صحة الرجل

هذا المنزل هو الأغلى في لندن

هذا المنزل هو الأغلى في سوق العقارات في العاصمة البريطانيَّة لندن، حيث يصل إيجاره السنوي إلى أكثر من نصف مليون جنيه استرليني. يرجع السبب في عرضه بهذه القيمة المرتفعة إلى موقعه الفريد في الجانب القديم من منطقة “مايفير” اللندنيَّة العريقة، وإلى ملامحه الجورجية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، ممَّا يجعله واحدًا من المساكن القليلة الباقية على قيد الحياة من تلك الفترة، وهذا ما أدخله في قائمة الإرث المعماري البريطاني. ولا يمكن أن نغفل أيضًا عن إطلالته المميَّزة على حدائق الـ”هايدبارك”، وقربه من فنادق العالم الأكثر رقيًّا. ولعلَّ الأهمّ من هذا كلّه، إنَّه البيت الذي عاش فيه أسطورة هوليوود في عصرها الذهبي، النجم دوغلاس فيربانكس جونيور، الذي رحل في سنة 2000، بعد أن ترك ثلاثة نجوم على ممشى المشاهير في هوليوود، وقدَّم أكثر من مائة فيلم.

ملامح واجهة المنزل مستمدَّة من العمارة الجورجية، وهذا ما أدخله في لائحة الإرث المعماري البريطاني

انتقل النجم دوغلاس فيربانكس جونيور للعيش في لندن في سنة 1934، قادمًا من لوس أنجلس بسبب فترة الكساد التي كانت تعيشها “استوديوهات” السينما الأميركيَّة في ذلك الوقت، ممَّا دفعها إلى تقليص الرواتب إلى النصف. وهذا ما رفضه النجم المتألِّق في تلك السنين، وجعله يُقرِّر أن يصحب معه زوجته الثانية ماري، التي ارتبط بها بعد طلاقه من النجمة الشهيرة جين كروفورد. وقد اختار هذا البيت الفخم في منطقة “مايفير”، التي كانت وما تزال من العناوين الأكثر شهرةً ورقيًّا في العاصمة. وقد وجد في هذا البيت ضالته المنشودة، لأنَّه كان يتوافق مع الطريقة الخاصَّة التي كان يريد بها الإعلان عن وصوله إلى لندن، كما إنَّه يوفِّر له المكان المناسب الذي يستقبل فيه ضيوفه المميَّزين من المشاهير. وكان قد عاش في هذا البيت لسبع سنوات، قبل أن يعود أدراجه إلى الولايات المتحدة الأميركيَّة في سنة 1941. وكان قد سبقه للعيش في هذا المنزل عدد من أثرياء وصيارفة لندن، الذين تناوبوا على شرائه منذ أن بناه توماس مارتن في سنة 1823. كما إنَّه منزل الطفولة لدوق ويستمنستر الثاني والكونتيسة جروسفينور.

 

الملكة إليزابيث الثانية كانت ضيفة هذا المنزل

صالة جانبيَّة بثلاث أرائك كبيرة، وعدد من الأعمال الفنيَّة التي تزيِّن المكان

شهد هذا البيت العريق عددًا لا يحصى من الجلسات واللقاءات ودعوات العشاء والحفلات الغنائيَّة والموسيقيَّة التي حضرها المشاهير والنجوم ونخب المجتمع المخملي، وعلى رأسهم الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب، والنجم لورنس أوليفيه ونويل كوارد وريكس هاريسون وكاري غرانت وديفيد نيفين وإليزابيث بيرغنر. ولم تخلو لائحة الضيوف من السياسيين البارزين خلال ثلاثينيات القرن الماضي، يتقدَّمهم رئيس وزراء بريطانيا تشرتشل، ونائب ملك الهند اللورد لويس ماونت باتولم.

 

صالة أخرى بسقف مفتوح على الفضاء من خلال النوافذ الزجاج، وأرضيَّة خشب مغطَّاة بسجادة يدويَّة مزينة برسوم الحيوانات

حاول النجم دوغلاس فيربانكس جونيور أن ينقل شيئًا من ملامح مانهاتن، ويمزجها بملامح منطقة “مايفير”، ومنها: الإضاءة الخافتة، واللوحات التي تزيِّن أغلب جدران البيت، وغرفة الرسم التي اختار أثاثها بعناية. فقد كان يريد أن يستحضر شيئًا من هوليوود وسحرها، ويجانسها مع ملامح الشخصيَّات التي كان يظهر بها على الشاشة.

