الأبناء
تعليم السباحة للأطفال
تعليم السباحة للأطفال يُعتبر تعليم السباحة للأطفال أمراً ضرورياً؛ فإلى جانب أن السباحة تُعدُّ نشاطاً ترفيها ورياضياً رائعاً؛ فهي أيضاً مهارةٌ حياتية يجب أن يتقنها الطفل منذ صغره ليتمكن من إنقاذ حياته في حال تعرُضه للغرق؛[١] حيث تشير الدراسات إلى أن الغرق يُعتبر ثاني أكثر الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربعة عشر عاماً،[٢] ولتعليم الأطفال مثل هذه المهارة المهمّة؛ فإنه يتوجب البدء بإعداد جدولٍ زمني لجلسات السباحة التي يتم خلالها تعليم السباحة للطفل، إذ إن تعليم الأطفال العديد من الأشياء في يومٍ واحد قد يُسبب لهم الإرباك ونسيان ما تم تعلُمه سابقاً.[٣]
يُوصى بأن يكون زمن الجلسة الواحدة لتعلم السباحة نصف ساعةٍ فقط، وبعد إعداد خطةٍ زمنية واضحة وفق جدولٍ مُحدد يتم البدء بتعليم الأطفال على كيفية ركل أرجلهم في الماء ليتمكنوا من الطفو بنجاح، ويُمكن تنفيذ هذا الأمر عبر جعل الأطفال يتعلقون بدرج سُلَّم المسبح ثم ركل القدمين داخل الماء مع الحرص على إبقائهما مُستقيمتان قدر الإمكان،[٣] ثم ينتقل الطفل بعد ذلك إلى تعلِّم كيفية حبس أنفاسه بشكلٍ صحيح داخل الماء؛ وذلك عقب تعلُمه لكيفية الطفو والركل بشكلٍ صحيح، ويتم تنفيذ ذلك عبر جعل الطفل يحبس أنفاسه ثم وضع فمه داخل الماء، والانتقال بشكلٍ تدريجي إلى حبس الأنفاس عن طريق الفم والأنف وكيفية التنسيق فيما بينهما.[٣] يُوصى أيضاً تزويد الطفل بنظارةٍ خاصة بالسباحة عند تعلُم هذا الجزء من السباحة، أما المرحلة الأخيرة من طريقة تعليم الأطفال للسباحة؛ فتتمثل بتعليمهم لكيفية تحريك أنفسهم للمضي قُدماً داخل حوض السباحة، وهي قائمةٌ على استخدام الطفل لذراعيه بشكلٍ مُتناوب لسحب نفسه والتحرُك للأمام داخل الماء جنباً إلى جنب مع ركلات الساق المتناوبة التي تًساعد الطفل على دفع جسمه عبر الماء، وبعد مرور فترةٍ من الوقت سيكون الطفل قادراً على التنسيق بين حركات ذراعيه وساقيه بشكلٍ طبيعي؛ مما يجعله قادراً على التحرك بسلاسة داخل الماء.[٣] اختلاف طريقة تعليم السباحة تبعاً لاختلاف الفئات العمرية للأطفال تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتعليم السباحة للأطفال عند بلوغهم سنًّ الرابعة من عمرهم كحدٍّ أدنى؛ وهو العمر الذي يُعتقد بأن الأطفال يكونون فيه جاهزين وقادرين على استيعاب مبادئ ومهارات السباحة المُختلفة، إلا أنه يُمكن للآباء تعليم السباحة لأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين عمر السنة الواحدة إلى عمر الأربعة أعوام،[٤] وتجدر الإشارة إلى أن لعُمر الطفل دورٌ مهم في مدى سرعة تعلُمه للسباحة.[٥] يؤثر عمر الطفل على امتلاكه للمهارات الحركية اللازمة لتعلُم السباحة؛ ففي حين أنه قد يحتاج الطفل البالغ من العمر ثلاثة أعوام لثلاثين حصةٍ تدريبية ليكون قادراً على إجادة السباحة؛ فإن الطفل البالغ من العمر ستة أعوام قد يحتاج لعدد حصصٍ تصل إلى نصف التي يحتاجها قرينه ذو الثالثة من العمر،[٥] وهناك العديد من النصائح العامة لتعليم السباحة للأطفال والتي قد تختلف تبعاً لاختلاف الفئات العمرية لهؤلاء الأطفال على النحو الآتي:[٦] الأطفال دون سن العامين يجب البدء أولاً بتفقُد درجة حرارة ماء المسبح وتفقُد مدى مُلائمتها لجسم الطفل عند الرغبة بتعليم السباحة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين، ومن ثم المباشرة بحمل الطفل وإدخاله إلى الماء بشكلٍ بطيء وتدريجي؛ وذلك لتجنُب إصابته بالخوف، وتجدر الإشارة إلى أنه يتوجب الحرص على جعل تجربة الطفل الأولى في الماء مُمتعة ومسلية وتعليمه كيفية ضرب الماء بهدف نثره، وعقب ذلك يتم حمل الطفل بحيث يكون وجهه مُقابلاً لوجه والده ثم يبدأ الوالد بالمشي بشكلٍ بطيء للخلف مع استخدام ذراعيه لإرشاد الطفل على كيفية ركل المياه بواسطة قدميه، ومن ثم تدريب الطفل على كيفية الطفو وبتقنياتٍ مُختلفة بالإضافة إلى تعليمه كيفية التنفُس أثناء وجوده داخل المسبح.