مقالات وبحوث

5 علامات مبكرة تشير إنك في علاقة مؤذية

أصبح العنف المنزلي أو الأسري ظاهرة عالمية لا يمكن تجاهلها- خاصة تجاه النساء والأطفال- حتى أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية  أشارت إلى أن نحو 30٪ من النساء حول أنحاء العالم يتعرضن في حياتهن للعنف على يد شركائهن الحميمين أو للعنف الجنسي على يد غير الشركاء.
على نطاق أقرب، تشير إحصاءات المجلس القومي للمرأة إلى أن نحو 36% من السيدات المصريات ممن سبق لهن الزواج أكدن أنهن تعرضن للعنف الأسري، كما أكد عدد من المتخصصين في شؤون المرأة والطفل في تقرير نشرته صحيفة الرياض  أن مؤشر العنف ضد المرأة في الممكلة العربية السعودية إرتفع بنسبة تصل إلى 87.6%، فيما بلغت نسبة العنف ضد الطفل 45%. كذلك أشارت إحصاءات نيابة الأسرة في أبوظبي إلى زيادة نسبة قضايا العنف الأسري بنسبة تصل إلى نحو 24% فى الاردن
، كشفت دراسة مختصة أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة أن العنف الجسدي هو أكثر أنواع العنف الأسري ممارسة وبلغت نسبته 86%. كما تشير الإحصائيات الرسمية في المغرب إلى أن حوالي 2 مليون امرأة تتعرض للعنف الأسري سنوياً.

هل تعتقدين أن معظم أو بعض هؤلاء النساء هن شريكات في المسئولية عن العنف الذي يتعرضن له، بسوء اختيارهن لشركاء حياتهن؟

من الصعب الإجابة بنعم أو لا على هذا السؤال، فكثير من الأشخاص لا يمكن التنبؤ بأنهم يمكن أن يحلقوا بكِ الأذي في المستقبل، لأن المؤشرات على ذلك لا تكون واضحة في كثير من الأحيان، بل أنها غالباَ ما تتلون بصبغة الحب، للأسف.
بوجه عام، هناك بعض العلامات المبكرة التي تشير إلى أن الشخص الذي ترتبطين به قد يكون شريك حياة مؤذ وقد يدمر حياتك فيما بعد، ربما يساعد التعرف عليها على الانتباه إليها متى وجدت، وتفادي المشكلات التي قد تترتب عليها لاحقاً، أهمها:

1- الغيرة القاتلة!:

الغيرة هي تابل الحب! قد يكون هذا حقيقي، ولكن غيرة الشخص المستغل غالباً ما يكون دافعها “حب التملك” وليس الحب. لذا تجدينه يغار من كل شيء. ونعم أقصد كل “شيء”! فبالإضافة إلى غيرته من الجميع، بما في ذلك أفراد أسرتك ووالديك، هو يغار من أي “شيء” تفعلينه أو تهتمين به غيره.
في بعض الأحيان، نجد بعض الأحباء يرددون عبارة “أغار عليك من كل شيء” أو “بغير عليكي حتى من هدومك!” على سبيل التعبير عن شدة الحب والاهتمام، ولكن ما يفرق الشريك المؤذ عن غيره، هو أنه سيسعى بجدية وبكافة السبل لإبعاد اهتمامك عن كل شيء سواه، حتى لو كانت أمور إيجابية أو أنشطة مفيدة أو عمل ناجح أو ارتباطات اجتماعية أو صلة رحم. إنتبهي لذلك، ولا تدعي سعادتك بغيرته العمياء تعمي عينيك أنت أيضاً.

