اللحوم المشوية من المأكولات المفضلة خلال شهر رمضان.
فالشوي مقاربة صحية تبعد الصائمين عن الأطعمة المقلية، كما أن «جلسة الشواء» بحد ذاتها متعة خلال شهر رمضان.
الرجال بشكل خاص يجدون متعة في عملية الشواء سواء خلال مرحلة التحضير أو وضعها على النار ومراقبتها وهي تنضج، ثم الاستمتاع بنكهتها اللذيذة. ولكننا منذ سنوات نسمع تحذيرات عديدة حول مخاطر اللحوم المشوية وحول كونها تسبب السرطان. بطبيعة الحال بعض المعلومات الشائعة مبالغ بها، ولكن ذلك لا يعني أن التحذيرات غير صحيحة؛ لذلك في موضوعنا هذا سنتحدث عن كل المخاطر التي ترتبط باللحوم المشوية، وبما عليكم القيام به وما عليكم تجنبه.
أولاً: اختيار اللحوم
من ناحية النكهة اللحوم التي تتضمن الدهون ألذ، ولكن من الناحية الصحية هي أسوأ خيار ممكن. جسم الصائم بعد يوم طويل من الصيام لا يحتاج لكمية الدهون التي سيتناولها ولو كانت مشوية. الأمر لا يؤثر سلبًا فقط في صحة القلب والشرايين فحسب، بل يؤثر سلبًا في الجهاز الهضمي. وبالإضافة الى المخاطر الصحية المباشرة فإن الدهون تلعب دورًا في مخاطر أخرى سنقوم بذكرها لاحقًا؛ لذلك عند اختيار اللحوم يفضل اختيار تلك الخالية من الدهون والدسم.
ثانيًا: نقع اللحوم
يفضل نقع اللحوم؛ لأن الصلصة تشكل حاجزًا بين اللحوم وبين المواد المسببة للسرطان. وفق المعهد الأميركي لبحوث السرطان؛ فإن نقع اللحوم ثلاثين دقيقة على الأقل يمكنه أن يقلص نسبة تكون الأمينات غير المتجانسة التي تصنف بوصفها مواد مسببة للسرطان، والتي ترتفع نسبتها في اللحوم عند تعريضها لدرجات حرارة مرتفعة. لكن ما يجب الانتباه إليه هنا هو الخلطة التي يتم تحضيرها لنقع اللحوم؛ فيجب أن تكون محضرة منزليًّا، وليس الجاهزة لكونها تحتوي على نسب عالية من السكر والمواد الحافظة.
ثالثًا: مدة الشوي
يجب ألا تترك اللحوم وقتًا طويلاً على الفحم أو على الشوايات الكهربائية وغيرها؛ فكلما زادت مدة الطهي أدى ذلك إلى تكوين المواد المسببة للسرطان. السمك بشكل عام لا يحتاج إلى وقت طويل لينضج، لكن الدجاج واللحوم قد تحتاج إلى وقت أطول. ولكن بشكل عام سواء كانت اللحوم هي الدجاج أو اللحوم الحمراء أو السمك فلا يجوز تركها على الشوايات وقتًا طويلاً.
رابعًا: آلية الشوي
لا تضع اللحوم فوق الفحم مباشرة تحت أي ظرف من الظروف، كما يفضل أن يتم وضع الجمر إلى جانب اللحوم وليس تحتها. الفحم يحتوي على هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات، وهي من المواد المسرطنة. كما يجب تجنب سقوط قطرات دهون اللحم أو دسمه على الجمر، وهذا يعيدنا إلى النقطة الأولى؛ فحين تتساقط هذه القطرات على الفحم فإن ذلك سيؤدي إلى تصاعد المزيد من الدخان إلى اللحم، وبالتالي الأمينات العطرية التي تحدثنا عنها، ما يسرع في تكون الأمينات غير المتجانسة داخل اللحوم نفسها.
الحل هنا، في حال كان لا بد من استخدام الفحم، قد يكون بفصل اللحم عن الجمر بورق الألمنيوم، ولكن يجب الحرص على عدم احتراقها؛ لأنك حينها تضاعف المشكلة ولا تقوم بحلها
خامسًا: لا تأكل اللحوم المتفحمة
في حال كنت تحب اللحوم واحترقت أطرافها فعليك رميها؛ فتناول اللحوم المتفحمة ترفع نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس بنسة ٦٦٪، والسبب هو أن الطهي على حرارة مرتفعة يزيد من نسبة الأمينات غير المتجانسة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي يمكنها أن تحدث تغيرات في الحمض النووي الخاص بنا ورفع نسبة الإصابة بالسرطان.
سادسً: تجنب اللحوم المعالجة
الهوت دوغ والسجق والنقانق لذيذة، ولكنها أسرع طريق للإصابة بالسرطان. الهوت دوغ يحتوي على مواد حافظة بالإضافة الى الكثير من المواد الأخرى المضرة بالصحة، الضرر هذا يتصاغف عند تعريض اللحوم لدرجة حرارة مرتفعة؛ لذلك التزام باللحوم الطازجة وابتعد كليًّا عن المعالجة التي خلال الشواء يمكنها أن تتسبب في تكون مادة النيتروزاماين المسببة للسرطان.
سابعًا: أي نوع من الشوايات؟
الكهربائية والغازية أفضل بأشواط من الشواء على الفحم؛ فهي تنتج دخانً أقل، وبالتالي تتخلص كليًّا من المخاطر المرتبطة بالفحم ومواده المسرطنة. لكن حتى لو تم الاعتماد على الشوايات الكهربائية فيجب الحرص أيضًا على عدم تسرب الدهون والدسم إلى لفائف التسخين المعدنية؛ لأن ذلك سيؤدي إلى إنتاج الدخان.
ثامنًا: تنظيف الشواية
تنظيف الشواية بعد كل عملية شواء أمر ضروري؛ وذلك للتخلص من كل البقايا العالقة. تركها يجعل تلك البقايا مسرطنة لكونها تحترق مرة تلو الأخرى، وبالتالي تلوث اللحوم. في حال كنت تستخدم الفحم يجب التخلص من الرماد الإضافي في كل مرة. في حال كان بالامكان التخلص من الفحم ورماده واستبدال أخرى جديدة بها فذلك أفضل. بشكل عام إن كان لا بد من الشواء على الفحم فالأفضل أن يكون ذلك مرة واحدة أو مرتين في الشهر.