سلايد 1قصص وحكايات
قصص للأطفال: حكاية جدتي
قصص للأطفال قبل النوم ..عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة “حكاية جدتي” واحدة من القصص توضح أهمية شكر النعمة التي بين يديك، والتعاون وعدم تفضيل النفس على الغير
تبدأ الحكاية مع الجدة “سلمى” التي تعيش مع ابنتها وأحفادها في بيت كبير بإحدى ضواحي القاهرة البعيدة، وفي حديقتها تمارس الجدة هوايتها في زراعة النباتات ورعاية الأزهار، تعاونها حفيدتها الصغيرة “منى”؛ حيث تهوى هي أيضاً زراعة النباتات
وفي صباح أحد الأيام حيث يلتقيان يومياً بالحديقة، اندهشت الجدة وهي تسمع أصواتاً تتعالى من غرفة الأحفاد محملة بنبرات غضب لم تعهدها من قبل، فسألت حفيدتها عما يجري
فأخبرتها “منى”: أحمد وعمر يتصارعان على لعبة القطار الجديدة التي أحضرها أبي لهما بالأمس، كل منهما يريد أن يلعب بها وحده، هي لعبة جميلة يا جدتي
القطار يسير على قضبان بلاستيكية بعربات ملونة، ويطلق إشارات ضوئية وصفارات
تعجبت الجدة من جواب “منى” على سؤالها الحائر عن سر تلك الأصوات الغاضبة، وأنهت ما بيدها من أعمال بالحديقة، وطلبت من حفيدتها أن تبلغ إخوانها أن “حكاية قبل النوم ” سوف تكون مبكرة اليوم عن ميعادها المعتاد
تجمع الأحفاد حول جدتهم التي بدأت الحكاية بقولها: ((ذهب بعض المستشرقين الذين يجوبون مشارق الأرض ومغاربها إلى إحدى القبائل الإفريقية البدائية للتعرف على عاداتها وتسجيل تقاليدها وكيفية معيشتها
وأول ما قابلوا هناك مجموعة من الأطفال، فقام أحد المستشرقين بعرض بعض الألعاب السحرية أمامهم لجذب انتباههم، بعدها وضع سلة كبيرة تمتلئ بالفاكهة اللذيذة بالقرب من جزع شجرة كبيرة، وقال: أول طفل يصل إلى أعلى الشجرة سيحصل على هذه السلة وحده
هنا بدأ الأطفال في الاستعداد، وشمر كل منهم عن ساعده مستعرضاً عضلاته الصغيرة بين أقرانه للتعبير عن مدى لياقته
وعندما أُطلقت إشارة البداية، فوجئ المستشرق بالأطفال يسيرون متجهين إليه ممسكين بأيدي بعضهم البعض في صف واحد، حتى وصلوا إلى الشجرة، حيث قاموا بترشيح أكبرهم سناً وطولاً ليتسلق الشجرة ويحصل على سلة الفاكهة
اندهش المستشرق مما شاهد، وقال: ماذا تفعلون، الفرصة متاحة لكل واحد منكم ، كل يستطيع أن يحصل على السلة وحده! هنا أجابوا بصوت قوي وبكلمة أفريقية ترجمتها “أكون لأننا نكون”.. وتعني في لغتهم وحضارتهم؛ كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيداً بينما الباقون تعساء؟
تعجب المستشرق من جديد، وبعد انتهاء المسابقة – كما أرادها الأطفال- سلمهم سلة الفواكه وانحنى إلى أوراقه ليسجل ملاحظاته بينما التقطت الكاميرا ما حدث))
هنا صمتت الجدة، واتجهت بنظراتها إلى حفيديها أحمد وعمر اللذين فهما ما تريد الجدة قوله لهما
وأنهت الجدة حكايتها وقالت: القصة حقيقية يا أحفادي ، والوقائع عاشها بعض الأطفال في أفريقيا ..لقد فهم هؤلاء الأطفال الأفارقة بفطرتهم السليمة العفوية
أن نعم الله كثيرة، وعلى الإنسان ألا يستأثر بها وحده، وكأنهم يطبقون ما أوصانا به رسولنا الكريم بأن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك