تتسم تربية الأطفال، البنات والأولاد،بأنها تشترك في أسس تربوية واحدة إلا أن الفوارق بين الجنسين أمر حتمي بطبيعة الفطرة،فالبنات مثلاً يملن إلى التقليد أكثر من الأولاد، ودائماً ما نسمع من آبائنا وأجدادنا عبارة: “البنت أشطر من الولد”. حيث إنها تتعلم بشكل أسرع، وتتميز كذلك بسرعة البديهة والهدوء بخلاف الأولاد الذين عادة ما يميلون إلى التسرع وكثرة اللعب والخروج مع الأصدقاء،وهذا ما أثبتته عديد من الدراسات العلمية العالمية.
“سيدتي” تعرض لكم نتائج دراسات عدة حول الفوارق في سرعة البديهة والمهارة بين البنات والأولاد، كما تكشف عن المهارات التي تتميز بها البنات تحديداً لتتمكني من تنميتها في ابنتك.
دراسة: الفتيات أفضل مهارة من الصبيان
أكدت دراسة نرويجية،شارك فيها أود توريل ميلاند، وأجريت في مركز “ريدينج سنترت” بجامعة ستافانجر، بالتعاون مع مدينة ستافانجر، حول أطفال الروضة، أن الفتيات في عمر الثانية أكثر استقلالية، ولديهن مهارات اجتماعية أكثر من الصبيان، كذلك تتسم مهاراتهن اللغوية بأنها أكثر تطوراً ما يمنحهن قدرة أفضل من الصبيان على التعبير عن احتياجاتهن ورغباتهن، كما أن الفتيات متقدمات في المهارات الاجتماعية،وأكثر مشاركة في أنشطة الروضة وإعداد الوجبات البسيطة،ويتفاعلن أكثر مع الأطفال الآخرين.
وعن واقع الدراسة وحقيقتها الملموسة، أكدت معلمة رياض الأطفال والتأهيل ناجية مدكور، أن للفتيات قدرة عالية على الاستيعاب والفهم، عكس الصبيان، ويظهر الفرق بوضوح في مرحلة الطفولة الوسطى التي تتمثل في خروج الطفل إلى الساحة المدرسية واتساع البيئة الاجتماعية.
وقد يختلف الأمر معهن نسبياً، إلا أنه غالباً ما تكمن الاختلافات في الفوارق الفردية بين الأطفال،لكن تظل هناك نقاط قوة تتفوق بها الفتيات الصغيرات على الصبيان بحكم طبيعة الفتاة وميولها.ومن المهارات التي تتفوق بها الفتاة على الولد:
سرعة الاستيعاب
تنافس البنات الصبيان في القدرة على الاستيعاب السريع، نظراً لما يملكنه من سرعة البديهة، وتخصيص وقت وجهد أكبر للانتباه بدافع حب التعلم، وفضول الاكتشاف والتقليد، عكس الصبيان، الذين عادة ما يعانون من تشتت الانتباه حتى في أبسط الأمور، حيث إنهم قد يفقدون تركيزهم خاصة داخل الفصل الدراسي.
التغلب على الصبيان في القدرة على التعبير عن المشاعر
تتفوق الفتيات الصغيرات على الصبيان في التعبير عن مشاعرهن،ما يخلق حلقةً من الود بين الفتاة وصديقاتها وأشقائها وشقيقاتها، فهي تتعلم بسرعة معنى الاعتذار والندم،وتميل إلى مشاركة مشاعرها بمحاكاة الموقف المحيط بها، ويعد التعبير عن المشاعر وسيلة مهمة في تعزيز السلوك لدى الأطفال، وزيادة القدرة على التعبير عن النفس، وخلق شخصية تتمتع بالثقة والمشاركة.
مهارات التواصل الاجتماعي
في الساحة المدرسية تظهر قوة التواصل الاجتماعي لدى الفتيات، منذ مرحلة الروضة وحتى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، حيث تمتلك الفتاة طرقاً ذكية للتواصل،ما يمكِّنها من إنشاء صداقات وعلاقات أقوى باستخدام عبارات ذكية محببة وكلمات ودية، هذا إضافة إلى مشاركة صديقاتها بالهدايا والمشاريع المدرسية الصغيرة، عكس الولد الذي يميل بنسبة كبيرة إلى فرض سيطرته، وإظهار قوة شخصيته مبكراً، ما يؤدي إلى عدم التواصل بشكل سليم مع أقرانه.
الفتيات أكثر تنظيماً
من المعلوم أن الفتاة تميل إلى مشاركة والدتها منذ الصغر وتقليدها، لكونها قدوتها الأولى، ما يعزز لديها القدرة على تنظيم وترتيب غرفتها وألعابها وأغراضها المدرسية، فلا نجدها متناثرة كما هو الحال في غرف الصبيان.
الاستعراض والمواهب
تظهر مواهب الفتيات، خاصةً حب الاستعراض،والغناء،أسرع من الصبيان بشكل ملحوظ، نظراً لامتلاكهن قدرة مميزة في مجالٍ أو أكثر من المجالات الاستعراضية والفنية، وتقوم الفتاة بإظهار قدراتها من خلال ممارستها موهبتها، لذا يجب على الأم متابعة سلوك طفلتها لكشف مواهبها وتنميتها منذ الصغر.
نصائح حول كيفية استغلال قدرات طفلتك وتنميتها
– تأمين البيئة الذكية لها لتكوين شخصيتها،وتنمية قدراتها الذهنية بخلق الأنشطة وتكثيف المؤثرات التعليمية التي تعزز من معدل الذكاء والموهبة.
– التركيز على المهارات المناسبة للفتيات بحسب أعمارهن وقدراتهن والفوارق الفريدة التي تختلف من فتاة لأخرى لتجنب تعرضهن إلى الفشل والإحباط.
– مساعدتهن في تحديد الأولويات بالتوجيه المباشر والحوار وضرب الأمثلة.
– تشجيع الأنشطة الجماعية مع الآخرين بعيداً عن التحكم والانفراد باتخاذ القرار.