السيناريو نفسه يتكرّر مع كلّ أم وأب أثناء زيارة الطبيب مهما كانت المرحلة العمرية التي يمرّ بها الطفل؛ إذ أنّ البكاء والخوف من الابرة بات أمراً مسلّماً به، نتعامل معه بطرقنا الخاصّة عندما يحين موعد اللقاحات أو فحوصات الدم.. ولكن، ماذا لو قلنا لكِ أنّ لشعور الألم الذي يختبره صغيركِ أثناء التعرض لحقنة علاقة وثيقة بتصرفاتكِ؟
إكتشفي ما هي العلاقة بينهما، وكيف بإمكانكِ تجنّب الخطأ الشائع الذي ترتكبه أكثرية الأمهات، ويزيد من شعور الألم والخوف لدى صغارهن.
هذا ما توصّلت إليه الأبحاث في كلية الصحة في جامعة York’s University، والتي أقدم القائمون عليها بمراقبة تصرفات الأهل كما الطفل أثناء التعرض لحقنة. النتيجة جاءت واضحة للغاية مع الأطفال دون سنّ الخامسة، إذ تبيّن أنّ نسبة الألم والتوتر الذي يشعرون به له علاقة وثيقة بطريقة تصرف الأهل والمنهج المستخدم لحثّهم على تلقيها دون مقاومة.
غلطة نرتكبها جميعاً
اللافت في هذه الدراسة هو أنّها تسلّط الضوء على تصرّف شائع نقوم بها جميعنا كأمهات، ظنّاً بأنّنا نسهّل العملية على صغارنا، إلّا وأنّ أثرها معاكس تماماً؛ فكم من مرّة تقولين لطفلكِ :”لا تقلق عزيزي، سيكون الأمر سهلاً” مرّة تلو الأخرى؟
ما لا تعلمينه في هذا السياق هو أنّ تكرار هذه العبارة يزيد من نسبة التوتر والخوف لديه، وبالتالي، يضاعف شعوره بالألم والإنزعاج أثناء تلقي الحقنة.
كذلك، لا يجب الإعتذار من الطفل مما يحصل له، أو انتقاده كالقول: “الفتيات\الصبيان الأقوياء لا يخافون من الإبرة”.
ما هي الطريقة الأمثل؟
حاولي أن تقدّمي المساعدة لطفلكِ وطمأنته، وذلك من خلال توفير حلول تساعده على تخفيف الشعور بالقلق كما الألم. بإمكانكِ إرشاده بأن يأخذ نفساً عميقاً، أو يسعل أثناء التعرض للحقنة ما سيقلّص من نسبة شعوره بالوجع. كذلك، حاولي إلهاءه بحديث مشوّق أو بلعبة ما، لتلحظي أنّ العملية ستكون أكثر سلالسة وسرعة.
تذكّري أن تجعلي تجربة زيارة الطبيب إيجابية لدى طفلكِ منذ الصغر، فهذا النوع من القلق والخوف يمكن أن يمتدّ تلقائياً إلى ما بعد سنين المراهقة والرشدإن لم يتمّ التعامل معه كما يجب.