المراهقينسلايد 1مقالات وبحوث
لماذا يتمرد المراهقون؟
تتذكرين أنه منذ سنوات قليلة ماضية، أن طفلك كان لطيفاً ومطيعًاً ومفيداً، ولكن الآن عندما بلغ 15 عامًا، تغير كل شيء معه. فهو بالكاد يرد عليك، وبالكاد يساعدك في المنزل، وهو عازم على كسر كل قاعدة منزلية تضعينها له.
أنت ببساطة تواجهين التمرد بعينه، وقد يكون معتدلاً فيما البعض الآخر في أشد أشكاله. إليك تفاصيله، بعد استشارة الدكتورة ناديا بوهناد، استشارية نفسية وتربوية.
ما هو تمرد المراهقين؟
إن تمرد المراهقين هو فعل من أفعال تأكيد الاستقلال وقلة الالتزام بنصائح الوالدين خلال سنوات المراهقة من حياة الطفل. يطلق عليه “تمرد”؛ لأنه يؤدي إلى مواجهة شديدة بين المراهق ووالديه. قد يبدو تمرد المراهقين عفويًا وغير منطقي للآباء، ولكن هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك. وعن هذا تقول الدكتورة ناديا بوهنّاد: “يتمرد ليثبت ذاته خصوصاً إذا كان مقموعاً في تربيته بالمراحل الأولى، من خلال معاملة الأب السلطوية، أو من خلال مقارنته مع الأخ الأكبر أمام الجميع، فهو عندما يصبح مراهقاً، يعتقد أنه وصل إلى مرحلة الرجولة، ويبحث عن طريقة لإثبات نفسه، خصوصاً في غياب الأب”.
لماذا يصبح المراهقون متمردين؟
هناك أسباب متعددة وراء التمرد خلال سنوات المراهقة منها:
الرغبة في أن يكون مستقلاً: ما يؤدي إلى زيادة التحدي للقواعد.
الخلافات المتزايدة مع الوالدين: حيث يشعر بأنهما يقيدان حريته.
القرارات الاندفاعية: فخياراتهم متهورة تتجاهل المخاطر.
ضغط الأقران: فيفعلون أشياءَ لإرضاء أقرانهم حتى لو كان الآباء ضد ذلك.
تغيير في بنية الدماغ: حيث تؤثر البنية العصبية غير الناضجة مع التغيير المستمر في تصميم الدماغ على اتخاذ القرار، ما يؤدي إلى سلوك متمرد.
التغيرات الهرمونية: فإن إنتاج هرمون التستوستيرون يكون له تأثيرات على النواقل العصبية الأساسية مما يؤدي إلى مشاكل في المزاج والسلوك.
الآثار الإيجابية لتمرد المراهقين
1 – من المرجح أن يجري المراهق حوارًا مع الوالد لفهم القاعدة بدلاً من اتباعها بشكل أعمى. هذا يعني أنه يمكنك إجراء محادثة ناضجة مع المراهق.
2 – يستقل في موقفه، مثلاً قد يرفض مساعدة الوالدين له في حزم أمتعته، وهذا في حد ذاته خدمة للأبوين أنفسهما.
3 – إذا لم يتمرد المراهق أبدًا ، فلن تتاح له فرصة التعلم من أخطائه.
4 – التمرد الصحي لأسباب وجيهة يمكن أن يجعل المراهق يفكر مثل الكبار يتصرفون بمسؤولية.
5 – يعزز الثقة بالنفس. ويطور إحساس المراهق بذاته.
تعلّق الدكتورة ناديا بوهنّاد: “التمرد يكون عند المراهق يكون إيجابياً إذا عاش طفولة صحية، هناك مقولة شائعة: “إن مرحلة المراهقة تمر على خير، إذا مرّت مرحلة الطفولة على خير”، تعلم فيها المبادئ بشكل صحيح بعيداً عن أي تفكك أسري، هنا يبدأ بالحوار المنطقي الذي تكون ملامحه قد بدأت في مرحلة الطفولة،
كيف أتعامل مع مراهق متمرد؟
1. ابقيْ هادئة، واستخدمي نبرة مهذبة لتسألي ابنك عما يدور في ذهنه. من دون أن تظهري عدوانية في لغة جسدك.
