السعادة الزوجية

كيف أرضي زوجي الغاضب من خروجي مع صديقتي؟

يصاب بعض الأزواج بحالات غضب شديدة من الزوجة عندما تمارس _من وجهة نظرها_ حقًا من حقوقها، كالخروج مع صديقاتها. وقد يحتدم النقاش، ويشتد الصراع، وترتفع الأصوات عند تمسك كل طرف منهما برأيه لتكون النتائج _غالبًا_ غير محمودة، فإما أن تنتهي بالانفصال، أو العيش تحت سقف من المشاكل والخلافات.

المستشارة الاجتماعية «فوز بن عبود» ستسدي لكل من المرأة والرجل النصيحة كي يتجنبا الوقوع في فخ هذه الخلافات، وستعطيهما الحلّ الأمثل الذي سيرضي كلا الطرفين على حد سواء، وتجيب على سؤا: كيف ارضي زوجي في هذه الحالة:

العلاقة الزوجية القوية تطفئ نار الغضب

بداية تخبرنا الأستاذة «فوز» بأنّ غضب الزوج من خروجها للتنزه مع صديقاتها يعتمد على طبيعة العلاقة الزوجية بينهما؛ هل أساسها قائم على الاحترام المتبادل والمودة، وهل قوة التوافق بينهما كافية ليواجها كل المشاكل والخلافات؟ فإن كانت العلاقة بينهما على هذه الصورة من الرقي فسينتج عنها صداقة تفاهم واحترام وتقدير.

ما الذي يثير غضب الزوج؟

تبين المستشارة «فوز» بأنّ الغضب عبارة عن حالة انفعالية معقدة وحادة، وهو ردة فعل انفعالية على أحد المثيرات الخارجية التي قد تكون إرادية، وفي حالات أخرى لا إرادية. والغضب غير وارد بين الزوجين المتحابين اللذين تقوم علاقتهما على الاحترام والحب، وإن وجد اختلاف بينهما فهذا الاختلاف يؤدي إلى قمة الائتلاف فهما يجدان حلًّا لكل المشكلات. فلا مكان للغضب في علاقتهما الراقية المتزنة.

مقارنة

يضع بعض الأزواج أنفسهم في كفة المقارنة والتخيير ما بينهم وبين صديقات الزوجة، وطبعًا هذا يعد خطأ فادحًا، ومقارنة خاسرة؛ فالعلاقة مع الزوج شيء ومع الصديقة شيء آخر، فكما يحتاج هو للتنزه والترفيه عن نفسه فللمرأة الحق في ذلك، إن كان في إطار المعقول ولا يتضارب أو يضر بواجبها كزوجة وأم.
وتشير المستشارة «فوز بن عبود» إلى أنّ كلا الزوجين متى ما عرف مدى تأثير ذلك في تغيير النفسية بالسرور والسعادة، وتحسين حياتهما من حيث العطاء والمحبة، وتجديد النشاط والطاقة الحيوية الأمر الذي يعينهما على القيام بمسؤوليات الحياة والتقدم بالعمل بإنتاجية خلاقة ومبدعة سيزول الغضب من هذا الحق المشروع لكليهما، وسيكونان أكثر تفهمًا واستيعابًا؛ فقضاء الوقت مع الأصدقاء وتبادل المشاعر والأحاديث معهم يدخل السرور إلى القلب، ويخفف من ضغوطات الحياة، إضافة إلى اكتساب الخبرات والتجارب الحياتية من خلال الحوارات الهادفة والاستشارات الإيجابية.

همسة:

عزيزي الزوج إذا أردت أن تحبك زوجتك، ويصل حبها لك لدرجة العشق احترم الوقت الذي تخصصه لنفسها سواء للاسترخاء أو الاهتمام بجمالها، أو للوقت الذي تقضيه مع صديقاتها.
عزيزتي الزوجة إذا أردتِ أن يحبك زوجكِ لدرجة الهيام أعطه الوقت الخاص به للاسترخاء مع نفسه والاجتماع مع أصدقائه؛ حتى يعود إلى البيت وهو في غاية الشوق لكِ.
وعلى الزوجين الاتفاق فيما بينهما، وتنسيق الأوقات المناسبة لهما بحيث لا يتعارض أبدًا مع مسؤولياتهما الأسرية، ولا يسبب أي خلل في علاقاتهما الزوجية. فعلى الزوجين التركيز على التوازن وإعطاء كل ذي حق حقه للمحافظة على تحقيق الديمومة من الأمان الأسري.

كيف يستطيع الزوج تجاوز غضبه؟

تنصح الأستاذة «فوز» كلا الزوجين بالاعتراف بخصوصية كل واحد منهما واحترامها، وأنّ لكل منهما وقته الخاص، وحقوقه تجاه أهله ونفسه، وواجبات نحو أصدقائهما دون أن يطغى ذلك على أساسيات حياتهما الزوجية.

مفهوم خاطئ
هل لجوء الزوج لأسلوب الغضب والتهديد يشعره برجولته وقدرته على السيطرة على المرأة؟

لعل أغلب الرجال يعتقدون أنهم بغضبهم وتصرفهم على هذا النحو مع المرأة يجعلهم هم المسيطرون، وأصحاب الكلمة المسموعة وهذا كما أشارت المستشارة مفهوم خاطئ؛ فالقوامة في الشريعة الإسلامية هي قوامة تكليف ومساندة وحماية. والرجولة الحقيقية تتمثل بالنزاهة عن استغلال ضعف المرأة، وعدم استخدام مقدرته وقوته أو صلاحياته المعنوية أو المادية بالاعتداء النفسي أو البدني عليها.
متى يجب أن تقول المرأة «لا» لتدخل الرجل، وتضع حدًا لغضبه؟
عندما يكون الغضب ثورة وردة فعل على سفاسف الأمور، واختلاق أسباب تافهة للغضب يجب على المرأة أن تقف بكل قوة في وجه عاصفة غضب زوجها، وتحاول أن تجد حلًّا للحد منه، وتعلم بأنها إن سكتت مرة على غضبه فسيكون هذا نهج حياته معها، وسيكون الخنوع والصمت موقفها تجاه هذا الغضب الغاشم.

تقنيات إدارة الغضب

إن أراد كلا الزوجين تجاوز إعصار الغضب فيجب عليهما اتباع هذه الحلول للتخلص أو الحد منه:
• الوضوء، أو الاستحمام بماء شديد البرودة، أو الجلوس بمغطس ممتلئ بماء بارد مضافًا إليه ماء الورد، أو ملح البحر برائحة أزهار اللافندر، أو الفانيليا.
• الخروج من المكان الذي يوجد فيه الناس المسببين للغضب إلى منطقة هواء طلق.
• العد التنازلي من 10 إلى صفر ومن ثم العد بطريقة عكسية _تصاعدية_.
• طرح أسئلة سريعة هل هذا الغضب يستحق أن أجازف بصحتي النفسية والجسدية.
• معرفة أسباب الغضب ونوع الغضب بأن يطرح الغاضب على ذاته بعض الأسئلة: هل غضبي إيجابي أم سلبي، وهل سيؤدي إلى حل مؤقت أم جذري، وهل هو ذا منفعة؟
• كما يمكن للغاضب أن يستخدم تقنية التنفس الصحي، ويمارس التأمل، وأيضًا يتناول مشروبات الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء. إضافة إلى تناول الأطعمة التي تحفز هرمون الأدرينالين والذي يعد الهرمون الرئيسي للسعادة، وأيضًا هرمون السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج.

 

(سيدتي نت)

اترك تعليقاً

إغلاق