الأبالأبناءسلايد 1مقالات وبحوث
إهمال الآباء يؤثر على حجم دماغ أبنائهم
تشير البحوث إلى أن الآباء مدمني الهاتف المحمول، الذين لا يقضون وقتاً طويلاً في التحدث مع أطفالهم، يمكن أن يؤثروا سلباً على عقولهم، حيث يعتقد العلماء أن المأساة الإنسانية التي حدثت في رومانيا قبل سقوط الشيوعية، يمكن أن تكشف عن نتائج مقلقة حول عواقب الإهمال أثناء الطفولة.وبحسب موقع «ميرور»، تم نشر بحث في مجلة Proceedings Of The National Academy للعلوم، وهو جزء من مشروع علمي مستمر بدأ في عام 1990، أطلق عليه اسم Adoptees بالإنجليزية والرومانية.
ورد فيه أنه في عهد الزعيم السابق «نيكولاي تشوشيسكو»، كان كل من الإجهاض ووسائل منع الحمل محظوريْن في رومانيا، حيث كان يُعتقد أن النمو السكاني سيؤدي إلى نمو اقتصادي، وأن المواطنين يخضعون للضريبة لكونهم بلا أطفال. وقد أدت هذه الزيادة في عدد المواليد إلى إيداع العديد من الأطفال في دور الأيتام، والتي كان يشغلها أيضاً الأشخاص ذوو الإعاقة والأمراض العقلية، ما ترتب عليه ترك هؤلاء الأطفال مع القليل من التفاعل مع البالغين بخلاف التغذية. وقد وجد باحثون، من جامعة كينجز كوليدج في لندن، أن حجم مخ هؤلاء الأيتام المهملين، الذين تم إنقاذهم من المؤسسات الرومانية الشهيرة قبل سقوط الشيوعية، أصغر بنسبة 8،6٪. فكلما طال الوقت الذي قضى فيه الطفل الروماني في المؤسسات؛ كان حجم الدماغ الكلي أصغر، ومع كل شهر إضافي من الحرمان يرتبط بانخفاض بنسبة 0،27٪، ويظهر ذلك في أيامنا الحديثة؛ إذ إن الرومانيين لديهم معدل ذكاء منخفض.
رعاية الوالدين وحجم المخ
تبيّن من خلال الدراسة، أن المشاركين الرومانيين عانوا من الحرمان الشديد منذ الطفولة، وكانوا في كثير من الأحيان يعانون من سوء التغذية، وكان التواصل الاجتماعي والتحفيز في حدوده الدنيا.
وقال البروفيسور «ميتول ميهتا» مدير الدراسة: «لقد وجدنا اختلافات هيكلية في ثلاث مناطق من الدماغ. ترتبط هذه المناطق بوظائف؛ مثل التنظيم والدافع وتكامل المعلومات والذاكرة، حيث كان لدى الشباب الروماني، البالغ من العمر 23 إلى 28 عاماً، مناطق أمامية أقل حجماً بشكل ملحوظ من الدماغ، من حيث الحجم والمساحة السطحية».
ليخرج العلماء بنتيجة من هذه الدراسة، مفادها أن تربية الأطفال مع والديهم، والنظر إلى وجوه أخرى كثيرة من دائرة الأقارب والأصدقاء، هو أمر مهم لنمو الدماغ.
وتُعد هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر تأثير رعاية الوالدين على حجم مخ أبنائهم في مرحلة البلوغ.