طب النساء والولادة
أورام الرحم الليفية.. المتأخرات في الزواج والحمل أكثر عرضة للإصابة بها
أوضحت الدكتورة نوف الأسمري، استشارية أمراض النساء والولادة وتأخر الإنجاب في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، أن نحو 25% من النساء تقريباً فوق سن الـ 35 عاماً يعانين من أورام ليفية، تصيب الرحم وعنق الرحم، وتكثر الإصابة لدى النساء اللواتي يتزوجن في سن متأخرة، وكذلك اللواتي يتأخر حدوث الحمل لديهن.
نزيف حاد
الورم الليفي إذا كان موجوداً في أسفل الرحم، فقد يحول دون حدوث ولادة طبيعية، ما يستدعي قيام الطبيب بإجراء عملية قيصرية لإخراج الطفل، وفي حالة وجود الورم في جدار الرحم فقد يُضعِف من تقلصات الرحم أثناء الولادة، ما يجعلها غير متناسقة، وهذا ينعكس بدوره على طول فترة الولادة التي قد يليها حدوث نزيف حاد قد يستدعي في بعض الأحيان التدخل الجراحي، أو نقل دمٍ إلى المريضة، لأن الورم الليفي يحول دون تقلص وانكماش الرحم بعد الولادة.
آلام أسفل البطن
بالإضافة إلى التأثير على القدرة الإنجابية، فإن هذه الأورام تسبب أعراضاً أخرى، مثل حدوث آلام في أسفل البطن والظهر “خاصة إذا بدأت بالضغط على أسفل العمود الفقري”، أو قد تسبب رغبة كبيرة ومستمرة في التبول إذا ما ضغطت على المثانة، كما أنها تسبب اضطرابات في الدورة، ونزيفاً شديداً أحياناً نتيجة تضخم حجم الرحم.
الموجات الصوتية للتشخيص
في حال اكتشف الطبيب ورماً ليفياً غير كبير لدى مريضةٍ لا تعاني من أي أعراضٍ أخرى، فإنه لا يقوم بتقديم أي علاج، لأن هذه الأورام لا تسبب أي مضاعفات في أغلب الأحوال، خاصة إذا ما كانت المريضة قريبة من فترة انقطاع الطمث “سن اليأس”، لأن انقطاع الطمث في حد ذاته يؤدي إلى انكماش الرحم والورم الليفي.
علاج دوائي
هناك بعض العقاقير التي تعطى عن طريق الفم يومياً، مثل “البروجستيرون”، والإبر، وتؤخذ بصفة دورية مرة كل 28 يوماً، وهي مضادة لمحرضات هرمونات موجهة القند، وتؤدي إلى توقف نشاط الغدة النخامية تماماً خلال فترة العلاج، ومن ثم توقف الدورة، وبالتالي انكماش الورم الليفي والرحم نتيجة إيقاف نشاط المبايض مؤقتاً، وهذا العلاج يحاكي تأثير فترة انقطاع الطمث على الرحم، إلا أن هذه الفترة تكون مؤقتة.
المعالجة عبر القسطرة
أي بالأشعة التداخلية عبر القسطرة، وهي بسيطة للغاية، وتعتمد على قطع التغذية والدم عن الورم الليفي الرحمي، ومن ثم ضموره، والشفاء من الأعراض المرضية. والقسطرة عبارة عن أنبوب بلاستيكي رفيع جداً، يدخل من فتحة صغيرة لا تتعدى ٢٢ مم في شريان بأعلى الفخذ “مثل قسطرة القلب”، ويتم توجيهه عن طريق التصوير بالأشعة حتى يصل إلى الشريان المغذي للأورام الليفية.
استئصال الورم بالمنظار
وأوضحت الدكتورة الأسمري، أن الورم الليفي إذا كان ممتداً إلى تجويف الرحم فيجب استئصاله بالمنظار الذي يوضع عن طريق عنق الرحم، أما إذا تضخم الورم الليفي بشكل كبير، وطرده الرحم خارج تجويفه إلى المهبل، فيمكن إزالته مهبلياً بسهولة، وإذا فشلت كل الوسائل السابقة، أو بدأت المريضة تشكو من أعراض جانبية كثيرة، أو من تأخر الإنجاب، فيجب حينها إجراء منظار جراحي عن طريق تجويف البطن لاستئصال الأورام الليفية.