الشخصية السيكوباتية وكل ما يجب معرفته عنها

الشخصية السيكوباتية هي تلك التي تتسم بالابتعاد عن المعايير والقواعد المتعارف عليها والقيام بتصرفات لا تعتبر جيدة على المستوى الاجتماعي. كما تتصف هذه الشخصية بالتأثير السلبي على المحيط وعدم التفاعل بالشكل الصحيح مع الاشخاص الآخرين. ولا يمكن من يمتلك هذه الصفات ان يتقبل النصائح المفيدة ولا التوجيه وهو لا يسعى الى الاستفادة من تجارب الآخرين. ومن اجل التعامل مع اصحاب الشخصية السيكوباتية بطريقة صحيحة من الضروري معرفة المزيد من المعلومات عنها.

يتسم اصحاب الشخصية السيكوباتية بعدد من الصفات غير المألوفة والتي تجعلهم يخرجون على القواعد المتعارف عليها على المستوى الاجتماعي والعاطفي والمهني.
• الطيش وعدم التفكير ملياً ومسبقاً في اي امر يتم القيام به.
• التكبر والاستعلاء الذي قد يبلغ حد الاساءة الى الآخرين.
• عدم القدرة على بناء العلاقات الوطيدة والمستمرة وهو ما يشمل العلاقة الزوجية ايضاً.
• اتباع عادات اجتماعية وسلوكية سيئة جداً تلحق الضرر بالصحة وتسبب خسارة المال.
• عدم القدرة على متابعة العمل في مكان واحد لمدة طويلة مع التسبب بالخلافات مع المسؤولين والزملاء.
• ابراز الذات واعلان النصر وخصوصاً عند مواجهة الآخرين بعض المصاعب.
• عدم القدرة على الالتزام بالقوانين والتعبير عن الفخر عند اختراقها.
• ابداء اللامبالاة وعدم اظهار الاهتمام بالمهمات والمسؤوليات كما بمشاعر الآخرين ومشاكلهم.

بحسب علم النفس تبدأ صفات هذه الشخصية بالتكون قبل سن الـ15 وتصبح اكثر وضوحاً في سن الـ18 وهذه ابرزها.
• الحرص على عدم تطبيق القوانين والالتزام بالقواعد في كل الظروف والمواقف التي تتطلب ذلك.
• الكذب المستمر وخصوصاً من اجل الخروج من اي مأزق.
• الفوضى وعدم التخطيط للمستقبل ولأي خطوة يجب القيام بها.
• عدم الاستقرار في العمل كما في العلاقات الاجتماعية والعاطفية.
• اظهار الانفعال والعدوانية في الكثير من المواقف.

لم يتم التوصل حتى الآن الى معرفة الاسباب الدقيقة التي تؤدي الى هذه الحالة. لكن يرى خبراء علم النفس ان بعض العوامل قد تؤدي الى سلوكيات ترتبط بالسيكوباتية.
• قد يتم هذا عن طريق الوراثة عن احد الوالدين.
• الخلل في التربية الاسرية مثل تلقي الطفل الكثير من العقوبات وعدم الثناء على صفاته واعماله الجيدة.
• ابتعاد الوالدين عن الطفل لأسباب مختلفة وعدم اهتمام اي منهما به وخصوصاً على المستوى العاطفي.
• انفصال الوالدين مع ما يسببه ذلك من شعور بالنقص والحرمان لدى الاولاد. وهو ما قد يشكل عاملاً مسبباً لتكون الشخصية السيكوباتية.

ليس من السهل التعامل مع من يعانون من هذه المشكلة. ولفعل ذلك بنجاح من الضروري توخي الحذر. فأصحاب هذه الشخصية لا يتقبلون النصح كما انهم سرعان ما ينقلبون على الاتفاقات والعهود ويشعرون الآخرين بالدونية. ولهذا يجب عدم منحهم فرصة التدخل في الحياة الخاصة وعدم اعلامهم بأي امر سري او خاص. والافضل الابتعاد عنهم قدر الامكان.