ملامح أميركيَّة وفخامة إنجليزيَّة

واحدة من غرف النوم المزدوجة الأربعة، تتميز بسقف بيضوي مرتفع، ونافذة فرنسيَّة تشرف على شرفة واسعة

تبلغ مساحة البيت 550 مترًا مربَّعًا تتوزَّع على أربع غرف نوم مزدوجة، يطلّ بعضها على حدائق الـ”هايدبارك”، وثلاث غرف استقبال ذات أرضيَّات رخام، وستَّة حمَّامات، ومطبخ واسع، ومصعد، وشرفتين خارجيتين تطلَّان على الشارع، وممرّ خاص مع موقف سيارات خارجي بمساحة تكفي لسيارتي “ليموزين”. ولعلّ أول ما يواجه الداخل للبيت هو المدخل الفسيح ذي الأرضيَّة الرخام، وهذا الأخير يؤدِّي إلى غرفة الرسم المرصوفة بأرضية من خشب البلُّوط الداكن، والمفروشة بنمط الـ”آرت ديكو”. وتتميَّز الصالات بسقف يبلغ ارتفاعه 12 قدمًا، مع قوالب سقفيَّة يونانيَّة.
الأكثر إثارة للإعجاب في المنزل هي الإضاءة الزجاج المزخرفة بأسلوب الـ”مورانو”، مع ظلال بلون الشوكولاتة.

 

صالة الطعام تتوسَّطها منضدة زجاج، وثمانية مقاعد من الجلد. تتدلَّى من السقف إضاءة حريرية باللون الأبيض

في غرفة الطعام، تتوسَّط المكان منضدة كبيرة، وثمانية مقاعد ومرايا قديمة تمتدّ من الأرضيَّة حتَّى السقف. وإلى يمينها غرفة التلفزيون التي تتوسَّطها نافذة فرنسيَّة الطراز تفتح على شرفة خارجيَّة واسعة تطلّ على حدائق الـ”هايدبارك”، فيما تحتوي أجنحة النوم على غرف جانبيَّة صغيرة لتبديل الملابس، مع خزائن وحمَّام رئيس من العقيق والبلاط الرخام.

تاريخ هذا المسبح يرجع إلى سنة 1939؛ كان النجم وزوجته من أوائل من نقلوا حمَّامات السباحة إلى بيوت منطقة “مايفير” بعد أن استوحيا الفكرة من بيوت لوس أنجلس

لا بدَّ من التوقّف أيضًا عند حمام السباحة في الطبقة الأرضيَّة، حمَّام السباحة الذي بُني في سنة 1939. وكان النجم وزوجته من أوائل من نقلوا حمَّامات السباحة إلى بيوت هذه المنطقة بعد أن استوحيا الفكرة من بيوت لوس أنجلس. يقع قرب المسبح “سبا” ومنتجع صحّي وصالة رياضيَّة و”ساونا”.

جوهرة الثلاثينيات التي لم يخفت بريقها

المطبخ الذي جرى تحديثه بشكل كامل، باستخدام الطرق التكنولوجيَّة الأكثر حداثة، مع طغيان اللونين الأبيض والبيج

على الرغم من مرور كلّ هذه السنين، إلَّا أنَّ هذا المنزل لا يزال يحتفظ بكثير من بريق الثلاثينيات، بخاصَّة في الصالات التي كان يقيم فيها النجم دوغلاس فيربانكس جونيور حفلاته، مع إضافة كثير من وسائل الراحة الحديثة. كما جُدِّد المطبخ بشكل كلِّي، وبلمسات عصريَّة، وتكنولوجيا حديثة. وعن ذلك يقول الرئيس التنفيذي لوكلاء العقارات في “مايفير” بيتر ويذر: “لا يزال هذا العقار هو جوهرة الثلاثينيَّات، بما يحمله من ملامح الرقيّ والفخامة التي تتميَّز بها منطقة “مايفير”. ولم تطفأ السنين جاذبيَّته الخاصَّة التي تؤطره من الداخل والخارج على السواء، إضافة إلى واجهته الجورجية الأنيقة، والمناظر الخلَّابة التي توفِّرها حدائق الـ”هايدبارك”. ويضيف: “بقيت الحال كما كانت عليه قبل عقود من الزمان، عندما سحر هذا المنزل النجم الهوليوودي، ودعاه إلى أن يتخذه مسكنًا ومرسمًا وصومعة”.

 

 

سيدتي نت

اترك تعليقاً

إغلاق