ذكاء الطفل وظهور بذور عبقريته تُعد من الفوارق الشخصيّة بين كل طفل والآخر، تُميّزه عن أقرانه في العمر نفسه، وتُزيد من قدرته على اكتساب مهاراتٍ جديدةٍ، بالإضافة إلى سرعة التّعلم ورغبته في التّعرف على المحيط الخارجيّ. وهنا يأتي دور الأهل وأهمية تفهم حركات الطفل غير المعتادة، والتي تشير في النهاية إلى عبقرية طفلهم في المستقبل. عن علامات ذكاء الرضيع والطفل، وطرق تدعيم الأهل تحدثنا خبيرة التربية وتعديل سلوك الطفل وتنميته الدكتورة علا عبد الرازق الأستاذة بالجامعة
معلومات عن ذكاء الطفل
- لكل طفلٍ علامات ذكاءٍ تُميّزه عن غيره، ففي عقول الأطفال الصّغار نقاطٌ عصبيّةٌ يبلغ عددها 1000 تريليون نقطةٍ تفوق ضعف عددها عند البالغين، وهذا ما أكّدته الأبحاث والدّراسات
- الأطفال أذكى ممّا يتوقع الآباء، ما لم يوجد عائقٌ يؤخّر نموّ ذكاء الطفل، مثل: الأمراض العصبيّة التي تؤثر على مراكز الإدراك والاستيعاب والنّطق عند الأطفال
- تستطيع الأمّ تعزيز ذكاء طفلها بأن تكتشف علامات الذكاء التي تُميّز طفلها، ويمكنها أن تُساعده على تطوير مواهبه ومهاراته، واكتساب كلّ ما هو جديدٌ
- يتم ذلك بتغذية الطفل تغذيةً سليمةً وصحيّةً وغنيّةً بالأحماض الأمينيّة، والبروتينات، والفيتامينات اللازمة لبناء دماغ الطفل، والتي تساعد على النموّ السليم والصحيّ
- وكذلك بمتابعته وتعليمه، وتطوير مهاراته بالاستعانة بالبرامج التعليميّة التي تناسب الفئة العمريّة له منذ عامه الأول، وحتّى يصل إلى عامه الرابع، ويكتمل نموّ الدماغ لديه
8علامات تشير لذكاء الطفل منذ ولادته
أولاً: قدرة الطفل على المراقبة والتركيز
- إذا زادت المدة التي يستطيع فيها الطفل التركيز فيما يدور حوله، فإن هذا المفتاح الأول للذكاء، فهناك أطفال يمكنهم الانتباه سريعاً لما يرونه ويسمعونه أكثر من غيرهم
- كلما زادت هذه القدرة تبعاً لتطور عمره، ويمكن ملاحظة هذا من طريقة الطفل في مراقبة الأمور، وعدم التسرع في ردود الأفعال، بل يأخذ وقتاً ليطالع ما يحدث حوله بدقة وتأنٍّ
- يقوم الطفل بمص إصبعه أثناء التركيز والتحليل، وهذا يعني تفحصه لما يراه ويقيمه قبل أن يتخذ أي رد فعل
- على الأم أن تترك طفلها في تركيزه، وتوفر له الأجواء التي تجعله يفكر ولا تشتت انتباهه في هذه اللحظات التي يتعلم فيها كثيراً من الأمور، وينمي عقله ويطور فكره خلالها
ثانياً: استخدام الطفل لمهاراته الحركية
- التوازن بين الحركة والإحساس؛ حيث يستطيع أن يتلقى ويشعر ويستجيب في آن واحد، فعلى سبيل المثال يرى شيئاً يسعده ويبدأ في التبسم وتحريك أعضائه تعبيراً عن سعادته، عكس الطفل الذي لا يعطي أي انطباعات أو ردود أفعال
- كما أن محاولات الطفل أن يطور من نفسه وحركاته، كأن يحبو مبكراً أو يمشي حتى وإن سقط، فهذا يدل على التطور السريع لمهاراته الحركية
- كذلك محاولات الطفل المتعددة لأن يمسك بيده ما يريد، ويفكر في كيفية الحصول على هذه الأغراض بمختلف الطرق، فبعض الأطفال يفكرون في الوقوف على كرسي مثلاً
ثالثاً: التحدث في وقت مبكر
