صحة الرجل

كيف تُرَبِّينَ طِفْلَكِ من دون أن يصبحَ “مُدَلَّلاً”

بعد أن دخلتْ مُسَمَّيَاتُ التربية الحديثة والتربية بحُبٍّ على حياتنا، جعلتْنا نعيدُ النَّظَرَ في أسلوبِ تربيتنا لأطفالنا، ونرسم خريطةً جديدة لنوعية التعامل اليومي معهم. ودائماً يكون السؤال هو “هل يكفي أن أتبنَّى هذه التربية؟ وهل هي الطريقة الصحيحة؟ وهل سيكون ابني أفضل حينما أتَّبِع هذا الأسلوبَ؟”. وستتضح الإجابة عن تلك التساؤلات مع المدربة والاختصاصية التربوية وفاء غيبة.

في البداية قالت “غيبة”: تطوير مهارات الطفل الفكرية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية؛ هدفٌ لأغلب الأهالي؛ لجَعْلِ أبنائهم مميَّزينَ، وهناك مفهومٌ أساسي من الواجب ألاَّ نتجاهلَه، وهو أن التربيةَ بحُبٍّ لا تعني جعلَ الطفلِ “دلّوعاً” أو مُدَلَّلاً أو مستهتراً لا يحترمُ والديه والأكبرَ منه سنّاً وقوانينَ المنزل، ويستخدمُ صراخَه ودموعَه للحصول على المزيد من الرغبات بعيداً عن ضبط النفس وإدارة الذات، ولو أعطيناه هذه المميزات التي يطلبها من دون حقٍّ فسيظن أنها فعلاً من حقوقه حين يكبر ويصبح بعمر المراهقة.

 

تصرفات تقف التربية الحديثة ضدها:

١- الضربُ.
٢- الصراخُ.
٣- الاستهزاءُ.
٤- عدمُ الحوار.
5 – وَقَاحَةُ الطفل وعدم احترامه وتماديه في الأخطاء.

 

ما يتوافق مع التربية الحديثة؟

فهو الصبر، وتعلُّم المهارات التي تجعلُ الأمَّ تعرف كيف تتصرف في كل موقفٍ تواجهُه مع طفلها؛ فالتعامل مع الأطفال لا يُنْجَزُ بعصا سحرية، بل يحتاجُ قراءةً وبحثاً وتعلُّماً، ويجب ألا تنسي أنك أمٌّ ولَسْتِ صَدِيقَةً، وقد يظن البعض أنها أفضل؛ لأن الصديق لا يطبخ لأصدقائه ولا يغسل ملابسهم ولا يُحَمِّمَهُم ولا يخاف عليهم كخَوْفِكِ وينصحهم ويربيهم، لكن لا بأس بكونك أمّاً مَرِنَةً ولطيفة تُضَاحِكِينَ أطفالَك وتلعبين معهم، ولكنك لا تخفين هيبتَك.

 

كيف أجعل ابني يُقَدِّرُ النعمةَ؟

1. اعرفي ما هو لكِ كأُمٍّ، وما عليكِ نحو أطفالك، وانتبهي من التَّسَلُّطِ والتمرُّد عليهم، ومن كلمة “هكذا لأني والدتك”؛ فمن اللازم أن يفهم ابنُك لماذا لا، ولماذا هذا الشيء ممنوع، وفي الوقت ذاته احترسي من أن تكوني ضعيفةً ومستسلِمةً.
2. فَعِّلِي القاعدة الذهبية: وَازِنِي بين الحَزْمِ والحب، كُونِي الأمَّ المَرِنَةَ الواضحة وفي الوقت نفسه لا تتهاوني في استخدامِ الحَزْمِ حين يُسِيءُ طفلُك السلوكَ.

3. انتبهي من تلبيةِ كل رغباته، ولا تقولي: “قلبي لا يحتمل أن يطلب ولا ألبي له طَلَبَه”؛ فالدنيا ليست ورديةً، ولذا لا يجب أن تجعليه يعيش عالماً غيرَ واقعي.
4. قومي بتربيته على القيم والأخلاق التي تعلَّمْناها من ديننا الحنيف، وبالطبع طَبِّقِيهَا أنتِ وذَكِّرِيهِ بها وستَنْزَرِعُ -تلقائيّاً- في شخصيته.

5. ليس هناك داعٍ لأن تستخدمي الضربَ أو الصراخ لتثبتي هيبتَك، باستطاعتك استخدامُ أساليب أخرى خلاف الضرب؛ لأنه يؤذي شخصية طفلك، ويضرُّ بصورتِك أمامَه كذلك.

  • اختتمت الاختصاصية التربوية وفاء غيبة حديثها بقولها: التربية عالم كبير، يحتاج منك إلى ترتيبِ أفكاركِ ومعلوماتكِ وأولوياتكِ؛ لتستطيعي عيشَ حياةٍ ممتعةٍ مع أطفالك، نعم هذا ليس سهلاً، لكن مجرد وعيِكِ بهذا الموضوع ومحاولتك الدائمة لتحقيق التوازن يدلُّ على أنكِ أمٌّ رائعة، وكل جهودك مشكورة

سيدتي نت

اترك تعليقاً

إغلاق