أهم جزء في حياتك، وحاول ألّا تترك أي مجال لأي شك قد يزعزع من علاقتك بأسرتك، فهم الملاذ الآمن لك، ولجميع من في العائلة، وحاول أن تحظى بالوقت الكافي الذي تبقى فيه معهم، فهم بحاجة إليك على الدوام، ولا تدع عملك يأخذك منهم، فهم يشعرون بوحدة شديدة في ظل غياب الأب، حتى لو كانت الأم موجودة وبصحتها بأي حال من الأحوال، وضرورة هذا الأمر ملحة جدا، وتتطلب من التعامل مع الأب كونه الرجل الذي يتعب ويشقى، والذي من حقه أن يكون في نظرنا المثل الأعلى الذي نحتذى به، وفي ذلك أمر واحد يتطلب من الأب أن يصبر على عائلته في حال كان هناك نوعاً من الشغب، أو الأصوات العالية التي يصدرونها فور وصوله، فما هي إلّا ترحيبات به من أوسع الأبواب.

اترك تعليقاً

إغلاق