[٦] الأطفال من سن العامين إلى الأربعة أعوام يُوصى أولاً بتعريف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن العامين إلى الأربعة أعوام بالماء وما يجب فعله داخل الماء إذا كانت تجربة السباحة أمر جديداً بالنسبة لهم؛ وذلك نظراً إلى أنهم في سنٍّ يسمح لهم باستيعاب ما يجب فعله، ويتضمن ذلك تعليم الطفل مبادئ استخدام حوض السباحة؛ كعدم السباحة بشكلٍ مُنفرد، والابتعاد عن أماكن تصريف المياه، وعدم اللعب بشكل أرعن داخل المياه، وعقب ذلك يتم تدريب الطفل على كيفية التنفس داخل المسبح وركل المياه باستخدام القدمين ثم يتم تعليم الطفل السباحة باستخدام الذراعين جنباً إلى جنب مع ركل المياه بواسطة الساقين، ثم يتم استخدام تقنيات مُختلفة لزيادة إتقان الطفل للسباحة، وأخيراً يتم تدريبه على غمس رأسه داخل الماء ثم يتم السماح له بالسباحة لوحده أثناء ارتدائه لسترة نجاة.[٦] الأطفال الأكبر من سن الأربعة أعوام ينبغي التأكد أولاً من أن الأطفال الذين يندرجون تحت هذه الفئة العمرية يُجيدون المهارات الأساسية التي تم التطرق إليها سابقاً، وبناءً عليه يتم الانتقال إلى تعليمهم تقنياتٍ مُتقدمة؛ كتقنيات التجديف المُختلفة بالإضافة إلى كيفية الدخول الصحيح للماء؛ حيث يتوجب عليهم أن يقفزوا في الماء بحيث تصل ذراعيهم المُمتدتان أولاً قبل أجزاء جسمهم الأخرى، وعقب ذلك يتم تعليم الطفل كيفية استخدام قدميه ووضعهما بشكلٍ مُستقيم تحت سطح الماء بقليل مع الحرص على إبقاء الطفل لذقنه فوق سطح الماء أثناء الركل والتجديف، وأخيراً يتم تعليم الأطفال كيفية تنظيم الزفير تحت سطح الماء، وكيفية استخدام الأنف والفم معاً للقيام بالزفير، بالإضافة إلى مزج تقنيات مُختلفة من تقنيات السباحة وتعليمهم كيفية الوقوف بشكلٍ صحيح في الماء وغيرها.[٦] اختلاف قدرات الأطفال في تعلم السباحة يوجد العديد من الأمور التي تُظهر تفاوتاً في مدى سرعة استجابة الطفل لتعلُم السباحة، ومن هذه الأمور التركيب والجيني والجسدي الذي يتمتع به الطفل؛ حيث قد تؤثر جينات الطفل وقدراته البدنية والعقلية على سرعة استيعابه لمهارات السباحة، ولا بد أن يكون الأهل والمُدربون على يقينٍ تام بأن أي طفلٍ ومهما كانت قدراته يُمكنه تعلُم السباحة حتى لو استغرق الأمر وقتاً طويلاً منه، ومن الأمور الأخرى التي قد تصنع الاختلاف عند الأطفال من حيث قدرتهم على تعلُم السباحة هو مستوى التركيز، والجهد، والاهتمام الذي يبذله الطفل عند تعلُمه السباحة، ويُمكن أن يؤدي بذل الطفل لمجهودٍ كبير مع وجود دافع قوي لديه إلى تعويض أي نقصٍ في قدراته الطبيعية في تعلُم السباحة، وتُعتبر خبرات الطفل السابقة في التعامل مع المياه بالإضافة إلى عمره من الأمور التي تُعزز الاختلاف في سرعة تعلُم الأطفال لمهارة السباحة.[٧] أهمية تعلُم حبس الأنفاس بالنسبة للأطفال أثناء السباحة يُعتبر امتلاك الأطفال لمهارة حبس النفس أثناء ممارسة السباحة أمراً مهماً جداً لسلامتهم؛[٨] إذ إن دخول الماء إلى رئتي الطفل بشكلٍ كبير يمنعهما من تزويد الأكسجين إلى جسم الطفل ودماغه،[٢] كما أن امتلاك الطفل لهذه المهارة تجعله مُرتاحاً أثناء تعلُم السباحة ومُمارستها؛ وذلك ينعكس على تطوير مستواهم في هذه الرياضة ليكونوا سبّاحين أقوياء في المُستقبل،[٨] ويُعتبر التحكم في النفس أثناء السباحة أصعب جزءٍ في عملية تعلمها؛ إذ إنه من الممكن أن يتوقف الأطفال عن السباحة عند حاجتهم للهواء.[٩]
(موضوع)