الأب
هل فشلت مايكروسوفت فى “ويندوز فون”
لا يمكن القول إن فشل (ويندوز فون) دليل على ضعف مايكروسوفت، بل إن ذلك من أهم الأسباب التي ساعدت المدير التنفيذي ساتيا نادالا، على التوصل إلى فكرة مبتكرة ومفيدة لمستقبل الشركة.
لقد باعت مايكروسوفت 4.5 مليون جهاز “لوميا” فقط في الربع الرابع من العام الماضي، كما حققت أجهزتها نمواً كبيراً في سوق الهواتف بنسبة 1.1%. وبهذا تكون استراتيجية مايكروسوفت: “السحابة والهاتف النقال أولا” واضحة في منهاجها، فالأولوية لديها تتمثل في “الهاتف النقال” وليس (ويندوز فون) أو حتى (ويندوز 10).
صحيح أن مبيعات الأجهزة النقالة (ويندوز فون) و(ويندوز10) و(لوميا) تراجعت لبعض الوقت، لكن سياسات ساتيا نادالا بعد قيادته للشركة، ساعدت على استقطاب العملاء مجدداً، وزيادة استخدام منصة البرمجيات التي تعتمد على السحابة، وليس منصات أجهزة مايكروسوفت فقط.
ومن الناحية النظرية يمكن أن يظل “ويندوز فون” متاحاً، إلا أنه في الواقع يشغل التعليمات البرمجية لمايكروسوفت على الأجهزة نفسها، إذ ترتبط الخدمات التي تقدمها الشركة بأجهزتها فقط.
لكن اليوم لم يعد الحال كذلك، فخدمات مايكروسوفت متاحة من خلال نظامي التشغيل: (iOS) و(Android) عبر السحابة. كما يمكن الاشتراك بالموسيقى ومزامنة برنامج ( OneNote) واستخدام برامج ( Microsoft Office)، فالسحابة لم تعد تقتصر على نوع الجهاز أو نظام التشغيل.
لقد أصبحت خدمات وبرامج الشركة متاحة أكثر على نظامي التشغيل: (iOS) و(Android). ولذلك فإن خطوة نادالا في جعل “السحابة أولاً” بغض النظر عن نوع الجهاز الذي يحمله المستهلك جديرة بالثناء، مما يعد استراتيجية ناجحة وطويلة الأمد للشركة.
وبالرغم من أنها تخسر في كل جهاز “لوميا” تبيعه اليوم، إلا أنها تحقق الأرباح من خلال أنظمتها القائمة على الحوسبة السحابية. وعلى الصعيد نفسه، تمكنت من رفع متوسط إيراداتها من (ويندوز 10) أكثر مما حققته من (ويندوز 7) و(ويندوز8). إن التقليل من الخسائر والسعي لرفع الإيرادات والاحتفاظ بحصة سوق الهواتف المحمولة، أمور مهمة لمستقبل مايكروسوفت.