مقالات وبحوث
نعيش في الوهم
بقلم: م. جمال الحمود
تزاحمت المواضيع التي تشغل يومنا منها النافع ومنها غير النافع منها المهم ومنا والتافه، واليوم في منصات التواصل الاجتماعي أصبحت خصوصيات بعض الناس أكثر مرونة وأبواب بيوتهم مفتوحة على مصراعيها ونشاهد أين سافروا والمطعم الذي أكلوا فيه ونعيش معهم مناسباتهم حتى المناسبات التي يجب أن تكون محفوفة بين الأهل، يشارك هؤلاء خصوصياتهم ظنا بأن من يتابعه هو حريص كل الحرص عليهم، كما وأصبح الكثير منا يعيش في عالم يوهمه بأن هناك عناصر من أحداث وأشخاص يشكلون جزءا مهما في حياتهم اليومية ولا يستطيعون الاستغناء عنهم، وأصبح البعض مدمنا على متابعهم ويتوهم بأن لهم تأثيرا جسيما على حياتهم.
عناصر استنزفت الكثير من أوقاتنا لمتابعتها واستنزفت الكثير من مشاعرنا نحوهم، والغريب بأن هذه العناصر الوهمية أصبحت عاملا مشتركا بين الكثير، وهنا نحتاج وقفه لنفكر بالأوقات التي نضيعها بمواقع التواصل الاجتماعي وغالبا ما تكون حياة افتراضية فيها نتابع عالما ليس لنا بهم صلة، هذا الوقت الثمين نهدره خارج نطاق حياتنا وبلهفة نتابع تفاصيلهم ماذا اشترت فلانة وماذا أكل فلان وماذا فعل ومتابعة عن كثب الخلاف بين فلان وفلانة ومحزن ما حصل بمواقف قد تكون مصطنعه في كثير من الأحيان لكنها تستنزف من مشاعرنا، ونفرح لحدث سعيد لفلان وكأن صاحب هذا الحدث قريب لنا.
أتفق معك بأن ما يحدث أمر زاد عن طاقتنا لكن للأسف أنت من أدخلت هذه العناصر الافتراضية في حياتك، والواقع يؤكد بأنك لا تشكل لهم غير متابع من كم المتابعين وكل ما يتمنونه منك عمل “لايك” ليزداد حجم تأثيرهم عليك وعلى غيرك، وتزداد قيمة الاستفادة بالنهاية هم الرابحين وأنت من يخسر، نعم انت من بخسر لان في حياتنا هناك عناصر حقيقية وملموسة ومؤثرة بشكل فعلي عليك ومن الأولى بأن تلتفت لهم، وأنت في البيت دقق في ملامح أهلك الذين هم بحاجة الى مشاركاتك واهتمامك، وفي عملك هناك فريق يساهم معك في الإنجازات اجتهد معهم، وأصدقائك تواصل وتمتع بوقتك معهم، واستثمر في رحلتك الشخصية والمهنية وتقدم وخوض التجارب وتعلم من الأحداث التي تؤثر عليك وأنت تؤثر بالمقابل عليها.
نأخذ نفسا عميقا،،،
عزيزي استثمر وقتك وعلاقاتك وأحداث تخصك، وحاول بأن لا تنزف مشاعرك لعالم لا يعرفونك بل كن ذكيا في مشاركة مشاعرك مع من يستحقها، واستثمر وقتك مع من يستحق.