- كلما كان الطفل أسرع تطوراً في عقليته وفكره، سبق سنه في العديد من الأمور، مثل الكلام في عمر مبكر عن أقرانه مثلاً أو بقية الأطفال، فيمكن أن يتم عمر سنة وهو قادر على قول بعض الكلمات جيداً، ومعرفة ما يراه في الصور
- وبعد أشهر قليلة يتمكن من قول بعض الجمل الصحيحة والمفهومة، وهكذا يتطور أداؤه في كل مرحلة تلو الأخرى، وهذا يدل على استعدادهم على إدراك الكثير من المعلومات واستيعاب العديد من الأفكار
رابعاً: الفضول لدى الطفل
- يبدي الطفل الذكي فضوله في كل الأمور، ويظهر هذا في نظراته وردود أفعاله حتى وإن لم يكن يتحدث، فيحاول أن يلتقط كل ما يتواجد أمامه ليعرف ما هذا الشيءي
- وفي المراحل المتقدمة، يبدأ الطفل في إعطاء إشارات تدل على الاستفسارات التي تدور في ذهنه، حتى يبدأ في التحدث ولا تنتهي التساؤلات اليومية في مختلف الأمور
خامساً: الطفل الاجتماعي
- الطفل الذي يرحب بالمشاركة الاجتماعية طفل يتمتع بالذكاء، وكذلك حبه للجلوس في أماكن مزدحمة بالأشخاص وعدم شعوره بالخوف من هذا
- بل يجد الطفل متعة في الجلسات الاجتماعية ليستمع إلى عدة أصوات ويرى الانطباعات من حوله، فهو يريد أن يشاركهم، ولكنه لا يستطيع في هذا السن الصغير
سادساً: يتعلم بسلاسة ويميل للتقليد
- ما إن تتحدث الأم أو تقوم بحركة معينة، إلا ويبدأ الطفل في محاولات التقليد حتى يتمكن من محاكاته، فهذا يؤكد أن الطفل لديه مواصفات مميزة تساعده على التطور سريعاً
- قدرة الطفل على تخزين المعلومات فى ذهنه، ليبدأ في تطبيقها فيما بعد حينما يستطيع في وقت لاحق لأنه لازال يفكر فيها، ولديه تحدٍّ وإرادة على القيام بها في الوقت المناسب
سابعاً: لا يترك الأمور المعقدة
- الطفل الذي يفضل خوض الصعاب، ويتجاهل الأمور السهلة هو طفل ذكي حتماً، على عكس الطفل الذي يتجنب الدخول في تفاصيل معقدة ويبحث عن الأبسط دوماً
- يعتبر هذا الأمر دليل ذكاء وعبقرية؛ فإنه يساعد في تطوير مهاراته المختلفة، وبالتالي يزيد من فرص تفتح العقل وتنميته
ثامناً: يصر على رغباته وتحقيقها
- هناك طفل يستسلم سريعاً إذا لم يستطع الحصول على ما يريد أو لم ينفذ له أهله مطالبه، وهناك آخر يصر على تنفيذ ما يطلبه ويحاول بكل الوسائل الممكنة أن يحصل عليه، وقد يشكل هذا مصدر إزعاج للوالدين، ولكنه في الحقيقة مؤشر على أن الطفل لن يقف عند المعوقات، وسيحاول دوماً أن يتجاوز أي عقبات تواجهه، ولذلك على الأب والأم أن يدعما هذا، ولكن دون أن يصبح الطفل مدللاً بشكل زائد
- شدّة تركيز الطفل، ومراقبته للأهل والنّظر إلى حركة الشّفاه أثناء التّحدث معه ومحاولة فهم ما يُقال له، والتّمييز بين معاني الكلمات، محاولة ترديد بعض الكلمات التي يسمعها من الأمّ ونطقها، واستخدامها وتوظيفها بطريقةٍ صحيحة
- تفاعل الطفل عاطفياً مع من حوله، من خلال الابتسام، وتفاعله مع الظّروف المحيطة حوله متتبّعاً الأصوات، ومشاركة عواطفه مع مظاهر الحزن، أو الغضب، أو الانفعال، أو الفرح
- قدرة الطفل أثناء عامه الأوّل بعد تخطّيه سنّ أربعة أشهر على الربط بين الصور وأسمائها، مثل: صور الطّيور، والحيوانات، وأنواع الخضار والفواكه وأسمائها
- الطفل في هذا العمر قادرٌ على الفهم والاستيعاب وذلك عن طريق إجراء محادثةٍ مع الطفل، مع عرض الصور وتكرار اسمها عليه وترديدها
