صحة الرجل

هزاع بن زايد يشهد محاضرة لخبيرة عالمية حول التربية الأخلاقية

شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي محاضرة بعنوان “لماذا أصبح تدريس التربية الأخلاقية ضرورياً اليوم أكثر من أي وقت مضى ؟” قدمتها الدكتورة ميشيل بوربا الخبيرة التربوية العالمية.

حضر المحاضرة – التي عقدت بمجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البطين مساء اليوم – سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.

واشادت الدكتورة ميشيل بوربا الخبيرة التربوية العالمية بمبادرة دولة الإمارات بتطبيق منهاج التربية الأخلاقية في المدارس مؤكدة أن تربية الأطفال على الفضيلة والأخلاق الحميدة منذ الصغر يسهم في تنشئة جيل من الشباب يستطيع أن يؤدي دوره بشكل مثالي في المجتمع ويسهم في خلق عالم أفضل.

وأشارت إلى ان هناك ثلاثة مكونات تتألف منها التربية الأخلاقية الفعالة وهي “المعرفة الأخلاقية” و”الشعور الأخلاقي” و”العمل الأخلاقي” مؤكدة أن التركيز على هذه المكونات كفيل بتنشئة أجيال صالحة وفاعلة في مجتمعاتها.

وركزت المحاضرة على كل مكون من المكونات الثلاثة للتربية الاخلاقية الفعالة ودورها في صياغة هوية اخلاقية للأجيال الناشئة.

وأوضحت أن المكون الأول المتعلق بالمعرفة الأخلاقية يعد المكون الإدراكي في التربية الأخلاقية فالطفل يجب أن يفهم طبيعة الأخلاق ويجب العمل على تطوير الجانب المعرفي من الأخلاق لدى الأطفال والتحدث معهم حول الشخصيات القدوة في حياتهم كما يجب أن نعلمهم كيفية احترام الاخرين.

وأكدت المحاضرة أن المكون الثاني المتعلق بالشعور الاخلاقي تبرز أهميته في ظل الدراسات التي تشير إلى انخفاض التعاطف بنسبة 40 بالمائة بين المراهقين في غضون السنوات الـ/30/ الماضية وفي الوقت نفسه ارتفعت النرجسية بنسبة 58 بالمائة .. مشيرة إلى أن التركيز على الذات وحسب يحول بين الطفل وبين التعاطف مع الأخرين ومن واجبنا الاخلاقي تجاه الأطفال تعليمهم الاهتمام بالآخرين والتفكير من منطلق “نحن” وليس “أنا” والبداية تكون من محو الأمية العاطفية حتى يتمكن الأطفال من قراءة العواطف ومواءمة المشاعر.

وشددت على ضرورة أن نوفر للأطفال تجارب تجعلهم يهتمون بالآخرين ويفهمون أهمية الشعور بالآخرين.

وتطرقت المحاضرة – الحائزة على عدة جوائز والتي أصبح مقترحها حول “إنهاء العنف والتنمر في المدارس” جزءاً من قانون كاليفورنيا عام 2002 – إلى المكون الثالث في التربية الأخلاقية الفعالة وهو “العمل الأخلاقي”.

وقالت إن “العمل الأخلاقي” هو المكون السلوكي في التربية الأخلاقية وهو الغاية المنشودة فنحن لا نريد لأطفالنا فهم الفضيلة وحسب بل العمل بها أيضاً، مشيرة إلى أن التحلي بالأخلاق الرفيعة يأتي بالممارسة والعمل الشاق.

وأكدت ضرورة تدريب المهارات الأخلاقية للأطفال وسلوكياتهم الاجتماعية كي يتم تنشئتهم مواطنين صالحين كما يجب على الأطفال أن يتعلموا العادات التي تعدهم للتعامل مع عالمهم الجديد بنجاح وتتاح لهم الفرصة لممارسة أخلاقياتهم بصورة عملية مثل العمل في بنك للطعام أو تعليم الاخرين أو مساعدة كبار السن.

كما أكدت الدكتورة ميشيل بوربا الخبيرة التربوية العالمية – التي ألفت 24 كتاباً تمت ترجمتها إلى 14 لغة – أن التربية الأخلاقية من شأنها أن تساعد الأطفال على العيش في بيئة أكثر سعادة.

وأضافت ان الحاجة إلى التربية الأخلاقية باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى فلا بد للمعلمين وأولياء الامور والقادة أن يساعدوا الأطفال على أن يتعلموا معرفة الخير والشعور بالخير وفعل الخير.

وأوضحت الدكتورة ميشيل بوربا – خلال ردها على استفسارات الحضور – أن الخطوة التي أقدمت عليها دولة الإمارات بتطبيق منهاج التربية الأخلاقية في المدارس رائدة ويجب البناء عليها وتحقيق استدامتها.

كما أبدت اعجابها بالمبادرات التي تم تنفيذها في مدارس بالدولة التي تعد تطبيقاً عملياً للتربية الاخلاقية الفاعلة في المجتمعات.

يذكر أن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان التقى بعد المحاضرة عدداً من الخبراء والمختصين الأعضاء في لجنة إعداد منهاج التربية الأخلاقية.

اترك تعليقاً

إغلاق