من الممكن كشف الشخصية السيكوباتية بالاعتماد على الاختصاصيين. لكن يمكن ذلك ايضاً من خلال بعض الاختبارات. وفي هذه الحالة يجب الاجابة على عدد من الاسئلة.
1 درجة الوفاء بالوعود
أ كبيرة جداً
ب ليس دائماً
ج أبداً

2 مستوى القلق والتوتر في مواجهة الاختبارات
أ عال
ب متوسطة
ج منخفض جداً

3 البحث عن الهدوء والاستقرار
أ كبير
ب ليس في كل المواقف والعلاقات
ج لا يتم البحث ابداً

4 تقديم النصائح
أ يتم بصدق
ب لا يتم ابداً
ج يتم تقديم النصائح غير المناسبة

5 الشعور عند ارتكاب الاخطاء
أ تأنيب الضمير والارتباك والخجل
ب الأسف في بعض المواقف
ج عدم الشعور بالذنب على الاطلاق والاحساس بالنصر

6 درجة الالتزام بالقواعد والقوانين
أ كبيرة
ب ليس دائماً
ج عدم الاهتمام بذلك ابداً

7 درجة الانانية
أ غير ملحوظة
ب كبيرة
ج بحسب المواقف

8 مستوى التخطيط
أ يتم التخطيط دائماً
ب يخضع هذا للمواقف التي تحتاج الى ذلك
ج لا يتم التخطيط لأي امر

النتائج

1 اذا كانت الاجابات أ هي الاكثر عدداً فهذا يعني التمتع بالقدرة على الاهتمام بالذات وبالآخرين في الوقت نفسه. كما يدل على الاستعداد الدائم لتقبل هؤلاء والتفاهم معهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم والاستماع الى نصائحهم كما للتقيد بالقواعد المختلفة. وهذا يعني امتلاك شخصية مرنة وطبيعية.

2 اذا كانت الاجابت ب هي الاكثر عدداً فهذا يكشف البعد عن السيكوباتية لكنه يعني ضرورة التخطيط وتنظيم الحياة. كما يشير الى اهمية تبادل الافكار مع الآخرين ومشاركتهم مشاعرهم اياً تكن. ويدل ايضاً على ضرورة عدم الاستسلام والاستفادة الدائمة من التجارب الخاصة والعامة.
3 اذا تم الحصول على اكبر عدد من الاجابات ج فهذا يدل على شخصية اقرب الى السيكوباتية وعلى المعاناة من بعض الاضطرابات وضعف الثقة بالنفس والعداء تجاه الآخرين. كما يكشف هذا الشعور بأن الأرض تدور حول الذات، علماً أنه يمكن التخلص من هذه الصفات السيئة من خلال التحليل الذاتي للشخصية.

رغم ان صاحب هذه الشخصية يظهر احياناً التكبر والغرور والتفوق على الآخرين، الا انه يعاني من بعض نقاط الضعف.
• يفقد جاذبيته بسرعة ما ان يتم التعرف اليه عن قرب.
• يصبح موضع سخرية لأنه يبالغ في الاعتداد بالنفس.
• يحتاج بشكل دائم الى التحفيز والتشجيع والمديح والشعور بأنه موضع اعجاب الآخرين.
• يعاني من الفراغ العاطفي حيث لا يمكنه تبادل المشاعر مع اي شخص آخر.
• لا يمتلك القدرة على معرفة اخطائه والاعتراف بها. كما انه لا يبدي استعداده لتحمل اي مسؤولية ولهذا لا يمكنه تحقيق النجاح.
• هو اتكالي ويعتمد في الكثير من جوانب حياته على الجهود التي يبذلها الآخرون.
ولهذا الاسباب لا يمكن بناء علاقات اجتماعية او عاطفية او علاقات صداقة مع الاشخاص الذين يمتلكون الشخصية السيكوباتية مع كل ما تتسم به من صفات تجعلها الاكثر اذى وسلبية.

 

 

الجميلة