مقالات وبحوث
التنمية الاجتماعية.. والأسرة.. وعطاءاتها الجادة
بقلم: علي المسعودي
يعتبر العمل الاجتماعي أحد أبرز حقول العمل الإنساني، وتحت ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه تم تأصيل العمل المجتمعي بإطار علمي وأبحاث ودراسات عميقة وثرية للوصول بالعمل المجتمعي إلى أفضل النتائج وبطرق مدروسة تعزز الجهود الذاتية وتدفع المجتمع بمؤسساته وأفراده إلى أعلى مراتب العطاء.
وقد شهد هذا القطاع نهوضا كبيرا بفضل الجهود التي توليها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند حتى أصبح نموذجا يحتذى به على مستوى الدول. سواء في مجالات الرعاية الاجتماعية والتنمية لصالح للفئات التي تهتم بها، أو في تجارب المؤسسات القطرية الخيرية في مجال العمل المجتمعي وعلى عدة المحاور.. سعيا لحوكمة وتنظيم المبادرات المدنية التي أطلقتها سموها عبر الأعوام.
وفي هذا السياق ومن هذا المنبع الأصيل والتوجيهات المستنيرة أدركت سعادة مريم بنت ناصر المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة ما يتطلبه بناء المدن والمجتمعات من المجموعات المحلية التي يجب أن تتعاون مع بعضها لتغيير الشروط والمخرجات التي تهمّها، ومايحتاجه العمل المدني من المهارات الأساسية سواء دراسة حاجات المجتمع المحلي، أو التخطيط، أو دفع المجتمع باتجاهاته الإنسانية الفاعلة، والتقييم، وجهود التوعية . سواء داخل الأطر التعليمية أو خارجها..
وقد تابعت مثل غيري الجهود الجبارة لسعادة الوزيرة ورحلاتها عبر دول القرار ودول التأثير والدول الصديقة والشقيقة والتعاونات والاتفاقيات الهامة التي أبرمتها الوزارة في هذا الشأن، استحضاراً للصورة المشرقة التي أكدتها دولة قطر بقيادتها الحكيمة.
وبمناسبة مرور 75 عامًا على ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تقول مريم المسند أنه خلال هذه السنوات شهد العالم تحديات كبرى على صعيد الكرامة الإنسانية وحقوق الأسر والأفراد الأقل حظًا، حيث عقدت في جنيف عدة اجتماعات بخصوص آليات وإجراءات حماية الأسر وخصوصًا تلك التي تعيش في مناطق النزاع والأزمات كما يحدث في فلسطين. حيث أطلقت دولة قطر تعهدًا عالميًا لحماية منظومة الأسرة من كل ما يواجهها من تغيرات أمنية واجتماعية وفكرية حادة، تسعى لإضعاف دور الأسرة وتقليصه وتغيير بنيتها الطبيعية. وقد انضم إلى ذلك الإعلان 29 دولة.
وخلال اجتماعها بالسيدة ماهينور أوزدمير غوكطاش وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، تقول: ناقشنا سبل دعم النساء والأطفال خاصة في مناطق الحروب والنزاع والكوارث، بجانب تعزيز الدعم المقدم للأسر كمنظومة أساسية تضمن استقرار الأمن الاجتماعي، وتضيف: ناقشنا قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وسبل تعزيز حقوقهم في المجتمعات وإدماجهم في برامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي، مع التركيز على برامج التدريب ورفع كفاءة مقدمي الرعاية لفئة ذوي الإعاقة.
وعلى إثر لقاء سعادتها بوزيرة المرأة والأسرة في كوريا الجنوبية كيم هيون سوك، تشير مريم المسند إلى نقاش حول عدة موضوعات حيوية تهم الأسرة في ظل متغيرات العالم الحديث، وأهمهما قضية الموازنة بين الأسرة ومتطلبات سوق العمل، كي تأتي الأولوية دائمًا لصالح ترابط المؤسسة الأسرية وتعزيز صمودها في وجه الوتيرة المتسارعة للحياة الحديثة، وذلك من منطلق الإيمان بأن الأسرة هي الاستثمار الحقيقي المفضي إلى ازدهار المجتمعات واستقرارها.
تحية لوزارة حيوية تعني بالإنسان بقيادة سيدة قطرية تعمل بجد واجتهاد كما يليق بطموحات وطنها وتطلعات قيادتها الرشيدة.