- الاهتمام بسماع الموسيقى وأناشيد الأطفال، مع تفاعل الطفل من خلال حركات يديه ورجليه، مع الانتباه لكلّ شيءٍ جديد يلفت انتباهه: لون ثياب الأمّ، أو التغيّر في مظهرها
- فضول الطفل لاكتشاف كلّ ما هو جديد حوله، والإصرار على معرفة كل شئ، اللّعب بألعاب المكعّبات والباذل، وتركيبها، وفكّها، ومحاولة بناء أشكالٍ عشوائيّة
- حبو الطفل المبكّر، ومشيه، وقدرته على القيام ببعض الحركات بمفرده دون مساعدة الأهل، مثل: محاولة تناول الطعام وحده، واستخدام الملعقة، والشرب بالكوب
- حضور الطفل مع مجموعةٍ من الأطفال في مثل عمره، ومحاولة الدفاع عن نفسه، وأخذ ألعابه من غيره
كيفية التعامل مع الطفل الذكي
- بداية اطمئني، طفلك كثير الكلام، كثير الحركة، الذي يطرح الأسئلة باستمرار، ويحطم ألعابه، لا يعاني من أي مشاكل، هو فقط طفل عبقري
- عدم تعنيف الطفل أو نقده أو أمره بالصمت طوال الوقت
- أفضل الطرق للتعامل معه، هي الإستماع له والرد على أسئلته. حالة الانشغال يمكن للوالدين تأجيل التحدث في بعض الأمور إلى أوقات مناسبة
- توفير تلك الأوقات وإعطاء الطفل اهتماماً كبيراً، حتى يكون لديه ثقة بأنه غير مهمل. صفات على الآباء تفهمها وإدراكها
- الطفل الذكي كثير الحركة، لا يستطيع المكوث في مكان واحد لفترات طويلة، لرغبته الدائمة في اكتشاف ما يحيط به
- معظم ألعابه محطمة، وذلك لرغبته باكتشافها وليس تدميرها
- ذكاء الطفل يجعله دائماً في رغبة إلى سماع ورواية القصص وتأليفها
- وفي بعض الأحيان يلاحظ إضافته أحداثاً إلى المواقف التي سمعها أو تعرض لها
- هنا يظن الأبوان أن ما يقوم به هو كذب، ولكن الحقيقة أنه يملك خيالاً واسعاً يجعله يضيف لمسته إلى الواقع، وبالطبع فهو لا يتعمد أن يقول حديثاً مغلوطاً أو كاذباً
- يهتم الطفل الذكي اهتماماً كبيراً بمشاهدة الحيوانات، وجمع عدد كبير من المعلومات الخاصة بها، لذا نجده في السن من سبع إلى تسع سنوات لديه شغف بقراءة الكتب
- غالباً ما يمل الطفل شديد الذكاء من مرافقة الأطفال، وخاصة الأصغر سناً منه، ولا يجد متعته معهم، ونلاحظ أنه يفضل مصاحبة الكبار ويجيد إدارة مناقشات طويلة معهم دون ملل
-
- قد يواجه بعض هؤلاء الأطفال المشاكل مع مدرسيهم في بداية سنوات الدراسة، وأهم ما يشكو منه مدرسوه هي ملاحظتهم عدم التركيز بشكل كافٍ، وأنه شارد البال، أو أنه يتحدث إلى زملائه كثيراً أثناء الشرح
- ولكن الواقع أن ما يواجه الطفل هو حالة من الملل، وذلك نظراً إلى أن المدرسين في السنوات الأولى للدراسة يعتمدون على تكرار المعلومة أكثر من مرة، حتى يستطيع الأطفال استيعابها
- والطفل ذو نسبة الذكاء العالية يستوعب المعلومة لمجرد ذكرها لمرة واحدة، وعند تكرار المعلمين للشرح لا يجد ما يجذبه للاستماع لهم، ويبدأ عقله في العمل والبحث لكشف معلومات جديدة عن العالم من حوله
- هنا ينشغل الطفل بالتحدث إلى زميله، أو اللجوء إلى خياله وانغماسه في تفسير أمور أخرى، وهذا يعد أكثر تشويقاً وجذباً له من الاستماع لمعلومة لا تمثل له إضافة، ولا تكشف له أمراً جديداً