2- الرغبة في السيطرة المطلقة:

على حياتك وتصرفاتك، والأهم من ذلك إرادتك الشخصية. هذا الشخص سوف يضعك غالباً في اختبار أو أكثر للتأكد من استعدادك للخنوع. مثلاً، سوف يطلب منك طلباَ اجتماعياً غير مبرراً، ولكن قطع صلتك ببعض الأشخاص أو الأصدقاء القدامى الذين لم يسيئوا إليك أو إليه يوماَ دون إبداء أسباب منطقية، فقط يخبرك أن هذه رغبته أو أنه لا يحبهم وأن عليك الامتثال لرغبته وطاعته دون نقاش، ربما لأنه يعرف أكثر أو لأنك ستكونين زوجته ومن حقه اختيار كل ما يخصك.
هنا ربما ترضخين بدافع الحب، ولكن إنتبهي.. فالشخص السوي قوي الشخصية يستطيع بدلاً من ذلك إقناعك بأسبابه إن وجدت، أو لن يتدخل في علاقاتك الاجتماعية دون داعي ما دام واثقاً من نفسه ومن كونك راشدة يمكنك الحكم جيداً على الأمور.

3- العصبية الشديدة والعنف:

يفقد الجميع أعصابه في بعض الأحيان ويخرج عن طوره الطبيعي أمام ضغوط الحياة اليومية أو بعض المواقف الاستفزازية، ولكن ما يميز الشخص السوي عن المرشح لممارسة العنف لاحقاً هو كيفية التعبير عن الغضب.
إذا لاحظتِ أن شريكك يبالغ دوماً في تعبيره عن غضبه ليشمل ذلك العنف البدني أو تكسير الأغراض بشكل لا يتناسب مع الموقف، انتبهي فربما يكون ذلك ناقوساً للخطر، إذ يعني ذلك أنه لا يستطيع ضبط نفسه وقت الغضب وهو ما قد يمتد لإيذائك لاحقاً، حينما تكونين أنتِ محور الغضب

4- الشعور الشديد بالاستحقاق والتميز عن الآخرين:

فالشخص المؤذ غالباً ما يرى دوماً أنه يستحق معاملة أفضل بوجه عام وأفضل من أي شخص في المطلق، ويعطي لنفسه كافة الحقوق في سبيل ذلك. فتجدينه دوماً:

 

– يشكو من كونه لا يحصل على ما يستحقه.
– يتجاوز القواعد لأنه يعتقد إما إنها وضعت للأغبياء، أو لأنه فوق كل شيء و”إن القواعد والقوانين دي مش عليه”، دون مبرر، أو وجهة نظر منطقية.
– ينتقد الجميع، حتى أقرب الناس إليه ولا يرضى عن أي شخص.
– يتحدث عن نفسه باستمرار ودون توقف.
هذه التصرفات غالباً ما تنم عن غرور شديد ومرضي، قد يؤدي إلى عنف في حال انتقدته لاحقاً أو انكشفت عيوبه ونقاط ضعفه أمامك لاحقاً، إنتبهي.

 

5- يدفعك للتسرع في الارتباط به:

أو لإتمام الزواج سريعاً دون أن تكوني مستعدة أو متأكدة من قرارك ولا يترك لكِ المساحة للتفكير. يبدأ في محاصرتك بتواجده فعلياً معك أو عن طريق الهاتف أو غيره، ويغدق عليكِ الهدايا واللفتات الرومانسية بشكل مبالغ فيه، ثم يفتر اهتمامه بك بشكل ملحوظ كلما خطوتما خطوة في طريق ارتباطكما.
يحدث ذلك بسبب رغبته في “إمتلاكك”، وكلما تخطى مرحلة في ارتباطكما وأصبحتما أكثر قرباً، يعني ذلك له إنه امتلك جزءاً أو نجح في السيطرة جزئياً ولا داعي لبذل نفس الجهد.
جانباً آخر وراء ذلك هو رغبته في الاستحواذ عليكِ قبل ملاحظة عيوبه التي قد تجعلك ترفضينه. انتبهي.

أخيراً، العلاقة المؤذية ليست تجربة أليمة فحسب، ولكنها قد تكلفك حياتك وحياة أولادك، فانتبهي جيداً لهذه العلامات.

المصادر: سايكولوجي توداي، منظمة الصحة العالمية، northwestern.edu، womenaresafe.org، abuseandrelationships.org

اترك تعليقاً

إغلاق