2. لا تتبعي نفس العقوبات التي كنت تستخدمينها في صغره، فلا تصفعيه مثلاً أو تحبسيه في غرفة.
3. قومي بإجراء محادثة محترمة معه كصديق، وضعي نفسك مكانه.
4 – قللي من العبارات الاستبدادية (“أنا أمك، وأنا أعلم جيدًا ، لذا استمع”) ، بدلاً من ذلك ، استخدمي عبارات مريحة (“مرحبًا يا رفيقي، بحكم أنني أكبر منك قد أعرف أشياءَ أكثر، دعنا نتحدث”). فمزيج من اللغة اللامبالية والنبرة الهادئة يمكن أن يساعد في تليين المراهق المتمرد.
5. اشرحي له نواياك: فإذا منعت ابنك المراهق من حضور الحفلات في وقت متأخر من الليل، فأخبريه أنك تفعلين ذلك لأنك تخشين أن تكون هذه الحفلات أماكن للأنشطة غير المشروعة مثل التدخين وتعاطي المخدرات.
6 – اعتمدي حلاً يرضي الطرفين: أي استمعي إلى وجهة نظره بشأن الموقف الذي تتناقشان فيه، وقولي كلمات مثل “حسنًا ، سأسمح لك بالذهاب في نزهة ، ولكن بشرط واحد.” سيشعر بأنك مرنة وتعرضين الخيارات.
كيف أعرف ما إذا كان تمرد المراهق قد خرج عن السيطرة؟
1 – يظهر الانزعاج والعدوان لفترات طويلة تجاه الوالدين أو أفراد الأسرة الآخرين.
2 – يعطي إجابات قصيرة ووقحة.
3 – يظهر تحدياً صريحًا، ولا يتردد في الانغماس في أنشطة سلوكية محفوفة بالمخاطر مثل استخدام التبغ واستهلاك الكحول.
كيف نمنع تمرد المراهقين؟
1- وضع قواعد ثابتة ومعقولة. على سبيل المثال، اسمحي لأصدقاء ابنك المراهق بزيارة منزلك على أن يقوم بتنظيف الغرفة بعد مغادرتهم. وإلا فلن يتمكن من إحضارهم في المرة التالية.
2 – امدحي سلوكه الجيد، بأن تقولي له بعض الكلمات الجيدة عندما ينظف الغرفة بمفرده.
4 – رغم أن الثناء هو أفضل مكافأة، لكن يمكنك أيضًا استخدام المكافآت المادية، بحيث تسمحين لابنتك المراهقة بشراء فستان جديد مثلاً.
5 – امنحي المراهق مساحة وخصوصية. لا بأس أن يتحدث على الهاتف مع أصدقائه ويقضي وقتًا إضافيًا معهم بعد ساعات الدوام المدرسي.
6 – تبادلي معه المعرفة والموارد. بحيث تشرحين له مثلاً النتائج السلبية لتعاطي المخدرات والتبغ. وأن مثل هذه الأشياء لا تستحق الشجار مع الوالدين..
7 – خصصي بعض الوقت للاستماع إلى ابنك المراهق وتعرفي إلى وجهة نظره. من المرجح أن يستمع إليك إذا شعر بأنك تقدرين الاستماع إليه.
برأي الدكتورة بوهناد، أن التعامل مع المراهق يكون ضرورياً في حال اتبع أسلوباً غير لائق كالتدخين، وبدل ما تعطيه الأم محاضرات ونصائح عليها أن تكون هي النموذج ليسمع كلامها، فإذا رأته يدخن مثلاً، عليها التكلم عن السلبيات الصحية لمشاكل التدخين، مع ذكر لقصص أناس تضرروا منه، وتقول له: “أنا لن أحرمك من التدخين، لكن توقف عنه، وأنت حرّ عندما تكبر وتصل إلى المرحلة الجامعية”، بهذه الطريقة سيتوقف عن التدخين، ويمكن عندما يكبر قليلاً يستوعب أكثر فكرة الضرر، الذي سيلحقه بصحته، ويمكن أن يصبح مدخناً، فيكون هذا خياره، أهم شيء هو ألاّ نضغط على المراهق، وألا نشعره أن ليس هناك حلاً ثالثاً، بل هناك حل أوسط، وهو تأجيل التدخين، لتفهّم سلبياته أكثر”.