الأمصحة الاسرة

كيف نربي أطفالنا تربية سليمة

تُعدّ التربيّة من أهمّ الأمور التي يجب التركيز عليها لما يترتّب عليها من إعداد الأجيال التي هي صانعة الحضارات وبانية الدول، والتربية هي عِلم واسع يهتمّ بالطريقة التي تكون عليها تربية الأبناء وكيفية التعامل معهم وفق الفئات العُمرية التي يعيشونها، وكذلك يهتمّ بدراسة الحالة النفسية للاطفال وتقييم سلوكهم الانفعالي وتقديم النمط المناسب للتربية الصحيحة التي تُعالج الخلل إن وُجد وتُعزز الإيجابيّات وتُحاول إظهارها. كيف نربي أطفالنا تربية سليمة لتقديم التربية المناسبة والسليمة للأبناء يجب اتبّاع بعض الخُطوات التي نُجملها تالياً: تقع مسؤولية التربية في الدرجة الأولى على الوالدين، بالإضافة لوجود أطراف أخرى تتحكّم في سير العملية التربوية كوسائل الإعلام والمدارس والمعاهد والأصدقاء والأقارب، فإذا أراد الوالدان أن يُقدّما التربية الأمثل للأبناء عليهِما أن يُعزّزا التربية البيتيّة بحيث تكون الأقوى بين كلّ وسائل التربية الأخرى خُصوصاً وأنّ بعض هذهِ الوسائل الدخيلة لا تخلو من اللوثات التربوية التي تؤثّر سلباً على شخصية الطفل وسلوكه لاحقاً. تقديم التربية للأطفال ابتداءً من سنّ مبكرة وعدم الاتكّال على أنَّ الطفل في سنّ لا ينفع معها التربية بل على العكس تماماً كُلّما كانت البداية مُبكّرة كانت النتائج محمودةً، وكانت التربية على أسس صلبة وراسخة. يجب أن تكون التربية مسبوقةً بفهم الوالدين للطبيعة النفسية للطفل؛ فهُناك من الأطفال من يُعانون من أمراض الخوف والهلع أو التوحّد، أو ربّما يتميزون بشخصيّات عدائية وصِفات تنمّ عن العناد والتحدّي وحُبّ التخريب وما إلى ذلك من الصفات السلبيّة، فمن خلال فهم هذهِ الحالات النفسيّة أو ربّما الأمراض لا قدّر الله تكون التربية وفقاً لما ينصح به المتخصّصون للتعامل مع هذه الحالات علميّاً. التربية السليمة هي التي يكون فيها الطفل ذو رأيٍ ومشورة بين الوالدين؛ بحيث تكون العمليّة تشاركيّة وليست تلقينية فقط، وذلك من خلال عقد حوارات بين الوالدين وبين الأطفال، والسماع منهم حول الاقتراحات التي تخصّ حياتهم وسرد القصص التي تُعززّ فيهِم القيم النبيلة كالصدق والأمانة، وتقديم العون للآخرين، وكذلك تنفيرهم من العادات القبيحة والسلوكيّات السيئة بأسلوب مُحبّب، وبقالب لطيف يتقبّله الأطفال. الابتعاد عن الضرب واستخدام العُنف في تربية الأطفال؛ فالضرب كوسيلة للتربية يُعدّ من أفشل الوسائل التي من الممكن أن تستخدمها مع طفلك، لأنّك بذلك تُعزّز لديه السلوكيات العدائية، وتجعل منهُ طفلاً مُعانداً لك وربّما تجذّرت فيه صفات التمرّد على الوالدين والمُجتمع، وأصبح خارجاً عن القانون حين يبلغ؛ فتكون بذلك قد جعلت منهُ شخصاً آخر بخلاف ما كُنت تتمنّى له.

اترك تعليقاً

إغلاق