أخبار
ومن الحب ما قتل!
بقلم: د. محمد بن علي الرشيد
ومن الحب ما قتل ، هو العنوان الكبير الذي أستطيع أن أضعه لكليماتي في هذا المقال !!
نعم أيها الفضلاء ؛ إنني أحدثكم عن حبٍ يخفي وراءه تنصلاً من المسؤولية ، ويحمل في ركابه نبتةً ما رُعِيت حق رعايتها .
نعم .. إننا أمام تحول خطير في تربية الأطفال و بناء الأجيال ، فغاب أكثرنا عن دوره في التربية، وتسابق المربون من كل جهة على فلذات أكبادنا، وأصبح الطفل الذي لا يتجاوز ثلاث سنين، يحمل جهازاً فيه ما لا يحصى من النوافذ على العالم ، وما أدراك ما العالم ؟!!
ظننا أن الأمر في البداية لن يتجاوز الترفيه، وتباهى بعضنا بقدرة أطفاله على فك ألغاز هذه الأجهزة الساحرة !!واستجاب ( من تمنّع )من العقلاء في البداية، ورضخ بعد طول ضغط من الطفل أو من أمه أحياناً، فأدخل أطفاله الميدان المليء بالعقارب والحيات !!
وأصبح المعتزل لهذا التنازل والسقوط في نظر المجتمع أو أكثره ، قاسٍ متشدد !!
توالت الصيحات والتحذيرات من العقلاء، ولكن التيار كان أقوى وأسرع بكثير من أصوات الناصحين.
حتى أن وزارة الداخلية ، وأجهزتها الرقابية والأمنية، عقدت ملتقى وطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الأنترنت، وكانت لغة الأرقام صادمة لكل عاقل، وأمسى الحال غير الحال ..حين رصدت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية أكثر من أربعة آلاف معرفاً إلكترونياً بالتعاون مع “الإنتربول”،تقوم باستدراج الأطفال واستغلالهم جنسياً،
من أجل ذلك أيها الفضلاء: أقول اليوم وبكل صراحة: ذهبت السكرة بهذه التقنية، وجاءت الفكرة، ووجب علينا جميعاً أن نعيد النظر فيما تحملناه من مسؤوليات أمام الله تعالى في تربية أبنائنا وتنشئتهم على تقوى من الله وفضيله ..
وما من داءً إلا وله دواء، إذا وجدت العزيمة الصادقة والرغبة الجادة من العقلاء.
وإن أيسر طريق لترشيد الاستفادة من عالم التقنية المفتوح : القرب من الأولاد ومشاركتهم قدر الإمكان في اهتماماتهم والموفق من وفقه الله..
دمتم بخير وصحة وسلامة
مجرد رأي 💫
د. محمد بن علي الرشيد