السعادة الزوجية
هكذا يتأثر الجنين بالشجار بين الزوجين
“لا تأكلي السوشي”، “لا تشربي القهوة”، “تجنّبي الجلوس في حوض استحمامٍ ساخن”، “احذري النشاطات البدنية القوية والعنيفة”… ما هذه العبارات سوى نموذج مصغّر عن قائمة الممنوعات والمحاذير التي ينبغي على كلّ حامل حفظها عن ظهر قلب وتطبيقها بالحذافير لما فيه مصلحة الجنين الذي ينمو داخل أحشائها ونفسيته.
وبحسب العديد من الدراسات والأبحاث، تُعتبر هذه القائمة ناقصة ما لم تُضاف إليها: العناية بالنفسية وتلافي المشاجرات والخلافات والجدالات وكل ما يُمكن أن يتسبّب للحامل بمشاعر التوتر والقلق والغضب، باعتبار هذه الردود الفعل الإنسانية الطبيعية سلبية لا بل مضرّة جداً بحق دماغ الجنين الذي يُمكن أن يتأثّر بها ويحملها معه حتى مراحل متقدّمة من حياته على الأرض.
الشجار يرفع معدل الكورتيزول
ولعلّ السبب الرئيسي وراء الأضرار التي يُمكن أن تلحق بالجنين جراء الشجار المستمر بين الزوجين أثناء الحمل، ارتفاع معدل الكورتيزول في جسم المرأة بشكلٍ مهول وتجاوزه المعدّلات الطبيعية المرتفعة أساساً أثناء الحمل، وانتقال هذا الهرمون إلى الجنين عبر المشيمة، متسبّباً للجزء المرتبط بالاستجابة الإنسانية إزاء الأمور المخيفة في دماغه إلى الاتساع أكثر مما ينبغي، الأمر الذي يُمكن أن يظهر في مرحلة الطفولة الأولى على شكل توتر وخوف وقلق زائد عن حدّه، ويتطوّر في مرحلة المراهقة إلى اكتئاب.
الحمل بحدّ ذاته مرحلة معقّدة ومليئة بالتحديات
وإن لم يكن زوجكِ قادراً على استيعاب هذا الواقع وتفهّم التقلّبات الهرمونية والمزاجية التي يُمكن أن تُرافقكِ وتؤثر سلباً في تصرفاتكِ وعاداتك، وإن، وبدلا من أن يكون لكِ السند القوي الذي تحتاجينه لاجتياز حملكِ بنجاح وبأقلّ مضاعفات ممكنة عليكِ وعلى الجنين، يملأ نهارك بالجدل والخلافات بشأن أكبر المسائل وأتفهها، بادري إلى مصارحته بحقيقة ما يجري معكِ وبالتغيرات والأحاسيس التي تختبرينها في حملك، معبّرةً له عن حاجتكِ الدائمة لوجوده ودعمه وحبه ومتفاهمةً معه بصدق وتروٍّ على النقاط التي تُزعجكما وتُزكّي الخلاف بينكما.